كتب الأستاذ محمد محسن: حرب عالمية، ينخرط فيها الغرب بجنون، دفاعاً عن هيمنته على العالم، وعن قيمه الا إنسانية
مقالات
كتب الأستاذ محمد محسن: حرب عالمية، ينخرط فيها الغرب بجنون، دفاعاً عن هيمنته على العالم، وعن قيمه الا إنسانية
17 تشرين الأول 2022 , 09:19 ص



حرب عالمية، ينخرط فيها الغرب بجنون، دفاعاً عن هيمنته على العالم، وعن قيمه الا إنسانية

هكذا صورها (شولتز) المستشار الألماني، حرب ضد اللبرالية الغربية، وضد القيم الغربية

ألم يستـــــعبد الغرب كل شعوب الأرض، ويبنى ثروته على جماجمها، والآن يعمل على تفكيك الأسرة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصيبة الكبرى التي تعاني منها شعوب الشرق، هي الانبهار بالحضارة الغربية، وقراءة الحرية اللبرالية، كما يصورها الاعلام الغربي، (حرية فردية شاملة)، ولكنهم لا يعلمون أنه انفلات، وتحلل من اية قيود، أو معايير إنسانية.

فعندما يعيش الشرقي في الغرب، ويرى ابنته البالغة، تنام مع صديقها، أو صديقتها، في الغرفة الثانية، وأمام عينيه، أو تتنقل من صديق إلى آخر، في الأسبوع الواحد، أو بالعكس، أو أن يحضر ابنه صديقته، أو صديقه، وينام معهما في غرفته.

أو تغادر البنت بيت أبيها، لشهور أو لسنوات، مع عشيقها، أو عشيقتها، بدون استئذان من والديها، وكذلك يفعل الشاب، وقد لا يعودا أبداً إلى منزل والديهما، ويقضي الزوجان الشرقيان حياتهما منفردين، بلا أولاد، وبلا رعاية أو اهتمام من أحد، هنا تظلم الدنيا في عينيه.

وعندما يسير الشرقي في الشوارع، ويرى شاباً يعانق شاباً آخر ويقبله بطريقة جنسية، أو يرى صبيتين بنفس الموقف، أمام كل الناس، في مقهى مخصصة للمثليين.

وعندما يدخل متحفاً، ليستمتع برؤية الآثار التاريخية التي يحتويها، فلا يكاد يسمع كلام الدليل، فالكل يتحدث، ويصرخ على هواه، بدون مراعاة للآخر، وكذلك يحدث في المقهى، في المطعم، في الشارع، فالكل يتكلم بصوت عالٍ، أو ترى فتاة تلبس (شورت قصير) وتفتح فخذيها للمارة، عندها يلعن هذا الواقع.

كما وعندما يذهب الشرقي إلى مكان عمله، ويعمل ثمان ساعات بدون توقف، ويتعامل معه صاحب العمل، كأنه عبدٌ، عليه أن يقدم كل طاقته، وإلا عاقبه بالطرد، أو بالحسم من الراتب، ويعود إلى المنزل منهكاً، فيأكل وينام كالسائمة، أو يذهب مع عشيقته لتناول العشاء.

الإنسان في الغرب: فردٌ، شيءٌ، سلعةٌ، تعمل لتعيش، وتمارس غرائزها، لا أسرة، ولا أقرباء، ولا أصدقاء، فالكل منشغل بنفسه، وغير ملزم باستقبال أحد، لذلك جميع بيوت العاملين، هي بيوت صغيرة، مؤلفة من غرفة للنوم، وصالون يضم مطبخاً.

ما ذكرته ليس كل شيء في الغرب، بل هي لقطات تعطي فكرة عامة عن الحياة في الغرب.

لكن المردود الأمَرُّ من كل هذه النماذج الحياتية الغربية التي ذكرت.

هو انتفاء الأسرة، لأن الأولاد سيغادرون المنزل بعد كبرهم، فلماذا ينجبون أطفالاً، لذلك ينصرف جل اهتمام الشخص، إلى غرائزه، وحياته الفردية، رجلاً كان أو امرأة.

والـــــــــــذي يفـــــــــــــقأ العــــــــــــــــــين.

كل انسان في الغرب مرده إلى بيت العجزة، حيث يعيش وحيداً ويموت وحيداً.

سيجيبني الملايين من الشرقيين،

أيــن الحـــرية فـــي الشـــرق؟ أيـــن العــــيش الكـــريم فـــي الشـــرق؟

وأنــــــــــا أجــــــــــــــــيب:

فَقْرُنا، وتَخَلُّفنا، مسؤول عنها الغرب، أليس هو من استعبد كل شعوب الأرض؟ وسرق خيراتها، وطاقاتها البشرية والمادية، وأثرى، على حسابها؟

أليست جميع الأنظمة الديكتاتورية، هي أنظمة محمية من الغرب؟ وأي محاولة تحررية تُقمع من الغرب؟

وبــــــــرهاني الصـــــــــــريح مــــــــــــن الـــــــــــــراهن.

أليس الغرب من استثمر في الفكر الديني الظلامي، واستخدمه أداة لقتل الأهل والجيران، وأبناء الوطن في سورية، لأن سورية حاولت أن تتمرد على الهيمنة الغربية؟؟؟

لذلك أختم وأقول:

بوتن العظيم، يخوض حرباً عالمية عسكرية، وإنسانية في آن، دفاعاً عن الأسرة، عن التضامن الاجتماعي، لإنقاذ الحضارة الإنسانية، سياسياً، وأخلاقياً، وقيمياً.

هكذا وصَّفَ (شولتز) الحرب الأوكرانية، بأنها ضد اللبرالية الغربية، وضد أسلوب حياتها الاجتماعية.

وكان قد قال المربي الإنساني (جون ديوي) الشرق سينقذ الغرب، من تغوله في الفردية.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري