بيت الصلح، بيت كرامي، بيت سلام... بيت فرنجية... بيوت كثيرة لا يراها جبران باسيل...
أساساً، جبران باسيل لم يعد يرى حتى ميشال عون...
جبران بونابرت، لا ينقصه سوى أناس أغبياء منتشرين على كل الكرة الأرضية، لكن صوتهم العالي في لبنان هذه الأيام، على ال OTV... دون نياشين لبواقي الشاشات، موالية ومعارضة أو "مش عارفه وين الله حاطتها"...
تفتقت عبقرية إحدى مقدمات البرامج على هذه الشاشة مع ضيفها على أن سليمان فرنجية ليس مارونيا...
سليمان فرنجية ماروني ناقص...
اسم سليمان فرنجية، لا يتماشى مع الميثاق...
الميثاق موجود فقط عند باسيل وعند جعجع، وعند من يتبع التيار أو القوات، سواء اتفق هذان ام افترقا...
يتكلم باسيل عن سليمان فرنجية وكأن الرجل لا يمثل...
جبران باسيل العلماني جداً يحاضر في العلمانية متى يشاء، وينتقل إلى الطائفية متى يشاء...
لو يتجرأ أحد ويقترح انتخاب الرؤساء كلهم مباشرة من الشعب... ربما "يطلع شي"...
كما يقول المثل العامي، جبران "بيركًب الذكر على الذكر" عندما يحلو له ذلك...
المعيار دوما، هي مصلحة كومة الكذب والانتهازية والوصولية التي يمثلها هذا الرجل...
لا يستطيع جبران باسيل الاقتراب من اتهام فرنجية بأنه كان جزءًا من منظومة الطائف، وهذا ما كان فعلا...
الوزير فرنجية يتحمل مثله مثل غيره كل ما ارتكبته هذه المنظومة من موبقات... لكن مهلا،
التيار والقوات يشكلان معا القوة الأساسية التي دخلت هذه المنظومة منذ أكثر من عقد ونصف...
تمثيل جعجع وتمثيل عون داخل حكومات العهر الوطني كان أكثر لمعانا من تمثيل سليمان فرنجية...
منذ سنة تقريباً، دعاني أحد رجال الأعمال إلى إسبانيا لاستلام مركز في شركة يعزم على إنشائها...
فاجأني الرجل بكيل المديح لسمير جعجع والقوات رغم أنه كان من أشد المعجبين وأكثر الناس حماساً للرئيس رفيق الحريري، ولإبنه سعد من بعده...
لكن سرعان ما عرفت السبب، فبطل العجب...
صاحبنا، مثل الكثيرين في لبنان، يؤمن بالعروبة الحديثة التي يحمل لواءها محمد بن سلمان...
عروبة تقاس على مقياس ريختر عند فؤاد السنيورة وأشرف ريفي وطبعا، سمير وستريدا جعجع...
تحداني الرجل أن أجد فسادا عند اي من وزراء القوات...
لم أقبل التحدي طبعاً...
ليس لنظافة القوات، بل لتفاهة كل من لا يرى الفساد في كامل المنظومة وباسيل وجعجع جزء مهم من هذه المنظومة...
ربما يجدر هنا الإشارة إلى أهم الفروقات التي تميز سليمان فرنجية عن باسيل وعن جعجع...
سليمان فرنجية لا يكذب...
عندما يعبر عن موقف، ينطلق الرجل من قناعات حتى لو كانت هذه القناعة او تلك غير شعبية...
سليمان فرنجية رفع الحصانات والسرية المصرفية حتى عن الحيوانات الأليفة في بيته...
ماذا عن الآخرين؟!
لقد بدأت الحرب ضد سليمان فرنجية يوم أن بدأت الحملة ضد جورج قرداحي...
خلق المحيطون بمحمد بن سلمان من لاحسي الصحون مشكلة من لا شيء...
كان المهم إطلاق النار على سليمان فرنجية الذي كانت المملكة السعودية نفسها هي من دعمه للوصول إلى الرئاسة سنة ٢٠١٦...
القول إن الأمور اختلفت وتصوير فرنجية ألعوبة في يد النظام في سورية أو في يد حزب الله وان هذا هو سبب الفراق مع السعودية هو من نسج خيال نديم قطيش، أو جيش باسيل أو جعجع الاليكتروني...
ميزة سليمان فرنجية أنه رجل يتميز بالاخلاق العربية الرفيعة...
هذا الرجل لا يحتال كما باسيل، ولا يطعن في الظهر كما جعجع..
أي لبناني يتمنى لو يختفي هذا النظام وتختفي هذه المنظومة ويصبح لبنان فعلاً سويسرا الشرق ويصل إلى رئاسة الجمهورية رجل دولة فوق الطوائف وفوق الأحزاب...
