كتب الأستاذ حليم خاتون: تحسين خياط يبرع حيث فشل الآخرون
مقالات
كتب الأستاذ حليم خاتون: تحسين خياط يبرع حيث فشل الآخرون
حليم خاتون
26 كانون الأول 2022 , 08:43 ص


لم يصدق أحد اتهام تحسين خياط بالعمالة في تسعينيات القرن الماضي...

بدا الاتهام خارج الصورة التي برعت قناة الجديد في نقلها تلك الأيام...

وصل الأمر أن سيد المقاومة أعطى مقابلة لمريم البسام ما بعد ثلاثة وثلاثين يوما هزت النظام العالمي في ذلك التموز المقدس...

سمح السيد نصرالله لهذه القناة أن تدخل بيوتاً تحت عباءة سترت الكثير مما فاحت رائحته بمجرد أن قررت الجديد، أن الفضاء كما الموقف، للبيع...

كل شيء للبيع...

إنه زمن العهر المرئي والمسموع..

بدأ الرجس يدخل إلى هذه القناة يوم دخول شاشة الجديد إلى عالم المُولات، حيث كل برنامج هو دكان للإيجار لمن يدفع أكثر...

حيث يختار كيس المال من يقدم هذا البرنامج أو ذاك...

حيث يفتخر الكاوبوي رياض قبيسي بدرع الحرية والديمقراطية من نظام قامت ديمقراطيته على جماجم عشرات الملايين من سكان القارة الأميركية الأصليين، وحيث لا تزال حضاريته بارزة في العراق وسوريا... وطبعا في فلسطين....

فلسطين التي لم يجرؤ بعد تحسين خياط عليها، ولا مريم البسام...

لم تجد شاشة الجديد صعوبة كبيرة في العداء للمقاومة لأن هذه المقاومة نفسها لم تكن بنفس القداسة عندما تطلب الأمر التصدي لمنظومة الفساد المستشري في بلد الأرز...

قداسة ميزت حزب الله حين انتشل المنطقة من عالم الهزائم وأدخلها إلى عالم الانتصارات...

قداسة اهتزت حين رفض الحزب الاقوى في الساحة اللبنانية لعب الدور التاريخي الذي كان من المفروض لعبه...

كما يقول المثل عندنا، غلطة الشاطر بألف...

برعت شطارة حزب الله في لبس ثوب النظام القائم في لبنان مما سهل لعملاء أنظمة التطبيع والخيانة الوطنية النيل من الشرف الرفيع...

قد يستحق حزب الله ألف انتقاد وانتقاد على الف موقف خاطئ اتخذه في السياسة الداخلية اللبنانية...

قد يصل الأمر كما حصل فعلاً أن يتم توقيف عميل هنا او عميل هناك للعدو الصهيوني من قلب بيئة هذه المقاومة...

قد يصل الأمر إلى تهمة ولو دون دليل، لانغماس أحد ما من هذا الحزب في الفساد المنتشر كما السرطان داخل كل بقعة، وفي كل نقطة من لبنان...

كل هذا ممكن...

لكن الخطأ شيء، وبيع الضمير وممارسة العهر الإعلامي شيء آخر تماماً...

كما فؤاد السنيورة الذي بدأ حياته في حركة القوميين العرب، كذلك فعل تحسين خياط يوم انتهى الى تسجيل اسمه على لائحة العروبة الحديثة المعاصرة التي تمثلها أنظمة التطبيع والردة...

في صورة سوريالية مقرفة، تنثر فيها هذه الأنظمة المال على كل من يعرض نفسه للبيع، تماما كما يفعل السكارى في الملاهي الليلية حين يدسون اوراق المال في صدور العاهرات وما ستر العورات من خيوط اوراق التين...

لم تستطع الجديد الرد على الإعلامي بيار ابي صعب الذي فضح عهر هذه القناة ومن يقوم على إدارة الصبية والصبايا الجدد بشكل يرضي أولياء الأمر الجدد من أكياس المال...

وعندما خرج الإعلامي حسن عليق على موقع المحطة منذ أيام وفضح بالأرقام ما وصل الى الجديد وال MTV وال LBC وجريدة النهار من أموال رشوة وشراء ذمم، رد تلفزيون تحسين خياط باتهام حزب الله والأهالي بالتآمر على اليونيفيل وارتكاب جريمة قتل جندي إيرلندي تبنته الشاشة كأحد أهم مصادر الابتزاز لاستجلاب فريش دولار تسمح لقناة تحسين خياط في الاستمرار في لعب دور السرقة غير المباشرة التي يقوم فيها كل اللبنانيين بسرقة بعضهم البعض في هذا العالم اللبناني من العهر الذاتي والموضوعي...

لعل أسوأ صورة يمكن وصفها هذه الأيام، هي تلك التي تقابل النيل من نساء جبل عامل مع ما حدث في العاقبية، وهذا ما تقوم به شاشة تحسين ومريم البسام...

الى هذا الدرك من الانحطاط وصلت مأساة السيطرة على الرأي العام من مشاهدي هذه القناة، بعد أن كانت مريم البسام قد استطاعت إعادة "الموضوعية الصفراء" إلى الشاشة السوداء عبر التركيز على استضافة سمير جعجع وغيره من أركان القوات لقاء بدل مادي يصل شهرياً أو على الطلبية، من جمعية المصارف أو من أنظمة التطبيع والخيانة...

بدل صورة المرأة المقاومة أم الشهيد...

بدل صورة اخت الشهيد...

بدل صور النساء اللاتي قاومن دبابات العدو بالزيت المغلي، اتحفتنا شاشة الجديدة بصورة امرأة جاهلة لا يقل غباؤها عن غباء جهاز التعبئة القواتية داخل القناة، الذي تحمل لواءه هذه الأيام، جوزيفين ديب قبيسي...

أُريد لامرأة غبية أن تمثل "أشرف الناس" في سكيتش هزلي ساقط!!

تحسين خياط... ما تفعله هو قمة العيب الذي يحمل كل صفات العهر بجدارة...

مريم... ما تفعلينه هو قمة الذكاء... لكن في الاتجاه المعاكس...

ما تفعله الجديد منذ أن احترفت الرقص على عامود الدعارة في ملهى العراة، ليس حرباً ضد الفساد، ولا نقدا ضد حزب يمشي في الوحول اللبنانية وقد وصل مستوى هذه الوحول إلى الركبة...

ما تفعله أبواق أكياس المال في الجديد... هو بكل بساطة وشفافية، قمة العهر والانحطاط الاعلامي التي يرفض الاستاذ سامي كليب تسمية أصحابها، فإذا بالجديد يعلو صوت نباحها معلنة أنها على استعداد لتخطي مرحلة ليال بو موسى حين حملت صليب الدفاع عن سمير جعجع في صيدا، لتصل مريم ومن ورائها تحسين إلى قمة جبال الزبالة في لبنان، وما أكثر هذه الجبال حتى لو طُمرت بلوغو قنوات إعلام أكثر من مشبوهة...

كل كلمة، كل شتيمة تطال شاشات العهر المرئي والمسموع...

كل كلمة، كل شتيمة تطال الجرائد الصفراء...

كل ذلك لا يعني مدحا لحزب عجز عن لعب دور الرافعة الذاتية للثورة، كما عجز عن محاربة الفساد وأهل الفساد رغم توفر كل الظروف الموضوعية وعناصر القوة الذاتية لهكذا فعل...

لكن الخطأ شيء، والخطيئة والعهر شيء آخر تماماً...

باتت صورة المسيح الدجال أكثر وضوحاً على شاشات العهر في لبنان... وكلما زاد عجز الشرفاء، زاد عهر ذلك الدجال وأدواته...

حليم خاتون 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري