يبدو ظاهرياً ان خليج النفط انفلق إلى فلقتين نفطيتين :الفلقة القطرية التي تزيد ضخ نفط العرب لأوروبا وخاصة ألمانيا وبقدرة قادر حصل ذلك قبل ايام من قيام دولة الإرهاب المعولم بتدمير خط النفط الروسي (نورد ستريم2). ويبدو أن مستشار ألمانيا يعلم ذلك وابتلع لسانه.
وطبعا يترافق هذا مع قرار امريكا ولصالح تركيا سيدة قطر برفض (ميد ستريم) الذي تخطط له اليونان والكيان وقبرص).
والفالق الثاني سعودي إماراتي قرر ضمن أوبك وروسيا تقليص ضخ النفط مما ربما " اربك " القرار الأمريكي بتحديد سعر النفط بقصد تقويض مداخيل روسيا.
ويبقى السؤال، هل حقاً تمردت السعودية والإمارات ضد أمريكا!
هل يمكن لذي عقل أن يبتلج لهذه المناورة؟وهل المسألة لأن بن سلمان مهدد بموقف امريكي من أجل خاشقجي (العميل المزدوج)!.
لماذا لا نقول بأن تقليص ضخ النفط هو في صالح جميع المنتجين وخاصة أمريكا حيث ستزود أوروبا باسعار خيالية وتنسب الارتفاع إلى "جشع" أوبك وروسيا. وبالنتيجة تخنع أوروبا لأمريكا أكثر وربما تصبح مجرد إحدى جواري امريكا ما لم تنفجر اجتماعيا من البرد اوقلة المال. وبهذا المعنى فتقليص ضخ النفط ليس حقا ضد أمريكا.
فكل دولة حتى التابعة لها هامش حرية حركة ما.
الدولة القُطْريةهي تابعة بالضرورة حتى لو غنية طالما ليست بها قيادة أو سلطة وحدوية التوجه والبناء لهذا الهدف، فكيف حين تكون دولة قطرية هندسها الغرب.
ولو افترضنا أن السعودية تشاكس أمريكا، ألا يسهل على امريكا تصفية بن سلمان من خلال العائلة كما حصل مع فيصل. هذا مع أن فيصل خدم الكيان باستجداء امريكا تدمير مصر الناصرية.أما الإمارات فهي مثابة كيان ص.ه.ي.و.ن.ي مثل اوكرانيا.
ثم دعونا نرجع لكتاب "اعترافات قاتل اقتصادي/جون بيركنز" الذي يوضح أن فوائض الطفرات النفطية الخليجية كانت تنتهي في المصارف الغربية الرسميةوالتجارية مثل غيمة هرون الرشيد!
كان يمكن فهم هذه الركلة الصغيرة لو كانت موظفة في توجه تنموي عروبي وهذا محال من هؤلاء.
فحتى لو أن هناك توجه سياسي سيادي في هذه الكيانات، فهذا طريق طوييييل يقتضي بالضرورة كنس الحكام خلال سيرورته لأنهم سيرتطموا به لا محالة ولذا لن يفعلوها.
إن تصالح الأنظمة العربية مع بعضها بواقعها القطري والتابع يجب أن لا يخدعنا.
بقي أن نقول: أمريكا لن تنسى لهذه الكيانات :
مقاطعتها للعراق حتى اختنق ومات
ومقاطعتها لسوريا وهي تختنق
ومقاطعتها لإيران كي تختنق.
وكل هذا لعيون الكيان كجزء من أمريكا.
هذه هي الخدمات الأساسية لهذه الأنظمة