في ذكرى ميلاد الملك تشارلز الثالث.. ما السر وراء رقم 3 الذي يلازمه؟
أخبار وتقارير
في ذكرى ميلاد الملك تشارلز الثالث.. ما السر وراء رقم 3 الذي يلازمه؟
13 تشرين الثاني 2022 , 17:36 م


الاحتفالات في بريطانيا لا تنتهي، واليوم تحل ذكرى ميلاد الملك تشارلز الثالث، والذي تقلد الحكم في عمر 73 عامًا.


فور الإعلان عن خبر تقلد تشارلز الثالث ملك بريطانيا أصبح محل جدل واسع؛ نظراً لارتباط اسم الأمير في الأذهان بزواجه من الأميرة ديانا وطلاقهما الصادم، الأمر الذي جعل شعبيته تنخفض ولكنه حاول استعادة ثقة الشعب من خلال انخراطه في العمل الخيري والبيئي. وفي ذكري ميلاد الملك تشارلز الثالث، نتناول بعض القضايا الشائكة حول السيرة الذاتية للأمير وكيف حول قصة حبه إلى كابوس لا ينسي حتى الآن.


بالتزامن مع مراسم الوداع الأخير للملكة إليزابيث الثانية، الملكة الدستورية لأربع عشرة دولة من بينهم المملكة المتحدة، ارتفعت الاعلام البريطانية مجدداً للاحتفال بالملك الجديد الأمير تشارلز الثالث لتبدأ بريطانيا عهد جديد. لم يكن تشارلز رجلاً عادياً قبل توليه الحكم، إلا أنه كان ملكاً بالفعل طوال فترة حكم والدته الراحلة الملكة إليزابيث التي توفيت يوم الخميس الموافق 8 سبتمبر 2022.


فقد ولد تشارلز فيليب آرثر جورج يوم الأحد الموافق 14 نوفمبر 1948، ليحصل على أول لقب وهو في سن الرابعة "الوريث الشرعي لعرش بريطانيا" باعتباره الابن الأكبر للملكة إليزابيث الثانية التي تولت الحكم عام 1952. وتبدأ القصة عندما تزوجت الملكة إليزابيث الثانية من الأمير فيليب في عام 1947 لتنجب منه أربعة أطفال كان أكبرهم الأمير تشارلز، يليه الأميرة آن، ثم الأمير أندرو، وأخيراً الأمير ادوارد.


وظل الأمير تشارلز محتفظًا بهذا اللقب منذ تولي والدته العرش قبل 70 عاماً وهي أطول ملوك بريطانيا عمراً وأطول ملوك بريطانيا جلوساً على العرش، وفور وفاة الملكة إليزابيث عن عمر يناهز 96 عاماً تم تغيير لقب الوريث الشرعي ليصبح ملكاً رسمياً على بريطانيا بالفعل يوم السبت الموافق 10 سبتمبر 2022.


ثلاث نساء ارتبطت أسمائهن بتشارلز الثالث

١) سارة سبنسر

سارة سبنسر هي الشقيقة الكبرى للأميرة ديانا، وهي تعتبر الشقيقة المقربة لها. تزوجت سارة من نيل ماكوركودال عام 1980، أي قبل زواج الليدي ديانا بعام، الأمر الذي جعل الأمير تشارلز يتقدم بطلب الزواج من شقيقتها ديانا.


وأصبحت سارة سبنسر حديث الجمهور بعد عرض مسلسل التاج "The Crown" على شبكة نتفليكس الذي أحدث ضجة وتساؤلات عديدة حول مدي صحة الأحداث التي تناولها ذلك المسلسل لاسيما فيما يخص قصة علاقة الأمير تشارلز بشقيقة الأميرة ديانا "سارة سبنسر". أعتقد البعض أن عالم الدراما التاريخية لابد أن يضيف حبكة قصصية ليزيد من عنصر التشويق والإثارة، إلا أن البعض الآخر بات في حيرة من الأمر بخصوص تلك الأحداث.


