الجزائر, مغرب الوطن يتجذَر أكثر من مشرقه:
مقالات
الجزائر, مغرب الوطن يتجذَر أكثر من مشرقه:
2 آب 2022 , 14:26 م

بقلم الدكتور عادل سماره.. ا

حين تسمع كلمة "ناشط" ضع عقلك على زناد الوعي والإطلاق.

أوردت جريدة القدس العربي الممولة من إمارة الدين السياسي /قطر خبراً مفاده أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون شديد الاهتمام بالعلاقة مع تونس ف "إحتج عليه نشطاء تونسيون"!

عجيب!! عجيب حقاً. فهل هيئة تحرير هذه الجريدة هم من تل أبيب ؟!!!

هل يحتج عربي على علاقة جيدة بين بلدين عربيين؟ فلا يخشى هذا التقارب مباشرة و فوراً سوى المخابرات الصهيونية والأمريكية.

هذه الصحيفة خطيرة، و بالمناسبة أقترح على الشرفاء الذين يكتبون إليها أن ينتبهوا لخطورتها فليس النشر في موقع كهذا سوى خدمة لقوى الدين السياسي المضادة للعروبة.

و فيما يخص الجزائر، فإن هناك توقعاً بأن تنضم إلى "بريكس" و هذه خطوة جذرية حيث تكون أول دولة عربية تتجه شرقاً .

نحن طبعاً مع وجوب التوجه الجزائري اشتراكيا، و هذا يعتمد على جذرية النظام بحيث يبدأ بفتح الطريق للقوى التقدمية العروبية في المجتمع لتتبنى موديل التنمية بالحماية الشعبية وصولا إلى فك الارتباط مع السوق الراسمالية العالمية. ومن هنا، فإن التوجه شرقاً هو خطوة باتجاه فك الارتباط. و لكن يجب أن لا يكون دون التنمية بالحماية الشعبية كي لا يبقى الأمر بقرار حكومي دولاني، بمعنى إن حصل تغير في السلطة تحصل تغيرات في القرارات. فلا يبقى سوى ما يرسيه الشعب وتحديداً الطبقات الشعبية. نحن لا نبخس هذه التطورات الجيدة في السلطة الجزائرية و هي تتقاطع مع تراث مرحلة بن بيلا و بومدين.، و علينا دفعها للأمام أكثر.

إن تركيز علاقة الجزائر عسكرياً مع روسيا واقتصادياً مع الصين هي قرارات رائدة قد تكون بداية لتوجه أنظمة أخرى بنفس الاتجاه و خاصة تونس و سوريا، وهذا لا بد أن يلجم مرونات سوريا مع الإمارات الصهيونية المتحدة.

و حيث أن الجزائر سوف تستضيف "القمة العربية" أي عروبيي وصهاينة العرب معاً، نتمنى حينها انفلاق هذه الجامعة إلى عروبية و صهيونية. نتمنى على الجزائر أن تتمترس ضد المطبعين. ذلك لأن من يُقم علاقة مع أي نظام تطبيعي هو تطبيعي أيضا، هذا الأمر هو الذي أعاد السادات للجامعة العربية و من حينها صار التطبيع ، عادياً، ثم وجهة نظر، فتفاخراً فهجوم ضد رافضي التطبيع.

إن موقف الجزائر من فلسطين موقف مشرف، ولكن لا بد أن تقرأ وتعتمد السلطة الجزائرية موقف الشعب الفلسطيني وليس مواقف السلطةو الفصائل لأن هذه شبيه وضعها بوضع الجامعة العربية.

صحيح أن الجزائر كدولة لها حساباتها، و لكن نحن كمواطنين نقول كلمتنا و موقفنا بمعزل عن اية سلطة لأننا ننطلق من الشعب العربي عامة الذي هو مع محور المقاومةوالمقاومة تعني التحرير، و الجزائر هي أعرق وأعرف شعب بالتحرير.

من هنا، فالمطلوب من الجزائر فتح علاقة مع حزب ذي العمامة السوداء، وحينها تبدأ الأمور في الاستقامة. بقي أن نقول إن بوسع الجزائر ان تكون في وضع أفضل من كوبا لأن إمكانات الجزائر أفضل بكثير.

صحيح أن الأمور لا تتم قفزة واحدة، ولكن لا بد من الإضاءة للشعب على الغد لتعميق الوعي النقدي.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري