بضمان من أميركا، وافقت اسرائيل على إعادة زوجة دويك إليه، شرط أن تقضي الزوجة كل يوم سبت ليلتها في اسرائيل...
القول بأن هذا نوع من أنواع الزنا ممنوع... Raison d'État !!
الرؤساء الثلاثة الموجودون في السلطة يقولون بأن هذه عملية وطنية بامتياز وبأن كل الأديان السماوية تشرع هذه العملية من أجل شعب لبنان الخاضع للحصار والتجويع من جهة، ومن أجل أشقائنا، ليس في فلسطين، بل في أوروبا "البردانة" من كثرة الثقوب في المعطف الأميركي الذي ترتديه، من جهة أخرى...
سمير جعجع، سامي الجميل، وكل الذين يلتفون حول ميشال معوض هذه الأيام "مزعوجون"، يخنقهم الضيق القابض على الصدور بسبب "بلطجة" حزب الله الذي أجبر إسرائيل على إعادة الزوجة بهكذا اتفاق لأنهم كانوا قادرين على إعادتها بالكفاح المسلح، والذي لا يصدق هذا الأمر، يستطيع قراءة تاريخ سمير جعجع العسكري!!!...
كتلة التغيير، "حارة كل مين إيدو إلو"....
بلوك مارك ضو ونجاة عون صامت بانتظار التعليمات سواء من سامي الجميل أو من تلفزيون "الحرة"...
بلوك پولا يعقوبيان وملحم خلف يرفع الصوت بأن ما يحصل هو زنا واضح لكن الإدانة لا تتعدى الرؤساء الثلاثة وحزب الله...
من وجهة نظر هذا البلوك سلاح حزب الله الذي يختطف "الدولة" هو المدان في كل شيء، لأن بولا وملحم مؤمنان بأن قوة لبنان هي فعلاً في ضعفه، وليس هناك من ضرورة للسلاح على الإطلاق... أميركا حبيبتنا جميعا ولا يمكن أن تتخلى عن لبنان...
موقف كتلة صيدا هو الأكثر وضوحا في إدانة هذا الزنا الواضح جدا وبشهادة أكثر من خبير... هذا الوضوح يبرز عبر ترشيح الدكتور عصام خليفة للرئاسة...
أبواق الإعلام في ١٤ آذار "شي مع جعجع، شي مع اميركا، شي مع مصاري الخليج"... لكنهم جميعا ضد حزب الله وضد إيران في كل كبيرة وصغيرة... المهم ضد... "عنزة ولو طارت"...
هؤلاء لا يمانعون أن تقضي الزوجة جمعة وسبت وأحد في اسرائيل... هم أصحاب و"حبايب" والكل يستمع لأميركا... أم الدنيا..
أبواق الإعلام في ٨ آذار وأبواق التيار وأبواق المقاومة لا تعترف بوجود ليلة سبت أصلاً على "الرزنامة...
"كل عمرو" الاسبوع، ستة أيام...
اليوم السابع هو لله... ومن هنا القبول بإعطاء الزوجة لشعب هذا الإله... في اليوم السابع...
ماذا عن دويك نفسه...
دويك مبسوط أن زوجته سوف تنام ستة ليالي في سريره "ومش مهم" ليلة السبت، شرط أن لا "تحبل المرا"...
لا يريد دويك سماع الاستاذ قاسم غريًب الذي يحذر من أن اسرائيل تستطيع إيجاد الذرائع لعرقلة عودة الزوجة إلى بيتها ستة أيام، وأسابيع وأشهر وربما سنين...
في نص الاتفاق يوجد من التعابير ما يمكًن اسرائيل من التلاعب في أكثر من بند من هذا الإتفاق وفقا للباحث قاسم غريًب، ولمجموعة كبيرة من الخبراء...
دويك يصدق الدكتور شربل سكاف الذي حلل الإتفاق، فضرب ضربة على الحافر وضربة على المسمار، قبل أن يختم بأن دويك أضعف من أن يحتفظ بزوجته لنفسه فقط... لذلك وجبت المشاركة...
دويك يثق بأميركا ثقة عمياء، أليست اميركا هي من طبق معظم القرار ٤٢٥...؟
دويك لا يصدق أن حزب الله هو من حرر...
ببساطة، إسرائيل نفذت قرار مجلس الأمن وانسحبت..
أليست اميركا أكثر "حنية" على لبنان من الأم المصون، فرنسا...؟
ثم، وبصراحة لو كانت نية اميركا أو فرنسا سيئة، لكانتا عملتا على اقتلاع كل الرؤساء وكل "المعارضة" كما فعلت مع مبارك والإخوان المسلمين في مصر، أو مع زين العابدين وحركة النهضة في تونس...
في النهاية كل رجل حر في زوجته...
يشارك بها أو لا يشارك...
لماذا الغضب والصراخ عن الشرف الرفيع والعرض... ورفض التشارك في الزوجات...؟
غدا، سوف نتشارك المسجد الأقصى...
بعد غد، سوف نتشارك كنيسة القيامة... ألا ينحدر السيد المسيح من العبرانيين...؟
الذي راح اليوم هو البحر...
والذي سوف يضيع غداً، هو الأرض...
غريب اللبناني، غريب أمر هؤلاء العرب.. يقبلون المتاجرة بالوطن، ويستلون السيوف دفاعا عن الزوجات...
العرض هو في الأم والأخت والزوجة والبنت...
الوطن مسألة أخرى...
الوطن، وجهة نظر...
المصيبة أن دويك شارك في زوجته وسكت عن اختها كاريش التي بقيت أسيرة إلى أن يقضي الله أمراً مفعولا... في اسرائيل..!!
"القدس عروس عروبتكم"...
فلماذا وقفتم خلف الأبواب تسترقون السمع لفض بكارتها...؟
حليم خاتون