ولكن تفاجأ الجميع بعد ذلك، فور ظهور حقيقة علاقة سارة سبنسر بالأمير تشارلز خلال عام 1977 والتي لم تتجاوز بضعة أشهر، وكان ذلك قبل ظهور أي علاقة تجمع بين تشارلز وديانا. كان هذا الأمر يتسم بطابع سري إلى أن قررت سارة الإفصاح عنه في حوار صحفي موضحة بعض الاسرار الشخصية لها بما في ذلك مشاكلها الصحية وعلاقتها بالأمير تشارلز. كما صرحت سارة في ذلك الحوار بأنها لم تكن تطمح إلى الزواج من تشارلز مطلقًا.


٢) الأميرة ديانا سبنسر

ولدت ديانا في يوليو 1961، وكانت الزوجة الأولي لتشارلز أمير ويلز ملك المملكة المتحدة حالياً. وقد ولدت ديانا من عائلة بريطانية نبيلة، تعود أصولها لملكية تلقب بالشرفاء. تزوجت من تشارلز عام 1981، وقد لاقي هذا الخبر إقبالاً جماهيرياً غير مسبوق.


ومنذ ذلك الحين حصلت ديانا على عدة ألقاب هي: أميرة ويلز، دوقة كورنوول، دوقة روثساي، كونتيسة تشيستر، وبارونة رينفرو. انفصلت عن تشارلز عام 1996 بعد اكتشاف خيانته لها، وبعد سنة توفيت في حادث تصادم سيارة ليتلقى الشعب أسوء خبر محزن في تاريخ بريطانيا.


٣) ليدي كاميلا

التقي كلاً من الأمير تشارلز وكاميلا لأول مرة أثناء مباراة بولو التي أقيمت في وندسور عام 1970. ومنذ تلك اللحظة، نشأت علاقة صداقة بينهم، تحولت بعد ذلك إلى علاقة حب سرية والتي كشفتها الأميرة ديانا لتتهمها بالخيانة وتدمير زواجها من الأمير تشارلز. ولكن، غابت كاميلا نهائياً عن الحياة العامة بعدما أنقلب الرأي العام عليها بعد الحادث الأليم الذي أودي بحياة الأميرة ديانا.


وبعد سنوات طويلة من الغياب، انتقلت كاميلا إلى مقر كلارنس هاوس كي تكون بجوار تشارلز ليبدأ اسمها في الظهور مجدداً في الأوراق الرسمية وأمام الجمهور. وبعد ست سنوات، تم التصريح والإعلان عن قصة حبهما لينتهي بزواج بعد موافقة الملكة إليزابيث الثانية، ومن هنا أصبحت كاميلا زوجة تشارلز رسميًا.



في عام 1981، تزوج الأمير تشارلز من ليدي ديانا سبنسر بعد قصة حب أثارت حماس الملكية والباباراتزي (مطاردي المشاهير من المصورين) سوياً، لينتج عن هذا الزواج أبنيهما وليام عام 1982 وهنري عام 1984. وبعد فترة قصيرة، تغيرت ملامح قصة الحب السعيد لتظهر خيانة الأمير تشارلز مع كاميلا باركر بولز على الرغم من أنها كانت متزوجة آنذاك، ليأتي عام 1992 ليعلن خبر انفصال تشارلز وديانا.


تم الطلاق بشكل فعلي عام 1996 ليصبح النقطة السوداء في حياة تشارلز الذي أضر كثيراً بشعبيته وقلب الرأي العام الدولي عليه. وبعد سنة من الطلاق، أي عام 1997، سمع العالم بأكمله عن أبشع حادثة اصطدام سيارة أسفرت عن حياة كلاً من الأميرة ديانا الجميلة ذات الابتسامة الهادئة والقلب الطيب وصديقها عماد محمد الفايد الملقب بـ "دودي"، وظل هذا الحادث لغز لم يتم حله حتى الآن.


رغم قصة الحب التي دامت لسنوات عديدة بين تشارلز وديانا، أو التي قد تبدو أنها قصة حب للجميع، إلا أن مشاعر الأمير تشارلز كانت تجاه كاميلا منذ البداية. وبسبب التقاليد الملكية، لم يتمكن تشارلز من الزواج من كاميلا التي كانت تجمعها علاقة قوية مع تشارلز قبل أن يتعرف على ديانا.


