كش ملك.. سقط التاج\ مها علي.
مقالات
كش ملك.. سقط التاج\ مها علي.
16 تموز 2022 , 19:21 م

كتبت مها علي,

إن فقر أحوالك المادية يجعل الناس تنفر منك وتبتعد عنك, ويصعب عليك إيجاد من يُقرضك مبلغاً من المال أو من يبحث عن صداقتك, أما إن كنت غنياً ميسور الحال تتكاثر الناس والأصدقاء من حولك وربما يعرضون عليك الخدمات المختلفة, وهذا ينطبق أيضاً على الدول,

فبعد الحملة العسكرية لروسيا على أوكرانيا تبعثرت أوراق الأغنياء والأقوياء كالولايات المتحدة , ودخلت السياسات الدولية في مفترق طرق,

ومن بينها السعودية التي انتهزت الفرصة وخرجت من تحت العباءة الأمريكية , واستغلت قوتها المادية, وقامت اليوم بإذلال جو بايدن

و ردت اعتبارها, حيث أرسلت لاستقباله في المطار مسؤولاً من الدرجة الثانية ,الأمير فيصل أمير مكة ومعه سفيرة السعودية في واشنطن, وهذا يعني تهميش لرئيس امريكا العظمى, وهذا يؤكد أن جو بايدن أتى إلى السعودية خاضعاً ومتوسلاً, فهو من يحتاج السعودية اليوم وليس العكس, هو يحتاج نفطها لأجل تخفيض أسعار النفط, وهذا حلم أبليس بالجنة, فالسعودية لا تريد هذا , وهي في الواقع

لا تستطيع, لأنها تنتج أعلى طاقة لديها, ولا تريد انتهاك اتفاق منظمة أوبك بلاس,

حتى الصحف الأمريكية اليوم أعلنت أن ولي العهد بن سلمان ترك الرئيس جو بايدن ينتظر على الباب أكثر من عشر دقائق, وكأنه رجلاً متسولاً يطلب مبلغاً من المال ليقتات به,

أما من ناحية جزيرتي تيران والصنافير فقد انتقلت سيادتهما إلى السعودية وتم طرد القوات الدولية منها, مقابل فتح الأجواء السعودية أمام الطيران الصهيوني,

والآن نصل إلى مشروع الناتو العربي ضد إيران بزعامة الكيان الصهيوني فلا يمكن أن يتم لأن الإمارات التي تُعتبر الحليف الرئيسي للسعودية أعلنت على لسان مستشارها الدكتور أنور بن قرقاش أنها ستعزز العلاقات مع إيران ولن تكون جزءاً من أي محور عربي ضد إيران, ولا ننسى وجود الخلافات بين السعودية والإمارات لأجل الحرب على اليمن , ولأجل العلاقات مع سوريا, وحتى مصر قالت بعد اجتماع النقب أنها لن تكون جزءاً من أي محور ضد إيران, وكذلك الأردن تريد فتح صفحة جديدة مع ايران, وهذا يعني أن الناتو العربي فاشل, وأن بايدن سيجر ذيول الخيبة وراءه.

وفي كل الأحوال لن تعود العلاقات بين السعودية وأمريكا إلى ما كانت عليه قبل الحملة العسكرية الروسية على أكرانيا,

فالسعوديون أصبحوا براغماتيين منفعيين أكثر من قبل, وصاروا يفتحون المزيد من الأبواب السياسية والاقتصادية مع روسيا والصين , أي أن طبيعة العلاقات الأمريكية السعودية الإماراتية ستتحول إلى المزيد من الندية خاصة إذا تم إعلان انتصار روسيا في أوكرانيا, وهذا الكلام ينطبق على العديد من الدول الأخرى , وكذلك الهجوم على أوكرانيا يعتبر منعطفاً تاريخيا كبيراً في مسار العلاقات بين امريكا ودول العالم..

والجدير ذكره أن هناك قمة جديدة ومهمة في طهران بين الرئيس فلاديمير بوتين والرئيس ابراهيم رئيسي وسيتم عقد اتفاقيات استراتيجية مع طهران, فهي جزء أساسي من المحور الصيني الروسي مع دول البريكس واحتمال أن يقول بوتين أنه سيدعم إيران وهذا سيكون رداً عنيفاً ضد إعلان القدس الذي نص على أن الولايات المتحدة ستمنع إيران من امتلاك قنبلة نووية واحتمال أن ينتج عن هذه القمة تزويد إيران بصواريخ إس 400..