فوز لولا دي سيلفا في الانتخابات الرئاسية البرازيلية مهم ولكن الأهم هو إحتفاظه بالسلطة\ محمد النوباني
مقالات
فوز لولا دي سيلفا في الانتخابات الرئاسية البرازيلية مهم ولكن الأهم هو إحتفاظه بالسلطة\ محمد النوباني
31 تشرين الأول 2022 , 17:32 م


لا شك بأن إنتصار المرشح اليساري وصديق الشعب الفلسطيني لولا دي سيلفا في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة البرازيلية هو إنتصار كبير لكادحي البرازيل وأمريكا اللاتينية ولأحرار العالم.

وهو في المقابل خسارة فادحة للطغمة المالية البرازيلية ولكل عملاء وحلفاء أليانكي في القارة وثانياً لأنظمة البلدان الإمبريالية في الغرب المتوحش وفي مقدمتها الامبريالية الامريكية التي تقاتل بإستماتة من خلال عميلها ووكيلها النازي الجديد في آوكرانيا فلاديمير زيلينسكي من أجل منع تشكل عالم جديد متعدد الاقطاب، وثالثاً للكيان الإسرائيلي الذي سيخسر برحيل الرئيس البرازيلية السابق المتصهين بولسينارو، الذي دخلت زوجته إلى أحد صناديق الاقتراع يوم أمس للادلاء بصوتها في الانتخابات الرئاسية، وهي ترتدي قميصاَ موشحا بالعلم الإسرائيلي ، حليفاً وصديقا قوياً.

ناهيك عن أن هذا الإنتصار سيشكل إضافة نوعية لأنظمة الحكم اليسارية في أمريكا اللاتينية وفي مقدمتها كوبا وفنزويلا، وتشيلي ونيكاراغوا من ناحية ولروسيا والصين ولدول مجموعة البريكيس ولكل ألمناضلين من أجل إنهاء هيمنة وتسلط أمريكا على العالم على المستوى الكوني من ناحية ثانية.

وعود على بدء فإن خروج دولة شاسعة الارجاء بحجم البرازيل تبلغ مساحتها ٨ ملايين كم٢ ويزيد عدد سكانها عن ٢٠٠ مليون نسمة وغنية جداً بالموارد الطبيعية من بيت الطاعة الامريكي هو بل شك ضربة قوية للهيمنة الامريكية على العالم.

ولكن واهم من يعتقد بأن القوى التي تضررت من فوز دي سيلفا في داخل البرازيل وعلى المستويين القاري والعالمي ستسلم بهذا الانتصار وتترك دي سيلفا وشأنه ينفء إصلاحاته لمصلحة الفقراء الذين إنحدر من صلبهم.

فتلك القوى المعادية للتقدم ستلقي بكل ثقلها من أجل إسقاط الرئيس الجديد.

وستلجأ في سبيل تحقيق ذلك إلى أساليب ديماغوجية شتى مثل فرية تزييف الانتخابات وغيرها من التهم التي تلجأ اليها عادة القوى الرجعية التي تخسر في عمليات الانتخاب الديموقراطية التي تنظمها هي نفسها وتعتبرها ديموقراطية إن هي فازت بها وغير ديموقراطية بل ومزيفة إن خسرتها.

ولذلك فإن الخبراء في شؤون البرازيل وأمريكا اللاتينية لا يستبعدون أن يلجأ الرئيس الشعبوي السابق الخاسر بولسينارو من خلال انصاره إلى تنظيم إحتجاجات شعبية في محاولة لإسقاط دي سيلفا بذرائع واهية كالإدعاء بأنه جرى تزييف نتائج الانتخابات لإبعده عن الحكم.

ولذلك فإنه سيكون مطلوباً من الرئيس المنتخب مواجهتهم بكل حزم وقوة لأن الأهم ليس الوصول إلى السلطة بل الإحتفاظ بها والدفاع عنها.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري