كتب الأستاذ حليم خاتون: مكماهون الأميركي والشريف حسين الغزاوي
مقالات
كتب الأستاذ حليم خاتون: مكماهون الأميركي والشريف حسين الغزاوي
8 آب 2022 , 15:51 م

ماذا قال الأميركي للمصري والقطري...؟

كم من جرعات اللقاح المضاد للخيانة يحتاج إليها من يتزعم على هذه الأمة النائمة...؟

كم من جرعات اللقاح المضاد للهبل يحتاج إليها بعض قيادات محور المقاومة من الآتين من خلفيات إخوان الشياطين...؟

كم من جرعات الفتنمة تحتاج إليها الشعوب العربية المدمنة على عشق الدنيا الزائلة على حساب الكرامة والشرف...؟

هل لا تزال معاني الكرامة والعزة والشرف، هي نفسها الموجودة في معاجم اللغة العربية...؟

لمن لا يعرف دور بريطانيا في خداع الشريف حسين في الحجاز عبر رسائل حملها المندوب البريطاني مكماهون في القرن الماضي، يعد فيها بمساندة قيام دولة عربية واحدة على كل بلاد العرب، في الوقت الذي كان وزير خارجية امبراطورية الشر البريطانية، يعد الصهاينة تمكينهم من اغتصاب فلسطين وإقامة دولة لهم على أرضها...

اليوم انضمت اميركا إلى بريطانيا وبقية الغرب في الخداع والتغول دون أي خجل...

كل ذلك بينما لا تزال الشعوب العربية على نفس مستوى الهبل الذي كانت عليه قبل قرن من الآن...

يستطيع الاخ ابو طارق أن يقول ما يشاء باللسان...

لكن لغة الجسد تقول ما يجب أن تعرفه الجماهير...

طبول النصر المزيف التي تطلع علينا على شاشات الجزيرة والميادين والمنار لا تستطيع أخفاء حقيقة أن حركة حماس الآتية من أصول الإخوان "المسلمين" لا تختلف عن هذه الأصول في الانتهازية السياسية والانتهازية الجهادية بشيء...

في حرب سنة ٧٣، هددت غولدا مائير بقصف القاهرة ودمشق وبغداد بالسلاح النووي إذا لم يتوقف تقدم الجيشين المصري والسوري، الذي كان سوف يؤدي حتماً إلى زوال الكيان...

خاف أنور السادات وانقلب النصر إلى هزيمة...

قوة انور السادات في تلك الأيام، كانت أسوأ ألف مرة من قوة حركة حماس اليوم...

لم يكن انور السادات يملك صواريخ تستطيع تدمير المنشآت الحيوية للكيان...

لم يكن لأنور السادات حلفاء قادرون على تدمير الكيان عدة مرات...

لم يكن الوضع الدولي بهذا التأزم الذي يسمح بتدمير الكيان...

رغم كل ذلك لم تسامح الأمة انور السادات...

رغم كل ذلك قام من يحمل افكار حركة حماس باغتيال السادات...

لن يستطيع الاخ زياد نخالة ولا السيد نصرالله ولا السيد عبد الملك الكلام المباح لأن في أفواههم ماء كثير سكبته نفس تلك الحركة التي خانت دمشق ووقفت إلى جانب التكفيريين وساهمت في تدمير قلب العروبة النابض...

ما حدث على كل حال، هو رسالة إلى من يحمل فعلا لا ادعاء، عقيدة الجهاد أن عليه اتخاذ الحيطة وتملك الحذر من حملة فكر سيد قطب الجبناء هؤلاء...

الشعوب العربية غير ملزمة مراعاة الوضع عند الكلام عمن تاريخه ملطخ بدماء السوريين والعراقيين أمس، ودماء الفلسطينيين اليوم...

نشر البعض وهم أن أخطاء ما حصل في سوريا يتحملها خالد مشعل وحده، وإن القيادة الحالية في حماس مختلفة عن ذلك تماماً...

حتى جاءت الخيانة بحق الشعب الفلسطيني نفسه أمس في غزة...

ما حصل في غزة هو خيانة بكل ما في الكلمة من معنى...

المجادلة والقول أن موقف حركة حماس كان لتجنيب غزة حرباً شاملة هو عذر اقبح من ذنب...

شعوبنا العربية والكرامة الوطنية لا تحتاج إلى تجنيب غزة لا الحرب الشاملة ولا حتى الدمار...

غزة تعيش هذه الحرب الشاملة...

غزة تعيش الحصار والدمار كل يوم وكل ساعة...

شعوبنا في العراق وسوريا واليمن وغزة تعيش الحصار والدمار والعبث بحياتها ومستقبلها كل يوم وكل ساعة...

ما تحتاج إليه الأمة هو مواقف صادقة ثابتة في الكرامة والعزة وليس سياسة شعرة معاوية الخبيثة اللئيمة التي تبيع وتشتري في مستقبل هذه الأمة...

إن الآثار السلبية التي تسببت بها حركة حماس في مساعدة إسرائيل على كي الوعي المقاوم هي أكثر إيذاء من كل الدمار الذي كان يمكن أن تتسبب به الحرب الشاملة على غزة...

من قال لحركة حماس أن الشعب الفلسطيني المظلوم يبحث عن ملجأ من الحرب الشاملة...؟

هل سألت حركة حماس أهل القدس...؟

هل سألت حركة حماس أهل الشيخ جراح وسلوان...؟

هل سألت كل تلة صودرت أو سوف تُصادر في الضفة...؟

هل سألت حركة حماس فلسطينيي ال ٤٨ الذين خرجوا إلى الشوارع يحملون أعلام بلادهم المغتصبة...

هل سُئلت المغتصبة بأي حق اغتصبت...؟

على كل، نحن نعرف اليوم أن حماس لا يعول عليها لتحرير فلسطين...

الذي يخاف الحرب لا يستحق سلاما مشرفا...

الذي يخاف الحرب لا يستحق الحياة الكريمة...

الذي بحث عن هدنة مع إسرائيل في يوم من الايام، لا يستحق أن يكون من محور المقاومة...

جماعة حماس لا يعرفون أن المصافحة اعتراف، وإن تلقي التعليمات من الشيطان الأكبر وأتباعه الصغار هو خيانة...

حماس لا تعرف أن الدم يستطيع فعلا الانتصار على السيف...

الذي يظن أن إعادة الحقوق يمكن أن تكون بغير القوة وبغير الكفاح المسلح ومن دون سقوط شهداء هو ليس واهما فقط...

بل هو عالة على حركة التحرير الوطني...

حتى الذي حلم بكرسي وعلم في مقاطعة اغتالته إسرائيل...

كل خيانات التطبيع لا تساوي شيئا أمام الخيانة المباشرة التي تسمح للعدو باغتيال شرفاء الحركة المقاومة...

ما حدث في غزة في هذين اليومين، كان غض النظر على الأقل عن اغتيال الشهداء الذين سألت دماؤهم سدى...

المجد والخلود للشهداء، ضحايا التآمر العربي الفلسطيني الصهيوني...

الخزي والعار للمدعين، الذين هم عن الجهاد ساهون...

حليم خاتون

المصدر: موقع اضاءات الإخباري