حيث كانت زيجته من ديانا ما هي إلا جواز صالونات فرضته العادات والتقاليد البريطانية. ولهذا، لاحظ الجميع حب ديانا لتشارلز وكان الشيء المحزن أنه حب بلا مقابل، فلم يكن تشارلز يحبها بنفس المقدار، وكان هذا الأمر ملاحظ جداً في ابتسامة ديانا "أميرة القلوب" التي كانت تحمل حزن عميق. ويبقي التساؤل مطروح: هل كانت الليدي ديانا ضحية أم جاني؟!


بعد عودة تشارلز من البحرية عام 1976، وجد تشارلز كاميلا "حبيبته السرية" متزوجة وبات حزين لفترة ولم يستطع الابتعاد عنها، بل ظل قريب منها كصديق مقرب لها. ومع إصرار الملكة إليزابيث على ضرورة زواجه من امرأة مناسبة، التقي بسارة سبنسر ونشأت بينهم علاقة لم تبقي لأشهر قليلة إلى أن رأي أختها الأصغر ديانا ليقع في حبها.


رأي تشارلز في ديانا الزوجة المناسبة نظراً لصغر سنها وعدم ارتباطها بعلاقات سابقة والتي كانت مهيأة تماماً لحياة البلاط الملكي، وبعد لقاءات عديدة عرض عليها الزواج وتزوجوا بالفعل عام 1981. وحاول تشارلز التقريب بين ديانا وحبيبته السابقة كاميلا، وذلك لتجنب إثارة الشكوك حول علاقته السابقة بكاميلا.


في الحقيقة، وكما هو واضح في قصة ارتباط تشارلز وديانا، فإن كاميلا كانت تسيطر على قلب تشارلز حتى بعد زواجها. هل معني هذا أن تشارلز لم يكن يحب سارة؟ في الحقيقة، أُعجب تشارلز بسارة سبنسر الشقيقة الكبرى لديانا ولكن سرعان ما انتهي هذا الاعجاب الذي لم يتعدى سوي بضعة أشهر، ليبدأ قصته مع ديانا.


وفي عام 1978، صرحت سارة لمجلة تايم بعدم رغبتها في الزواج بدون حب، حيث قالت "ليس لدي نية للزواج منه، أنا لست مجنونة به، ولن أتزوج أبدًا من شخص لا أحبه، سواء كان عامل تنظيف أو ملك إنجلترا".

كانت ديانا تحب الملكة إليزابيث بشدة وكانت مستعدة لفعل أي شيء من أجلها، أما الملكة كانت تري ديانا صعبة المراس، بل إن الاندفاع العاطفي الذي كانت تتميز به ديانا كان مصدر إحراج للملكة. فقد كانت تري الملكة إليزابيث أن المشاعر والعواطف والحب لا يجب الإفصاح عنهم أمام العامة، لذلك كانت الملكة على غير وفاق مع ديانا وكانت تري أن سلوكها غير مناسب للأسرة الملكية.


فلم تكن الملكة إليزابيث، وأبنها الأمير تشارلز، مستعدين للتعامل مع براءة وعفوية ديانا التي كان يعشقها جمهور كثير جداً، وفي النهاية وقف الرأي العام البريطاني إلى جانب ديانا وكان خبر وفاتها صدمة للكثير من الشعب.


من هي الأميرة كاميليا شاند؟

ولدت كاميليا شاند في يوليو 1947 وترعرعت في الريف الإنجليزي في شرق ساسكس وساوث كنزنغتون في إنجلترا، وكان شغلها الشاغل هو الخيول. وفي عام 1973، تزوجت كاميلا من ضابط سلاح الفرسان "أندرو باركر بولز" وأنجبت منه طفلان في السبعينات (توم عام 1975، لورا عام 1979)، إلى أن انتهي زواجهما بالطلاق عام 1995.


عند بلوغ كاميلا سن السادسة والعشرون، في أوائل السبعينات، تعرف تشارلز على كاميلا أثناء حضورهم مباراة بولو التي أقيمت في وندسور عام 1970 وكان هذا أول لقاء بينهم. حيث نشأت بينهم صداقة قوية، تحولت بعد ذلك إلى علاقة حب حيث كانت كاميلا ترتبط عاطفياً بشارلز أمير ويلز قبل وأثناء زيجتهما الأولي.


في عام 1994، ارتبط اسم كاميليا بالفضيحة والخيانة عندما اعترف تشارلز في أحد اللقاءات التليفزيونية بحبها لها وخيانته للأميرة ديانا، مما أثار ضجة كبيرة وأنقلب الرأي العام البريطاني عليهما. وبعد تلك الفضيحة التي أسفرت عن ظهور تسجيل صوتي لمكالمة تليفونية بين الأمير وكاميليا حيث صرح كل منهم بحبه للآخر، غابت كاميليا عن الأنظار.


وفي عام 1998، أي بعد عام من وفاة ديانا، أعلن تشارلز وكاميليا علاقتهما على الملأ، لينتهي بهم الأمر إلى الزواج رسمياً في يوم 9 أبريل عام 2005 بعد أخذ الموافقة الملكية من والدته الجميلة إليزابيث الثانية.


الملك تشارلز مع كاميلا


بعد أن لقبه الشعب بصفة الزوج الخائن، حاول الأمير تشارلز تغيير نظرة البريطانيين له من خلال شغفه بعلم النباتات والبستنة لينشط ويدعم قضايا البيئة وينخرط في العمل وينشأ مشروع "برانس رانفوريست" لنشر الوعي بخطر إزالة الغابات، ولكي ينفي الصفة التي ظلت تطارده لسنوات عديدة، حرص الأمير تشارلز على عدم الإعلان عن زواجه من عشيقته كاميلا باركر بولز لمدة قاربت الثماني سنوات.


الملك رقم 13 للمملكة المتحدة

وبعد طول انتظار، حظي بشرف تولي عرش بريطانيا وهو في عمر 73 عاماً عقب وفاة والدته الملكة إليزابيث الثانية، ليصبح الملك رقم 13 في المملكة المتحدة.


اعتبر البريطانون الأمير تشارلز غريب الأطوار، حيث أثار الجدل في عام 2005 عندما صافح الديكتاتور روبير موغابي في جنازة البابا يوحنا بولس الثان، حيث تدخل تشارلز في الأمور السياسية وهذا على عكس تقاليد الحياد لدي العائلة الملكية.


وفي عام 2017، وجد نفسه في قلب الجدل والفضيحة مجدداً بسبب الاتهامات التي انهالت عليه ومفادها أنه تلقي مليون يورو من عائلة أسامة بن لادن في إطار الأعمال الخيرية. كل هذا أثر على شعبيته داخل بريطانيا لتقل بنسبة 42 إلى 50 بالمئة، ورغم كل هذا إلا أن ابنه الأكبر الأمير وليام كان يحظى بالنصيب الأكبر من التقدير في المملكة المتحدة.


من المعروف أن لكل شخص طابعه الخاص، وقد ظهر الأمير تشارلز الثالث بطابع متميز من خلال لحظات عفوية وفكاهية تظهر في صور الأمير تشارلز مبتسمًا في أكثر من مناسبة.


هذا بالإضافة إلى رسائل الأمير تشارلز للمعمرين الذين يحتفلون بعيد ميلادهم المائة، ليستقبلوا رسالة ملكية تهنئهم بأطيب التمنيات الصادقة في عيد ميلادهم المائة، ليستمر الأمير تشارلز في تنفيذ التقليد الملكي الذي يعود لأجيال عديدة سابقة.


وختاماً، رحلت الملكة إليزابيث الثانية بعد أن تركت انطباع عميق في نفوس الشعب، ليبدأ الملك تشارلز الثالث عصر جديد بعد طول انتظار على أمل أن يحافظ على تقاليد ذلك العرش، وأن يمضي على خُطى والدته بالحكمة والهدوء التي تميزت بهم طوال فترة حكمها وحتى رحيلها. والآن.. نكشف لكم السر وراء رقم 3 الذي يلازم الأمير تشارلز وهو متمثل في: