كتب الأستاذ حليم خاتون: عفوا يا سيد.. التاريخ سوف يسمي الأشياء بأسمائها
مقالات
كتب الأستاذ حليم خاتون: عفوا يا سيد.. التاريخ سوف يسمي الأشياء بأسمائها
30 تشرين الأول 2022 , 17:42 م


تحية أخرى إلى الشهيد فتحي الشقاقي...

عند المقاومة، فتحي الشقاقي مناضل وليس إرهابياً.. هنا التوصيف دقيق جداً..

تحية أخرى إلى الشهيد عباس الموسوي..

في نظر المجاهدين، السيد عباس مناضل وليس إرهابياً.. هنا أيضاً، التوصيف مباشر ودقيق..

يحكى أن قارئ عزاء كان يتحدث عن استشهاد امير شباب أهل الجنة، الامام الحسين بن علي...

في كل مرة، كان القارئ يلعن فيه من ظلم أهل بيت النبوة، كان أحد المستمعين من أنصار يزيد بن معاوية بن أبي سفيان وهند، آكلة كبد حمزة، عم النبي وقائد جيشه؛ كان الرجل اللعين يحتج على لعن من ارتكب المعاصي في الاسلام...

في كل مرة كان القارئ يعيد قراءة العزاء بلهجة أكثر لطفا، كان نصير الملعون يعود إلى الاحتجاج حتى غضب القارئ وسأل الرجل إذا كان بالإمكان إرجاع سبب مقتل ابن بنت رسول الله الى ماس كهربائي...

أمس، طلب منا السيد نصرالله أن لا نعطي بعض الأمور أوصافها الدقيقة.. باختصار طلب عدم وصم الخونة بما يستحقون من أوصاف...

يذكرني الأمر بإحدى المقابلات مع النائب السابق الاستاذ نجاح واكيم...

في كل مرة كان يتهم الاستاذ نجاح جماعة اميركا بالخيانة، كان يقاطعه مقدم البرنامج ويطلب منه عدم التخوين... حتى انفجر النائب واكيم غضبا لأن اللغة العربية لا تحتمل أكثر من وصف الخيانة لمن يخون...

قد لا يكون فؤاد السنيورة هو أول مَن وضع الخط الإسرائيلي رقم واحد، لكن فؤاد السنيورة مع حكومته البتراء هو من أرسل من وقع موافقا على خسارة لبنان ل ٨٦٠ أو ٨٧٩ كلم٢ من المياه الاقتصادية وفقا لما قاله السيد...

قد يكون ميشال عون حليفاً "نزيها!!!" للمقاومة...

لكن هذا لا يعطيه أي حق في عدم توقيع التعديل على المرسوم ٦٤٣٣ وإرسال هذا التعديل إلى الأمم المتحدة...

قد لا أكون خبيرا، وكذلك الاستاذ محمد عبيد، وكذلك الاعلامي الاستاذ حسن عليق، وكذلك كثر غيرهم...

لكن الدكتور قاسم غريًب من الجامعة الأميركية في بيروت هو خبير و"مكتر"...

يقول الدكتور غريب حرفيا إن عدم توقيع التعديل وإرسال المرسوم المعدّل إلى الأمم المتحدة تسبب بخسائر جسيمة للبنان وساهم بقوة في إضعاف موقف المفاوض اللبناني...

لا أعرف إذا كان سمير جعجع قد اتهم الرئيس عون بالخيانة...

لا أعرف إذا كان يحق لسمير جعجع اتهام الرئيس عون بالخيانة، وسمير جعجع، هو من هو في مضمار العمالة للخارج...

لكني أعرف أن ما لم يقم الرئيس عون بفعله يستحق صفة التخوين سواء كان عون حليفاً لحزب الله أو لم يكن...

أراد السيد نصرالله تجنيب ميشال عون الشتيمة، فإذا طابور الخونة من فؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي ووليد جنبلاط الذي اتهم العميد حطيط باختراع مزارع شبعا بحرية... وغيرهم كثر... كل هؤلاء دخلوا تحت مظلة العفة التي وهبها السيد نصرالله لميشال عون...

الخرائط التي حملها سيد المقاومة وأظهرها على الشاشة...يعرفها كل الشرفاء في لبنان...

الذين لا يعرفون هذه الخرائط، هم أولئك الذين يرسمون الخرائط بالحبر الأميركي الاسرائيلي فقط...

كنا نعرف أن السيد يريد توضيح موقف المقاومة من مسألة الحدود وأن هذا هو سبب الوقوف خلف السلطة، وعدم التدخل في تحديد هذه الحدود...

لكن أن يتم تبرير ما قامت به السلطة وكيل المديح لها... عفوا يا سيد... هذا لا يجوز...

أما التساؤل عن سبب خروج الاحتجاج على الخط ٢٣ والمطالبة بالخط ٢٩ مؤخرا فقط، وليس قبل ذلك...

فهذا مرده إلى أن المنظومة التي تحكم البلد أخفت الترسيم الذي كانت الشركة البريطانية قد قامت به وسحبته حتى من البحث في مجلس الوزراء...

نعم يا سيدي...

نحن كنا ننام على حرير، نظن أن في مجلس الوزراء رجال يمثلون المقاومة ويسهرون على مصلحة البلد...

لكن تبين أن هؤلاء إما لم يعرفوا بسحب المشروع من التداول في مجلس الوزراء، وهذه مصيبة...

وإما عرفوا وسكتوا، وهنا المصيبة أعظم...

نعم سيدي...

لم نفتح فما لأننا اعطينا ثقتنا لمن لا يستحق هذه الثقة...

صدقنا أن القيمين لن يفرطوا بذرة رمل ولا بكوب ماء، فإذا الخسارة المباشرة هي ١٤٣٠ كلم٢...

لكن الخسائر غير المباشرة أكثر فظاعة لأنها أدخلت المقاومة في ثلاجة الهدوء الأمني...

يقول السيد أن اسرائيل قبلت لأنها عرفت أن حربا سوف تقع قد تتجاوز حدود لبنان مع فلسطين وتنتشر في الإقليم...

هل كنا على وشك الحرب من أجل الموافقة في النهاية على الخط ٢٣ الذي كان الجيش الإسرائيلي هو الذي وضعه قبل أشهر من تبني حكومة لبنان له...

يا سيد...

نحن نعلم أنك إنسان ولا تستطيع أن تعلم كل شيء... لكن هلّا سألت من يوجز لك مقالات الصحف وما يقوله الخبراء لماذا أهملوا أن يقولوا لك أن الخط ٢٣ هو خط اسرائيلي بامتياز...

هلا سألت المعاونين لماذا لم يقوموا بالتواصل مع الدكتور عصام خليفة أو الدكتور قاسم غريًب أو غيرهم لمعرفة دقائق الأمور بدل الاعتماد على معلومات المنظومة التابعة لاميركا والتي تحكمنا غصباً عنا بحكم النظام الطائفي الذي لم يفعل حزب الله شيئا من أجل التخلص منه...

سيدي،

تقول إن الحرب لو وقعت، لكانت عطلت التجارة العالمية وتوقفت إمدادات النفط... الخ... الخ...

ألم تسأل المقاومة نفسها من المستفيد من هذه التجارة العالمية وماذا يهمنا هذا الوضع الذي تسود فيه اميركا والصهيونية العالمية...

يقول المثل،

أنا الغريق، فما خوفي من البلل!!!

أليس أهم اهداف الفكر الممانع هو هدم هذه الأصنام القائمة في هذا النظام العالمي الظالم...؟

ألم يقم النبي بتحطيم أصنام الجاهلية...؟

ألم يقم السيد المسيح بتكسير طاولات التجار في الهيكل...؟

هل خفنا على النظام العالمي، فرضينا بنصف حقوقنا، وفرطنا بالنصف الباقي...؟

ألا يحتل الأميركي ومعه البريطاني والفرنسي جزءًا عزيزا من سوريا ويعمل على قطع الخطوط البرية بين المقاومين...؟

ألم يكن الأجدر بنا وضع سقوف عالية، ووضع هذا النظام أمام معضلة إما التنازل الكامل أو تحطيم هذا النظام...؟

أليست الحرب الروسية الأوكرانية عاملا قويا مساعدا لنا قد لا يتواجد في المستقبل...؟

ألم يكن الأجدر بنا استغلال الظرف وتقطيع خيوط بيت العنكبوت بدل اللهاث وراء بضعة دولارات تزيد من ربطنا بكعب حذاء الإمبريالية...؟

عفوا سيدي...

لقد أضعنا فرصة ذهبية سوف يمضي وقت طويل قبل أن يهبنا الله فرصة غيرها...

مشكلة المقاومة في لبنان... كما مشكلة المقاومة في فلسطين هي أنها تنكر حقيقة أن لا مكان لنا في هذا النظام العالمي الجائر...

اللهاث لا ينفع...

تجربة روسيا خير دليل...

منذ ألف عام ونحن نحاول أن نعيش بسلام، والغرب يفعل كل شيء لتحطيم الشرق ونهب خيراته...

ألم تسمع المقاومة ما قاله جوزيب بوريل عن أوروبا الحديقة الوردية وسط عالم الادغال الذي هو نحن...

حتى الكنائس الشرقية لم يتحملوا وجودها، فهل سوف يتحملوا حضارتنا، وهم في حرب معها منذ الحروب الصليبية...؟؟؟

ما فعلوه معنا هنا في لبنان مع هذا الترسيم، هو ما فعلوه مع مناطق السلطة الفلسطينية...

قتل روح المقاومة بالوعود الاقتصادية...

أما الضمانات... فهي قد تؤمن بعض الهدوء الاقتصادي والمالي؛

لكن ماذا عن حريتنا؟

ماذا عن رفض عبوديتنا لهذا النظام المالي العالمي؟

هل تخلى هؤلاء عن صراع الحضارات الذي يهدف لتدمير حضارتنا؟

عندما تنظر المقاومة من منظار بئر غاز أو بئر نفط، نكون قد هزمنا حتى قبل أن نستخرج الغاز والنفط...

المسألة ليست في حساب كم الخسارة، ٢ أو ٣كلم٢ بعد تحرير ٨٥٧ أو ٨٧٦ كلم٢...

نحن لسنا على خلاف مع هذا العدو في مسألة الكيلومترات...

نحن على نقيض وجودي مع هذا الكيان...

لقد خسرنا فرصة...

نرجو من الله أن يعيدها لنا عند تفجر الوضع في تايوان، على أن لا ينام ممثلو المقاومة داخل أجهزة المنظومة الحاكمة في المرة القادمة...

المؤسف هو الحديث عن الظروف التي أجبرت العدو على القبول بما قبل به، وهي ظروف لا تنفي أنه تنازل عما لا يحق له...

أما الحديث عن الظروف التي أجبرت لبنان على القبول...

فهذا ليس مجالا لمدح النظام اللبناني، بل على العكس تماماً...

هذا النظام هو من جعل ظهورنا إلى الحائط...

هذا النظام هو من جوعنا وساهم في قبولنا بنصف الحقوق بدل كل الحقوق...

مدح هذه المنظومة لا يجوز...

أما مقولة جيش شعب مقاومة فلا دخل للمنظومة بها... هذه المنظومة لا يمكن أن تكون وطنية لو مهما فعلت... التابع لاميركا... خائن وهذا توصيف دقيق...

الذي يتخلى عن حقوق الوطن لحماية مصالحه الشخصية أو لتجنب العقوبات الأميركية هو أيضاً خائن... وهذا ايضا توصيف دقيق...

هذا ليس شتيمة...

هذه هي كلمات اللغة العربية الدقيقة التي لا تقل دقة عن صواريخ المقاومة الدقيقة...

حليم خاتون

المصدر: موقع إضاءات الإخباري