الكل تقريباً يجمع أن الولايات المتحدة الأميركية لن تفك الحصار عن لبنان...
الكل تقريبا يجمع أن الولايات المتحدة الأميركية لن تسمح للبنان باستخراج الغاز أو النفط...
هي عرقلت هذا في الماضي ولا تزال تعرقل؛
لديها من الأدوات داخل السلطة في لبنان ما يكفي لدفع البلد إلى مزيد من الإنهيار...
كل ذي عقل يعرف أن لبنان هو العدو الأول لكيان العدو، سواء مالياً، أو اقتصاديا أو حتى بالتعددية الدينية والعرقية والثقافية...
عندما يقول السيد نصرالله مباشرة أن سياسة اميركا ومن ورائها الكيان الصهيوني، تقوم على تجميد لبنان داخل الأزمة وداخل حالة الإنهيار في الوقت الذي يتم تسهيل كل الامور حتى يتقدم هذا الكيان ويكرس نفسه سيدا على المنطقة في كل المجالات، ويسحب البساط من تحت أرجل اللبنانيين...
في كل هذا، يؤكد السيد المؤكد...
من يعرف كيف فعلت وماذا تفعل اميركا من أجل تكريس وضعية الدولة الفاشلة في العراق، يجب أن يعرف أن اميركا تفعل الأمر نفسه في لبنان، كما في سوريا، كما في أي بلد عربي قد يشكل ولو احتمال تهديد للكيان، حتى في المستقبل البعيد غير المنظور...
حتى شركة سيمنز الألمانية تم طردها من العراق تحت ضغط الأميركيين وإبطال العقود الموقعة معها...
الحديث عن التوجه شرقا في لبنان، ليس سوى جزء من الحقيقة المرفوضة محلياً من قبل الادوات الغربية والأميركية تحديداً...
لقد تم منع شركة سيمنز أيضا هنا في لبنان عندما جاءت ميركل مع مجموعة من رجال الأعمال الألمان...
أدوات اميركا لا يعدمون وسيلة في قتل البلد دون أن ي ف لهم جفن...
أبسط مشاريع البنية التحتية يجري إفشالها عبر المافيا المكونة من التابعين لاميركا أو الخاضعين لابتزازها، سواء كانوا رؤساء أو وزراء أو نوابا أو قيادات مدنية أو عسكرية؛
هؤلاء منتشرون في معظم الجسم الإداري للسلطة في لبنان...
هل يعقل أن لا تصل المياه إلى البيوت حتى قبل اندلاع الحرب الأهلية، إلا في أحياء معينة بذاتها من المدن...
هل يعقل أن يتم تبذير عشرات المليارات من الدولارات لدعم الكهرباء بحجج شعبوية واضحة لتغطية استفادة مافيا المولدات والوقود ومعها كل الأحزاب والتنظيمات تقريبا، بينما المطلوب كان أقل من ثلاثة مليارات دولار لتأمين شبكة كاملة متكاملة لكل الأراضي اللبنانية، وتأمين هذه الكهرباء ٢٤ على ٢٤...
هل يعقل أن يتم تمرير قوانين في الجمارك والضرائب، كل الهدف منها كان تحويل لبنان الى سوق استهلاكية والقضاء على قطاعي الزراعة والصناعة ونشر ثقافة الربح الخيالي السىريع بفضل طبقة السماسرة من تجار الهيكل السلطوي...
كل ما سبق يجب أن يؤدي إلى السؤال الأهم...
هل إذا توصلنا إلى ترسيم للحدود ولو غير عادل في حق لبنان، سوف يؤدي هذا إلى السماح لهذا البلد بالتقاط أنفاسه...؟
بكل صراحة...
الجواب لا...
لن تسمح لنا اميركا، ولن يسمح لنا الغرب...
مصلحة إسرائيل هي فوق وقبل كل شيء...
ليس فقط ضد لبنان، بل حتى ضد الدول التابعة لهم مثل مصر والأردن....
إذا، لماذا على لبنان الهرولة الى ترسيم الحدود طالما أن النتيجة سوف تكون تنقيباََ واستخراجاََ للنفط والغاز في فلسطين المحتلة فقط، بينما يبقى الوضع على نفس المنوال في لبنان، بل قد يزداد حتى سوءاً...
صحيح أن الداخل في لبنان يتحمل مسؤولية مباشرة عن كل التعطيل...
لكن الصحيح أيضاً أن أيدي الأميركيين والغربيين وأتباعهم ليست بعيدة عن هذه الأمور مباشرة أو عبر نفس أدوات الداخل اللبناني هذه...
المصلحة اللبنانية أولاً، ومصلحة القضايا العربية تفرض عدم الذهاب الى هذا الترسيم والعمل على تجميد الامور الى أجل غير مسمى...
الذي يريد التنقيب...
الذي يريد التأكد من أن التنقيب والاستفادة مسموحان في لبنان... عليه البدء في البلوكات التي لا مشاكل عليها من الشمال إلى الجنوب غير المحاذي للحدود الفلسطينية...
إذا مشى الحال...
وإذا تم استعمال العوائد لتنمية البلد وتنويع مصادر الثروة فيه...
وإذا تم التأكد أن سيطرة وتأثير الطبقة الفاسدة الحاكمة قد انكمش...
عندها، يكون وضع لبنان أكثر قوة ويستطيع الدفاع عن مصالحه وضمان عدم ضياع ثروة الأجيال في جيوب الفاسدين والعملاء....
عندها، وعندها فقط، يقوم لبنان بالترسيم وتلزيم البلوكات الحدودية...
أمل الآن، فمن مصلحة لبنان ومصلحة القضايا العربية فرض توسيع المناطق المتنازع عليها إلى أكبر مساحة ممكنة، شرط أن يتفضل رئيس الجمهورية بالتحرر من العبودية لاميركا ويقوم بتوقيع هذا المرسوم السيادي بامتياز...
أما الحديث عن المزايدة التي تهدف الى استدراج المقاومة إلى حرب غير متكافئة...
فالتاريخ اثبت، ويثبت كل يوم أن قوة المقاومة لن تكون ابداََ متكافئة، وإن الانتصار هو موقف، وإرادة، وتصميم، وثبات على الأرض في صفوف الشعب...
هذا ما كان الوضع عليه في فيتنام...
هذا ما كان في لبنان وفي فلسطين...
وهذا ما سوف يكون دوما وأبداََ...
ٱنها حرب الموقف والكرامة الوطنية على الظلم والذل والتبعية...
إنها حرب انتصار الدم على السيف...