رجل يضرب على الطاولة من أجل كل لبناني، ومن أجل كل حبة تراب أو نقطة ماء في لبنان...
رجل ديبلوماسي، لكنه قادر على الطلب إلى هذا السفير أو ذاك أن يقفل فمه ويعود إلى بلاده...
يتمنى كل لبناني أن يدفن هذا النظام القائم ويصبح لبنان من ارقى الدول الديمقراطية ويصبح لكل لبناني حقوقاً إنسانية وحقوق المواطنة الكاملة...
يتمنى كل لبناني شريف أن يصل إلى رئاسة الحكومة رجل بنظافة كف الدكتور سليم الحص، وعزيمة فؤاد شهاب، وإدارة حرة لا تتأثر لا بالطوائف، ولا بزعماء الطوائف...
يتمنى كل لبناني أن تكون مطرقة مجلس النواب وكل جلسات المجلس مباشرة وشفافة على الشاشة...
لكن قبل كل هذا وفوق كل شيء يتمنى كل لبناني أن يتساوى بالحقوق والواجبات مع أي لبناني آخر، فلا يكون هناك أولاد ست وأولاد جارية على كامل ال ١٠٤٥٢ كلم٢...
كل ما سبق احلام نريدها ونطالب بها...
لكن الذي حصل أن شعب لبنان العظيم انقسم إلى اكثريتين:
واحدة قاطعت الانتخابات قرفا،
وواحدة شاركت في الانتخابات واستطاعت إيصال نفس المنظومة إلى البرلمان مع حفنة من الهواة أو الانتهازيين الذين ركبوا حراك ١٧ تشرين حتى وصلوا، وهم الآن على وشك أن يركبوا كما جماعة المنظومة على ظهور اللبنانيين...
حتى الذين توسم داود رمال فيهم خيرا مثل الدكتور الياس جرادي، تبين أنهم ورثوا عن الحزب الشيوعي اللبناني عبقرية تخييب آمال اللبنانيين...
قلة فقط من اللبنانيين لم تنتخب، ليس من أجل المقاطعة؛ بل لأن قانون الانتخاب لم يسمح بترشح من يجب، ولأن قانون الانتخاب لا يسمح بنجاح من هو حر فعلاً وابن "مرا"، بالفعل...
اليوم النظام لا يزال هو هو...
المنظومة الحاكمة لا تزال هي هي...
كل الأكاذيب عن وجود موالاة ومعارضة في هذا النظام وفي هذه المنظومة هو "تجليطة"...
سمير جعجع وجبران باسيل يختلفان عن بعضهما بالكثير؛ لكن ما يجمع بينهما هو أكثر...
الرجلان يريدان لعب ثنائية مسيحية رغم أن الاثنين من أسوأ ما أنتجته البيئة الوطنية المسيحية...
بدل جبران خليل جبران وامثال جبرار خليل جبران، طلع لنا في آخر هذا الزمن جبران باسيل وسمير جعجع...
إذا كان الزمان حكم علينا بان نظل في هذا النظام الطائفي المقرف...
إذا الزمان حكم علينا أن تظل هذه المنظومة تدوس على رقابنا وعلى ما تبقى من هذا الوطن...
على الاقل دعونا نبدأ بانتخاب افضل ما يحويه هذا النظام...
بين الأربعة الكبار هذه الأيام
جبران باسيل وسمير جعجع وسامي الجميل وسليمان فرنجية،
لنتفق أن سليمان فرنجية هو وجه "الصحارة" في هذا النظام...
على أمل أن يأتينا من وجه نفس هذه الصحارة، رئيس حكومة ورئيس برلمان، ونواب ووزراء وقضاة ومدراء وإدارة وحكام، وجيش وامن و... و...
على الأقل دعوا اللبنانبين يتمتعوا ببعض الهدوء في هذه المرحلة الانتقالية ريثما يستيقظ الضمير، وبدل دستور الطائف والطوائف، يصبح عندنا دولة مدنية...
وبدل قانون الانتخاب التافه هذا الذي افرز كل التفاهات الحاضرة، يصبح عندنا انتخابات خارج القيد الطائفي في دوائر تنتج لبنانيين من اجل كامل جغرافيا الوطن، وليس كراز قطعان من المزارع الطائفية...
حتى ذلك الحين، دعونا على الاقل نعيد بناء جيل جديد من ابنائنا وبناتنا يفكرون بالعقل والمنطق وليس بالتبعية لاسياد على عبيد...
"مرقوها هالمرة، يمكن تظبط"
حليم خاتون