أكثر الناس معرفة بما يضمر جبران باسيل، هو حزب الله...
أكثر الناس معرفة بخبث ذلك الرجل هو حزب الله...
أسوأ حليف ممكن ان يظهر على الساحة المسيحية، هو جبران باسيل...
لا تقتصر الساحة المسيحية على سمير جعجع وجبران باسيل وسامي الجميل، وإذا اقتصرت فالمستقبل أسود لهذه الساحة،.. ولهذا الوطن...
سمير جعجع يجرف المسيحيين إلى مغامرة جديدة خاسرة؛ يساعده في هذا، عن غباء أو عن عمد، سامي الجميل...
لا يتحدث أحد عن مغامرة عسكرية فقط، رغم عدم استحالة هذا الاحتمال...
غباء الرجلين قد يصل إلى هذا المستوى...
لكن ما قد يسرًع في هذه الكارثة، هو انضمام جبران باسيل إلى نفس هذا المشروع الانتحاري وإن كان الرجل أكثر ذكاء، وأكثر خبثا ولذلك هو يسلك طريقاً غير عسكرية من أجل نفس هذا المشروع...
جبران باسيل مستعد لركوب كل القطارات من أجل الوصول لرئاسة الجمهورية وهو إن وصل، الكارثة واقعة لا محالة...
عبقرية هذا الرجل القصير القامة استطاعت خلط الزيت والماء...
أفضل وصف لهذا الرجل جاء على لسان الكاتب سركيس نعوم...
"جبران ذكي جداً، لكنه يستعمل كل هذا الذكاء في الشر..."
جبران علماني وطائفي في نفس الوقت...
"كيف شقلب هيدا الرجّال ميشال عون، ربك وحده بيعرف"...
تسلق على ظهر الجنرال حتى قبل أن يتزوج ابنته...
لكن هذا الزواج نفعه جيدا حيث عرف كيف يضرب طوقا حول عون حتى صار الرجل العجوز لا يرى العالم إلا عبر أعين جبران...
الرجل فعلا عبقري...
صحيح أن كل المنظومة تتقاسم ثروات البلد فيما بينها ثم تطالب بمحاربة الفساد؛ إلا أن جبران باسيل هو أكثرهم ذكاء...
هو مقاوم وفاسد في الوقت عينه...
يرفض الخضوع للأميركيين، لكنه يبيع البلد لقاء رفع العقوبات بعدما استفاد إلى الحدود القصوى وإلى درجة بات المنطق يقول إنه هو نفسه من طلب من الأميركيين فرض العقوبات عليه حتى يزيد رصيده عند من أوصل الجنرال إلى الرئاسة...
جبران يعرف جيداً، أنه ليس الجنرال، وليس سمير جعجع، وبالتأكيد لا يأتي من وسط الإقطاع السياسي...
بدون حزب الله سوف يخسر جزءًا مهما من قوة التأثير...
وبدون "التجليط المذهبي والطائفي" سوف يخسر أيضاً وأيضاً جزءًا مهماً جداً من قوة التأثير...
ركب جبران على ثلاثة جياد فوصل إلى ما هو عليه اليوم...
جواد المقاومة، جواد الطائفية، وميشال عون...
أكثر الحيارى بما يجب فعله بعد أن تمادى جبران وأظهر قبح وجهه، هي المقاومة...
الخطأ الفادح الذي ارتكبته هذه المقاومة كان في أول قبول، أو أول غض طرف عن عهر المنظومة الحاكمة...
بعد أول تنازل عن المبدأ، توالت التنازلات حتى وصل الحزب اليوم إلى أن يصير اسير جبران وأهواء جبران...
وضع حد لهذا الأسر، هو بيد الجميع إذا توافرت الإرادة...
هل وصل الحزب إلى طريق مسدود؟
من حسن حظ هذا الحزب أن الله غفور رحيم...
على السيد نصرالله أن لا يستقبل هذا الجاحد بعد اليوم...
ليجتمع باسيل وجعجع والجميل ويفرضوا رئيساً...
هذه هي أمنية ناجي حايك وأسعد ضرغام وغيرهم من القواتيين داخل التيار...
أيا يكن هذا الرئيس، أمامه طريقان لا ثالث لهما:
إما دعوة الجميع لبناء دولة في لبنان وهذا سوف يمر قطعاً على جثة كل المنظومة بما في ذلك جعجع وباسيل والجميل قبل اي شيء، وقبل أي كان آخر...
وإما أن يكون جزءًا من مشروع هذا الثلاثي، وفي هذه الحالة سوف يزيد الإنهيار ويطول حتى يصل لبنان الى مؤتمر او طاولة مستديرة أو أي يكن، ويكون الحل واحد من اثنتين:
١- إما كسب الوقت عبر إعادة تقسيم الحصص بين الطوائف وهذا يعني تلقائياً المثالثة...
٢- وإما إقامة دولة لا يمكن أن تكون قابلة للحياة إلا عبر نبذ الطائفية وفرض قانون مدني يكفل هو وحده حقوق الجميع...
هلّ يقف حزب الله برهة ويتأمل مسيرته منذ اليوم الذي دخل فيه إلى وكر الثعابين...
اليوم، جاء يوم نبذ المنظومة...
اليوم، جاء يوم التحرر من الأثقال الزائدة وغير المجدية التي يحمل...
اليوم ، جاء يوم القطع مع كل القوى، خصوما كانوا أم حلفاء؛ والعودة إلى النبع الذي تمثله مبادئ علي في الحكم الرشيد...
تذكروا،
صبَر علي على عثمان، لكنه لم يتأخر لحظة في خلع معاوية...
خلع الفاسق واراد خلع كل فساد بني أمية بعد أن صار الأمر بيده...
وقف علي بين اثنتين،
إما قطع رأس الأفعى أو التعايش معها...
لم يتأخر علي في الخيار...
اختار طريق الله،
ربح نفسه وربح التاريخ...
خلد ذكر علي، ولم يبق لمعاوية وبني أمية من ذكر حميد إلا بمن زهد وطمع بالآخرة واستحق بجدارة لقب خامس الخلفاء الراشدين...
مقارنة بسيطة يجب أن تكون أمام حزب الله...
مقام السيد نصرالله قبل الدخول في السلطة، ومقامه بعد ذلك...
يُسأل عن ذلك فقط اولئك الذين لم تتلوث أنفسهم وأرواحهم بكل القذارة التي تتحكم بلبنان هذه الأيام...
حليم خاتون