وهم التحايل على التناقض التناحري.
مقالات
وهم التحايل على التناقض التناحري.
جورج حدادين
20 كانون الأول 2022 , 21:04 م


كتب جورج حدادين. 

التناقض التناحري، صراع أطراف ينفي أحدهما الآخر، والتناقض عنصر جوهري يكمن في صيرورة التطور الطبيعي للأشياء وللمجتمعات، يكمن في صراع طبقات وشرائح بسبب تناقض مصالح، وفيما بين الدول في العالم صراع منظومات ومصالح وتكتلات وأحلاف.

الأحداث الجارية في المنطقة وعلى الصعيد العالمي، تظهر بوضوح طبيعة التناقض التناحري، الذي يتخذ حالياً شكل الصراع المسلح، بين الناتو من طرف وروسيا الاتحادية من طرف آخر، وصراع حافة الهاوية، بين الصين وكوريا الديمقراطية من طرف والناتو من طرف آخر، وصراع الكيان الصهيوني وشعوب المنطقة، وحراكات المجتمعات في الدول المأزومة، في العالم العربي وعلى الصعيد العالمي.

أثبتت الأحداث عبر التاريخ أن التناقض التناحري يمر عبر طريق إجباري، يصل إلى مرحلة الذروة، نضوج التناقض إلى مستوى الحل النهائي، أي انتصار طرف ونفي الطرف الآخر،

دأبت القيادة الروسية على وصف المركز الرأسمالي بالشريك، واهمة بأن هذا الخطاب قد يؤدي إلى تخطي الصراع، ولكنه خطاب لم ينتج، حيث فضحت المستشارة الألمانية السابقة مركل أن الغرب عقد اتفاقات مع روسيا بهدف التضليل ، اتفاقية منسك بخصوص أوكرانيا، واتفاقية الناتو مع روسيا إثر انهيار المعسكر الاشتراكي، بعدم تمدد الحلف نحو الحدود الروسية، بمعنى عدم ضم دول المعسكر الاشتراكي السابق للحلف، في الوقت ذاته كان الغرب يقضم دول وارسو السابقة الواحدة تلو الأخرى وكان يسلح ويدرب ويخطط ويدعم القوى النازية في اوكرانيا من أجل اشعال الحرب ضد روسيا وتفكيكها.

التحريفيون والاصلاحيون والإنتهازيون في الدول التابعة والمجتمعات المأزومة، يتحايلون على عملية التغير الموجبة، تغير النهج القائم، عبر تبني مشاريع ما يسمى الاصلاح السياسي لمؤسسات الدولة التابعة، وألتي لا تخدم إلا هدف تقاسم المصالح مع السلطة القائمة،

في المحصلة النهائية، أنها مشاريع تخدم التغطية على الظلم والإضطهاد ونهب ثروات المجتمع الذي يطال كافة الشرائح الوطنية المنتجة والكادحة، العمال والفلاحين وصغار الموظفين وصغار الكسبة والمزارعين ومربي المواشي والحرفيين والفقراء والمعوزين والمهمشين،

وأنها مشاريع تغطي عملياً على سياسات الفساد والإفساد التي تمارس من قبل قوى التبعية في الحكم وفي السوق وفي صفوف النخب، رغم الصراخ ضد سياسة الفساد والإفساد،

صيرورة التناقض تفرض ذاتها بغض النظر عن محاولات التحايل من قبل الدول والقوى،

أزمة النظام الرأسمالي المضارب تتعمق ولا حلول لها ، انه نظام سائر إلى الانحلال كونه يتناقض تناحرياً مع التطور الطبيعي للمجتمعات

أزمة الكيان الصهيوني تتعمق عبر صراع داخل المجتمع وصراع مع قوى التحرر العربية وفي المنطقة، ستوصل حتماً إلى انهيار هذا الكيان.

ازمة أنظمة التبعية تتعمق ولا حلول لها، إلا عبر بوابة تغير النهج.

ومشروع التغيير يتمثل في مشروع التحرر الوطني:

كسر التبعية ، وتحرير الإرادة السياسية، وتحرير الثروات الطبيعية المحتجزة، وتحقيق تنمية متمحورة حول الذات الوطنية، وتحقيق بناء دولة الأمة العربية التي يزيد سكانها على 500 مليون نسمة.

مشروع التغيير يتطلب بناء حامل اجتماعي لهذا المشروع، وهم ممثلي الشرائح الوطنية الكادحة والمنتجة، كونهم أصحاب المصلحة الحقيقية في إنجاز التغيير

" كلكم للوطن والوطن لكم "

المصدر: موقع إضاءات الإخباري