الصين تتقدم إلى الأمام وتعيد إنتاج الزعماء القادة\ محمود فنون
مقالات
الصين تتقدم إلى الأمام وتعيد إنتاج الزعماء القادة\ محمود فنون
25 تشرين الأول 2022 , 19:57 م


بعد الإطلاع من مصادر متعددة على نتائج أعمال الدورة العشرين لمؤتمر الحزب الشيوعي الصيني والبيان الختامي للمؤتمر، لفت انتباهي عدة أمور هامة :

أولا : تكريس التوجه الإشتراكي العلمي في البناء والتنمية كعنصر قائد وموجه لعملية التنمية الشاملة بالنموذج الإشتراكي الصيني والذي يعتمد على القطاع العام ويعطي فرصة للانفتاح والقطاع الخاص بتزاوج لصالح الإشتراكية ." إبقاء القطاع العام مسيطرا مع تطور الاقتصاديات المتعددة الملكية سوية واتخاذ التوزيع حسب العمل قواما مع تعايش أنماط التوزيع المتنوعة ونظام اقتصاد السوق الاشتراكي ركائز مهمة لنظام الاشتراكية ذات الخصائص الصينية..." كما في البيان .

وشدد المؤتمر على أنه في طريق التقدم إلى الأمام، لا بد من الالتزام بقوة بالمبادئ المهمة التالية: التمسك بقيادة الحزب الشاملة وتعزيزها، والتمسك بطريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، والتمسك بالفكر التنموي المتمحور حول الشعب، والتمسك بتعميق الإصلاح والانفتاح، والتمسك بتطوير روح النضال.)

آملا ان يكون الاصلاح على طريق تعميق الاشتراكية على حساب المزاوجة .

ثانيا : التأكيد على التجربة الصينية في الاشتراكية حيث ورد في التقرير:

(..حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد باستمرار، وفتح بنجاح آفاقا جديدة لصيننة الماركسية وعصرنتها ..)

ويضيف البيان :

) ....رافعا الراية العظيمة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية عاليا، ومتمسكا بالماركسية اللينينية وأفكار ماو تسي تونغ ونظرية دنغ شياو بينغ وأفكار "التمثيلات الثلاثة" الهامة ومفهوم التنمية العلمية، ومطبقا على نحو شامل لأفكار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد…. ) ويضيف:

(ولماذا تزدهر الاشتراكية ذات الخصائص الصينية؟ الجواب في التحليل النهائي هو كفاءة الماركسية، وكفاءة الماركسية المصيننة والمعصرنة. )

ثالثا : التأكيد على الديموقراطية الشعبية وهي غير الديموقراطية الغربية:

(وافق المؤتمر على إضافة مضامين إلى دستور الحزب تشمل "سلوك طريق حكم القانون للاشتراكية ذات الخصائص الصينية" و"تطوير الديمقراطية الشعبية الكاملة العملية على نحو أوسع وأوفى وأكمل" و"إنشاء وإكمال أنظمة وإجراءات الانتخابات الديمقراطية والتشاورات الديمقراطية وصنع القرارات بالطرق الديمقراطية والإدارة الديمقراطية والرقابة الديمقراطية" و"التخطيط الشامل لقضيتي التنمية والأمن".)

رابعا : الحزب الشيوعي هو الحزب القائد وذلك معززا بنصوص دستورية .

خامسا : ثبت الحزب موقع وشخصية الزعيم القائد وبالاسم مكررا في مواقع عدية في البيان الختامي للحزب مع تثبيت قيادة الحزب ، حيث ورد :

(..فيجب على جميع أعضاء الحزب فهم الأهمية الحاسمة لـ"إقرار أمرين" بعمق، والحفاظ بوعي أكبر على مكانة الرفيق شي جين بينغ بوصفه نواة للجنة الحزب المركزية وللحزب كله، والحفاظ بوعي أكبر على سلطة لجنة الحزب المركزية ونواتها الرفيق شي جين بينغ وقيادتها الممركزة والموحدة، والتطبيق الشامل لأفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، والحفاظ بثبات لا يتزعزع على التوافق العالي مع لجنة الحزب المركزية ونواتها الرفيق شي جين بينغ من حيث الأيديولوجيا والسياسة والعمل...)

ويتوجب القول أن قياداة العالم منذ عقود طويلة لم تعد ترى المسئول زعيما قائدا وملهما بالرغم من اهمية ذلك عند شعوب الشرق وتقاليدهم وثقافتهم .

وقد مرت فترات كان فيها الزعيم قائدا وملهما ويعبيء الجماهير ويشجع اتجاهات ويستبدل اتجاهات بما له من منزلة عميقة وهيبة ومقدرة .

وقد جاء انتخاب الرئيس الصيني للمرة الثالثة تكريسا للمنزلة الزعامية كما جاء ربط اسمه بالتوجه الاشتراكي والنص على الالتزام بما طرحه من افكار واعتباره نواة اللجنة المركزية للحزب تجسيدا في محاولات لاستعادة مكانة الرفيق ماو تسي تونغ.

سادسا : أكد البيان على الإشتراكية العلمية موطّنة في الصين بأخذ التراث الثقافي والحضاري للصين بعين الإعتبار كما وطّن الماركسية المصيننة فكرا ومنهاجا وأكد على كفائتها . وربما يؤسسون للقول بالماركسية الصينية ماركسية شي .

وربما تكون التجربة الصينية دافعا للتأسيس للتجربة العربية.

سابعا : الاهتمام الكبير بالحزب والحزبية ودور الحزب في قيادة الدولة ، وقيادة التحولات الإشتراكية كما ضبط الحزب ... الخ واقتطف فقرة طويلة تبين ذلك :

(وأكد المؤتمر على أن الحزب هو مفتاح القضية لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل والدفع الشامل لعملية النهضة العظيمة للأمة الصينية. ويلزم الحزب بصفته أكبر حزب حاكم ماركسي في العالم أن يحافظ على يقظته وثباته دائما لحل مشاكل مستعصية خاصة بالحزب الكبير من أجل كسب تأييد الشعب دائما وتوطيد مكانته في الحكم الطويل المدى. ويلزم حفز إدارة الحزب بصرامة على نحو شامل وبجهود دؤوبة، ودفع تنفيذ المشروع العظيم الجديد لبناء الحزب في العصر الجديد إلى الأمام بشكل معمَّق، وقيادة الثورة الاجتماعية بثورة الحزب الذاتية، وتطبيق المطالب العامة لبناء الحزب في العصر الجديد، وإكمال نظام إدارة الحزب بصرامة وعلى نحو شامل، والتعزيز الشامل لأعمال الحزب في التنقية الذاتية والتكميل الذاتي والتجديد الذاتي والترقية الذاتية، والتمسك بالقيادة الممركزة والموحدة للجنة الحزب المركزية وتعزيزها، والمثابرة الدؤوبة على توحيد الفكر وتشكيل الروح بأفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، وتحسين مجموعة النظم والقواعد لثورة الحزب الذاتية، وبناء صفوف كوادر رفيعة المزايا تقدر على الاضطلاع بالمهمة العظيمة لنهضة الأمة الصينية،..)

وهذا درس من التراث الثوري يؤكد لنا بأن التوجهات الثورية سواء من أجل الحرية أو الإشتراكية لا بد لها من قيادة حزبية ثورية صارمة وحازمة وواعية وصلبة ومسلحة بالنظرية الماركسية اللينينية..وماركسية موطنة في بلادنا.

سابعا : ثبت المؤتمر الحوكمة بمعناها الواسع للتنمية والادارة والانضباط للقوانين والتشريعات والنظم المقررة والمواقف والشفافية والتي تمكن اوسع المشاركة في الراي والحكم والادارة في كل مستوياتها –إدارة الدولة وإدارة الحزب .

وتطرق إلى الكثير من الامور التي تهدف إلى تثيبيت التجربة والتخطيط للتحولات الإشتراكية وتعميقها وتقوية الدولة والجيش وحماية النظام الصيني وترسيخه .

وكل هذا كما جاء في مواقع متعددة في التقرير والخطابات يستهدف زيادة رفاهية الشعب ورفع مستوى معيشته وسعادته وتآخيه كمحصلة لعموم التجربة .( وأكد على ضرورة زيادة رفاهية الشعب ورفع جودة معيشته، والتمسك بضمان وتحسين معيشة الشعب خلال عملية التنمية، والدعوة إلى الكفاح المشترك من أجل خلق حياة سعيدة، ودفع عملية تحقيق الرخاء المشترك بخطوات راسخة، وإكمال وتحسين نظام توزيع الدخل، وتنفيذ إستراتيجية منح الأسبقية للتوظيف، وإكمال منظومة الضمان الاجتماعي، ودفع بناء الصين الصحية..)

المصدر: موقع إضاءات الإخباري