سقط الطفل ريان سليمان مرعوبا... توقف قلبه عن الخفقان...
سقط ابن السابعة على أرض الغرفة في قريته الفلسطينية بعد أن طاردته "جحشة" من جنود الاستعمار في فلسطين من باب الى باب في قلب الدار...
لم بنبس ببنت شفة أشباه الرجال المنتشرين في طول العالم العربي وعرضه...
أشباه الرجال أولئك، الجالسون على عروش وكراسي حكم، يجرون خلفهم قطعان من ماعز وغنم يتكلمون جميعاً بلغة الضاد، يقرأون القرآن ولا يفهمون أن أصل الدين... وجوهر الدين، هو نصرة المظلوم...
طقوس هؤلاء الدينية تقتصر على صلاة ناقصة، وصوم ناقص، وطاعة حاكم حتى لو كان مخمورا كما يزيد بن معاوية، أو مطبعا كما أكثر من كلب من كلاب الأميركيين في العالم العربي...
كل يوم يقتحم المستعمرون احياء القرى والمدن الفلسطينية...
امرأة صرخت في ذلك التاريخ البعيد "وامعتصماه"، فخرجت جيوش الخلافة لنصرتها ونصرة المظلومين في بلاد المسلمين...
مئات آلاف الشهداء الفلسطينيين؛ أضعاف مضاعفة من هؤلاء جرحى وأكثر من مليون اسير...
هذه هي درب الجلجلة لأهل الأرض في تلك البقاع المقدسة...
تخرج آلاف النسوة يطالبن بالسلاح لا الرجال، لأن شعب فلسطين فيه من الرجال الرجال ما ليس في الكثير من أرض العرب...
لا يأتي السلاح إلا من عند أهل فارس، وبشق الأنفس بسبب الحصار العربي والغربي على أهل الرباط...
مسدس واحد لم يأت من بلاد لغة الضاد... حتى المال الذي يأتي، إنما يأتي مشروطا وضمن مخطط تخدير الفلسطينيين الأميركي...
في الضفة سلطة تخدير تحلم بأن تتحول رام الله الى ملهى ليلي لليهود وبؤساء المال العربي...
في غزة، علامات استفهام لا تجد لها إجابات...
اين شعار تحويل بيروت الى ستالينغراد العرب الذي حمله حكيم الثورة الفلسطينية، جورج حبش...
أين نضالات غيفارا غزة ويحي عياش وألف ألف شهيد حي يده على الزناد مجمدة بقرارات غير مفهومة، وحسابات بلا معنى...
نسي هؤلاء أن العقيدة والإيمان هي من أسقط أكبر امبراطوريتين في ذلك التاريخ، يوم خرج الإسلام إلى بلاد فارس وإلى بلاد الشام...
اليوم صباحا، خرج فلاديمير فلاديمروفيتش بوتين يتحدى اكبر حلف على هذا الكوكب...
رغم الجراح وبعض سوء التقدير في القيادة العسكرية الروسية، لم يتراجع بوتين عن هدف استعادة روسيا لما لروسيا عند بقايا الاتحاد السوفياتي بفضل رجل مخمور حكم البلد في غفلة من التاريخ...
حوالي خمسين سنة من عمر الاتحاد السوفياتي حكم الدولة جوزيف ستالين الجورجي عشرين عاما، ونيكيتا خروتشيف الأوكراني بضعة سنوات قبل أن ينقلب عليه أوكراني آخر هو ليونيد بريجنيف، رئيس فرع الحزب الشيوعي في كييف...
حوالي العقدين من الزمن أيضاً بقي بريجنيف على رأس الاتحاد السوفياتي...
كان الاخ الاكبر الروسي يضحي دوما للإخوة الصغار من أجل الحفاظ على الدولة إلى أن جاء المخمور يلتسين وحطم الدولة إلى جمهوريات تتصارع فيما بينها بسبب تداخل الحدود وتداخل الأعراق عبر تلك الحدود...
حاول بوتين انتظار اللحظة المناسبة...
لكن الغرب لم يسمح له بالتنفس، إلى أن قرر أنه لا بد من استعادة حقوق روسيا واستعادة المناطق التي سلخت عن موسكو...
ربما لم يكن يتوقع أن يستشرس الغرب بهذا الشكل الذي حدث...
لكن عندما يكون الوطن في خطر، لا يهم كم سوف تكون الأثمان...
بوتين الذي قرر أنه سوف يذهب إلى النهاية لو مهما بلغت التضحيات قالها اليوم بوضوح لمن قد يكون لديه أوهام بأن روسيا سوف تهزم وتسمح للغرب أن ينتصر...
إذا لم يكن من الموت بد، فسوف يموت الغرب أيضاً...
أمَا مِن فلاديمير بوتين يخلع كل المخمورين في السلطة الفلسطينية وفي عواصم العرب...
هكذا يكون الرجال يا أشباه الرجال...
في لبنان، قضينا أكثر من ١٥ سنة في ذل التفاوض من أجل استرجاع حقوقنا البحرية...
تفاوض مع من لا تنفع معه سوى لغة القوة...
رفع السيد حسن نصرالله إصبعه وأرسل ما يلزم...
فهم الأميركي أن هناك رجلا قد ظهر في لبنان...
عندما يظهر الرجال، تخضع الذئاب...
عندما ظهر السيد نصرالله، لم نعد نرى لا أشباه الرجال، ولا حريم القصور الخالية إلا من أشباه الرجال...
تحية إلى ابو علي بوتين...
واللعنة على جبناء العرب من أهل حصار فلسطين ولبنان وسوريا...
حليم خاتون