-"أردوغان" يحتاج إلى الرئيس الأسد، للتخلّص من فوضى "السلاح الكرديّ"، في شمال سوريّة، خاصةً وأنّ "أردوغان" غير قادرٍ على أن يُنهيَ هذه الفوضى وحيداً، نتيجة الموقف الأمريكيّ الداعم للأكراد في هذه المنطقة، حمايةً لمصالحِ الولايات المتحدة فيها!!..
-يدرك الرئيس الأسد أنّ "أردوغان" بحاجة له، ويريد التعاون معه، بخصوص هذا العنوان تحديداً، خاصةً وأنّ هناك حكوماتٍ حملت رسائل بهذا المضمون، غير أنّ "أردوغان" لم يكتفِ بذلك، حيث سرّب أخيراً معلوماتٍ تتحدّث عن مفاوضاتٍ سوريّة - تركيّة، وهي في الحقيقة ليست مفاوضاتٍ، لكنّها - وحسب معلوماتنا - رسائل تركيّة إلى القيادة السوريّة، أساسها عرضٌ تركيٌّ بخصوص اتفاقٍ تركيّ - سوريّ، للتخلّص من "فوضى الأكراد" في شمال سوريّة، غير أنّ سورية نفت نفياً قاطعاً أن يكون هناك مفاوضات بينها وبين "أردوغان"!!..
-في المرحلة الأخيرة، جاء الطلب الأمريكيّ - "الإسرائيليّ" من "أردوغان"، بالضغط على الرئيس الأسد، لتأمين بنيةٍ تحتيّةٍ قادرةٍ على منح "إسرائيل" موقعاً أفضل في خارطة "النظام الإقليميّ الجديد الصاعد"، تماماً مثلما طُلب من الملك الأردّنيّ، في ظلّ نتائج ما حصل خلال سنوات المواجهة الأخيرة، خاصةً وأنّ الأمريكيّ و"الإسرائيليّ" يدركان جيّداً، أنّ هذا "النظام الإقليميّ الصاعد"، سوف يمنح "حلف المقاومة" نفوذاً وموقعاً هامّاً، على حساب "أمن إسرائيل"، وذلك إذا لم يتمّ التضييق والضغط على الرئيس الأسد، إن كان في الشمال أو الجنوب السوريّ!!..
-استجاب "أردوغان" لهذا الضغط، بحركة مركّبة في السياسة، يمكنها أن تفيده بثلاثة مستويات:
-أولاً:
يعتقد "أردوغان" أنّه بمثل هذا الحَراك، يصدّر موقفاً باتجاه الداخل التركيّ، على أنّه يواجه "الإرهاب الكرديّ" في شمال سوريّة، وهو عنوان سياسيّ جامع للأتراك، ويمكن له أن يستثمر به باستمرار..
-ثانياً..
يعتقد "أردوغان" أنّه بمثّل هذا الحَراك، يضغط على الرئيس الأسد، ويدفعه لملاقاته في اتفاقٍ معه، للقضاء على "فوضى الأكراد" في سوريّة..
-ثالثاً..
يعتقد "أردوغان" أنّه بمثل هذا الحَراك، يمنح "الإسرائيليّ" والأمريكيّ أيضاً، ورقة قوّةٍ ضاغطة على سوريّة، وبالتالي على "حلف المقاومة"، للتأثير على النفوذ الصاعد للحلف، في ظلّ "النظام الإقليميّ الصاعد"، الذي "يهدّد" مصالح الولايات المتحدة و"أمن إسرائيل"، وفق حسابات الولايات المتحدّة "وإسرائيل"، على مستوى المنطقة..
-ووفق هذا المشهد وتلك القراءة، أضحت الأسباب التي جعلت الرئيس الأسد يرفض ملاقاة "أردوغان"، أو التفاوض معه، حول الشمال السوريّ و"فوضى الأكراد"، واضحةً تماماً، وهي:
-أولاً..
لا يريد الرئيس الأسد أن يكون "أردوغان" حليفاً معه، في مواجهة بعض "السوريّين الأكراد" في الشمال، إذ أنّه يعتقد أنّ هذه الحالة في الشمال الشرقيّ، يمكن أن يحلّها السوريّون فيما بينهم..
-ثانياً..
لا يريد الرئيس الأسد أن ينجح "أردوغان" في استمالته للداخل التركيّ، على حساب دماء السوريّين الذين ساهم في قتلهم وتهجيرهم..
-ثالثاً..
لا يريد الرئيس الأسد أن يمنح "أردوغان" منصّة ضغطٍ، على خارطة النفوذ التي حقّقها "حلف المقاومة"، خاصةً وأنّ "أردوغان" يعتقد أنّ أيّ اتفاقٍ بهذا المعنى، سوف يكون مقدمةً لطلب أمريكيّ طُرح على الرئيس "بوتين" منذ سنوات، بخصوص وجود القوات الأجنبيّة في سوريّة، وهو ما يرفضه الرئيس الأسد، تماماً مثلما رفضه الرئيس "بوتين" أكثر من مرّة!!..



