كتب الأستاذ حسن علي طٰهَ:
مقالات
كتب الأستاذ حسن علي طٰهَ: "أفكار شيطانية: الموت البطيء، بدل الانهيار."
حسن علي طه
14 كانون الأول 2022 , 21:54 م


هي بعض أفكارٍ شيطانيةٍ تخطرُ في بالي، وتسكنُ عقلي، حتى أضحت نمط تفكيرٍ، يمكنُ سبْكُها لقراءةِ كل مايجري وتحليل القادم من الأيام .

فليس خافياً على أحدٍ أنَّ طبقةً سياسةً حكمت لبنان ولاتزال،هي من أحقروأوسخ وأنذلِ أصنافِ المخلوقات.

ومن الظُّلمِ لِلْحيواناتِ تشبيهُ هؤلاءِ الساسةِ بها، بل ومن المعيب بحق هذه الحيوانات مثل هذاالتشبيه.

إنّ ما قام به ساسةُ لبنان، من رؤساءَ ووزراءَ ونوابٍ، إلى كل المسؤولين، يمكن للوحوش أنْ تَرُقَّ قلوبها، فلا تُقدِمُ عليه، أمّا هؤلاء فلم ترُقَّ قلوبهم، ولن ترُقَّ.

هؤلاءِ المجرمون الأنجاسُ مع أولادهم ونسائهم خاضوا حروبَ زواريب،قبل العام ١٩٩٠، وخاضوا أبشع منها، وصولا الى جهنم التي اعترف بها أحدهم .

وفي موازاة ذلك كان لبنان يسجل المعجزات، بتحرير الأرض مرةً،وحمايتها مرات.

وما بين أصحاب الإنجازات

وطبقة لصوص صهيونية امتلكت النفوذ في الأمن والقضاء والمال، وحشرت كلَّ أزلامِها أصحاب الأدمغة

العفنة في مؤسسات الدولة، لتشتريَ ذمَمَهم وضمائرَهم،بقصد تحلُّلِ هذه المؤسسات وتفكُّكِها، ليكون البديلُ ما أسّسهُ أولاد هؤلاء المستوطنين وأصهرتهم وزوجاتهم من مؤسساتٍ بديلة.

وليست الجامعة اللبنانية وشركة الكهرباء إلّا مثلًا على بشاعةِ أفعالِهم وغاياتِهم.

ولا يفوتنا أن نذكُرَ أنّ زعيمَ الطائفةِ يوظِّفُ الفاشلين والأغبياءَ، في مؤسسات الدولة، وليس عند امرأته أوأولاده، ليُحَقِّقَ بذلك عدة أهداف:  رشوة أزلامه،وانهيارُ مؤسساتِ الدولةِ، وإنعاشُ مؤسساتِ زوجته وأولاده.

وهؤلاء الفاشلون الأغبياء، كثيراً مانراهم على شاشات التلفزة،يطالبون بحقوقهم وكأنهم ليسوامِمّنْ يتسبَّب بِانهيارِالدولةويحمون زعيم الطائفة.

أمّا وقد وصلنا إلى الِانهيارِ والانفجار، وفي لحظةٍ قد نزو وجع الناس في ١٧ ت وبداية فصل جديد من فصول المسرحية بأبطالها رؤساء وزعماء لصوص (لديهم كم هائل من الكمبرس من وجوه نتنة وعفنة عديمة الشرف الى وسائل إعلام أتقنت لعبة القذارة بكل صنوفها من اثارة العصبيات الى تلفيق أكاذيب وتحوير حقائق، وصولا الى حقوق اللوطيبن الذين يسمونهم مثليين. وقضاة ورجال امن)

وبطل آخر للفصل الجديد من فصول المسرحية هو الناس بكامل أوجاعهم وآلامهم وطيبتهم.

في ١٧ ت١ للأسف انا من الذين اعتقدوا أن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الناس ستدخل القصورخاصة وأنّ سكان تلك القصور أصابهم الرعبُ، وصمتواصمت أهل القبور.

لم يمضِ وقت طويل إلا وتحركت الأيادي الطيبة والأيادي السامة.

تحركت أيادي السم تحت شعار أمريكي أوروبي وطبعا وأكيدا اسرائيلي، لن نَدَعَ لبنانَ ينهار، وتتمة هذا الشعار المضمرة... (بل سنتركه يذوب ويموت هو وبطله ببطء).

وما الترويج الذي تجهدبه قناةُا لمُرّا لصهيونية،ويسأل فيه أحد مُذيعيها بغباء: هل المخابراتُ الامريكيةُ هي المسؤولةُ عن كذا؟ وهل المارينزُ هم المسؤولون عن كذا؟ وهل الموساد هو المسؤول؟...نعم أيهاا لغبيُّ المرتزق،هم مسؤولون عن كل ما جرى، ولكنّ الأبشعَ أننا كُنّا أدواتٍ لهم، ووقوداً لمشاريعهم، وإلّا لماكُنتَ، أنت وأمثالُك، جيشاً من العملاء والخونة.

تحركت أيادي السم وأكثر من ٧ آلاف جمعية، تعمل بمسمى المجتمع المدني المتصهين، وليست كمامات السفيرة الأمريكية سوى مثل،والغايةتضميد وجع الناس، ليس من أجل الشفاءبل من أجل مساكنة الوجع، واعتيادِ ذُلِّ السؤال، والتخلي ببطء عن الكرامة، واستسهال بكاء الرجال أمام الكاميرات،لما في ذلك من ضربٍ لمجتمع بأكمله.

تحركت أيادي السوء والشر وتحركت معها حميَّةُ أهل الخير والطيبة، أيادٍ مباركةٌ

صار همُّها تأمينُ متطلبات الفقراء، على امتداد الوطن (مازوت، دواء ، مواد غذائية ومساعدات مرضيةو....).

وهنا السؤال: هل كل ما تقدَّم، وعلى الرّغمِ من حسن نوايانا، صَبَّ في مصلحةِ شعار:"لن ندعَ لبنان ينهار، بل سنجعله يموت، هو وبطله، ببطءٍ محاصراً باسم حلفاء أنجاس، ولصوص وبيئة فقيرةٍ بدأت تعتاد ذل السؤال (والسؤال مذلة، ولو من أين الطريق؟) واستشرت فيها أوبئةُ المخدرات، وانتشرت الجرائم، من سرقاتٍ وقتلٍ و رِقٍّ بكلِّ معانيه، وزاد انحلالُ القيمِ واستسهالُ بيعِ الشرفِ بِرُخْصٍ،لا يُدانيهِ رُخْصُ شطيرةِ الفلافل.

رحم الله المناضلَ، المفكرَ المرحوم، أنيس النقاش، الَّذي خُوِّنَ يومَ حذّر َمِنَ الوصولِ إلى ما نحن فيه اليوم؛وعلى أمل أن لا يخون آخرون.


المصدر: موقع إضاءات الإخباري