الميكروبات المعوية تلعب دورا هاما في زيادة الوزن
منوعات
الميكروبات المعوية تلعب دورا هاما في زيادة الوزن
27 كانون الأول 2022 , 06:28 ص

شرحت دراسة جديدة سبب زيادة الوزن بعد عيد الميلاد بينما يبقى بعض الأفراد الآخرين محافظين على نحافتهم، وذلك في الوقت الذي يأكلون فهي نفس كمية الطعام التي يتناولها الذين يكتسبون الوزن.

الميكروبات واستخراج الطاقة من الجسم

فخلال هذه الدراسة الجديدة التي نشرت في مجلة Microbiome العلمية وقادها خبراء قسم التغذية والتمارين الرياضية في جامعة كوبنهاغن، فقد درس الباحثون مقدار الطاقة التي يجنيها الدنماركيون من طعامهم ، وذلك بناء على تحليل برازهم والميكروبات المعوية في أجسادهم، ليجدوا أن ما يقرب من 40 % من المشاركين كان لديهم ميكروبات تستخرج طاقة أكبر من الطعام مقارنة بـ 60 % من المشاركين الآخرين.

البكتيريا المعوية وزيادة الوزن

لذلك، شك الباحثون في أن الكثير من الناس قد يكونون أكثر عرضة بكثير لزيادة الوزن بسبب البكتيريا المعوية التي يمتلكونها، كونها لا تقوم باستخراج الكثير من الطاقة مما يؤدي بطبيعة الحال إلى تراكم بقايا الطعام على هيئة دهون مخزنة في الجسم، في حين أن الآخرين ذوي الأجسام النحيفة فيتميزون عنهم بامتلاكهم بكتيريا معوية فعالة للغاية في استخراج الطاقة من الطعام الذي يتناولونه. 

سبب اكتساب الوزن الزائد

يدعي الباحثون أن هذه الدراسة توفر خطوة كبيرة لفهم سبب اكتساب الملايين من الناس حول العالم للوزن الزائد مقارنة بغيرهم، حتى لو كانوا يأكلون نفس الكمية من الطعام. وقد قال المؤلف الرئيسي للدراسة البروفيسور هنريك روجر: "ربما وجدنا مفتاحا لفهم سبب اكتساب بعض الأشخاص للوزن أكثر من غيرهم ، حتى عندما لا يأكلون أكثر أو بشكل مختلف ، لكن هذا يحتاج إلى مزيد من التحقيق والدراسة بلا شك".

تحليل الميكروبات المعوية

قام الباحثون خلال الدراسة بتحليل ميكروبيوم الأمعاء "الميكروبات المعوية" الموجود في عينات البراز التي تم أخذها من المشاركين فيها، واصفين إياها أنها أشبه بمجتمع قوي يتكون من ما يزيد من التريليون كائن حي، أو يمكن وصفها بأنها مثل المجرة الكاملة الكامنة في أمعائنا، خاصة وأنهم قد رصدوا ما يصل إلى 100 مليار من الميكروبات لكل جرام من البراز.

بالإضافة إلى ذلك، درس الباحثين الطاقة المتبقية في براز 85 من المشاركين الدنماركيين الذين يعانون من زيادة الوزن و تتراوح أعمارهم بين 22 و 66 عام، وذلك بغرض تقدير مدى فعالية ميكروبات الأمعاء في استخلاص الطاقة من الطعام، قبل أن يقوموا برسم خرائط لتكوين ميكروبات الأمعاء لكل مشارك منهم بشكل دقيق.

تفاصيل الدراسة

كما و قاموا بتقسيم المشاركين إلى ثلاث مجموعات بناء على تكوين ميكروبات الأمعاء الخاصة بهم، والتي جاءت على النحو التالي: (النوع B و النوع R و النوع P)، حيث تم ربط النوع B مرارا وتكرارا بنمط حياة غربي منخفض الكربوهيدرات التي يمكن الوصول إليها من قبل ميكروبات (MACs) الموجودة عادة في الفواكه والخضروات ، مقارنةً بنوع P الذي كان مرتبا بنظام غذائي غني بهذه الميكروبات الصحية.

نتائج الدراسة

بجانب ذلك، وجد الباحثين أن ما يسمى بالنوع B الذي كان يهمين عليه بكتيريا Bacteroides ، والذي كان موجودا لدى ما وصلت نسبته إلى 40 % من المشاركين ، كان أكثر فاعلية في استخراج العناصر الغذائية من الطعام من غيرها.

تجدر الإشارة إلى أنهم يعتقدون أنه يمكن أن تؤدي فعالية استخراج العناصر الغذائية لدى الأشخاص الذين يمتلكون ميكروبيوم الأمعاء من النوع B، إلى توفير المزيد من السعرات الحرارية من نفس كمية الطعام، مما قد يؤدي إلى السمنة وزيادة الوزن.

الطاقة والتمثيل الغذائي للبكتيريا

يقول البروفيسور روجر: "إن عملية التمثيل الغذائي للبكتيريا في الغذاء توفر طاقة إضافية على شكل أحماض دهنية قصيرة السلسلة، وهي جزيئات يمكن لأجسامنا استخدامها كوقود لإمداد الطاقة وقت الحاجة اللاحقة. لكن إذا استهلكنا أكثر مما نحرق ، فإن الطاقة الإضافية التي توفرها البكتيريا المعوية قد تزيد من خطر الإصابة بالسمنة بمرور الوقت".

تأثبر مدة رحلة الطعام عبر الجسم على زيادة الوزن

بالإضافة إلى ذلك، درس الباحثون مدة رحلة الطعام من الفم والجهاز الهضمي والمستقيم لكل مشارك ايضا ، وقد كان لديهم جميعهم أنماط غذائية متشابهة. حيث افترضوا أن أولئك الذين كان لديهم رحلة طعام أطول في الجهاز الهضمي سيكونون هم الذين يستخرجون أكبر قدر من الطاقة من طعامهم، لكن الدراسة وجدت عكس ذلك.

فقد كان المشاركين الذين يمتلكون ميكروبيوم الأمعاء من النوع B لديهم رحلة غذائية أكبر عبر الجهاز الهضمي، حيث قال الباحثين :" على الرغم من أن رحلة الطعام البطيئة عبر الجهاز الهضمي ستسمح للجسم باستخراج أكبر قدر من الطاقة من الناحية النظرية، إلا ان كثافة الطاقة التي وجدناها في تحليل البراز أظهرت العكس تماما".

الجدير بالذكر أن هذا التناقض الواضح يتطلب المزيد من الجهود البحثية لفك رموز القوى الدافعة التي تشكل النظام البيئي لميكروبيوم الأمعاء على حد وصف الباحثين، فعلى الرغم من أنها استخدموا عينة صغيرة من المشاركين الدنماركيين، إلا أن أنه يمكن تطبيق النتائج التي توصلوا لها على سكان مختلف أرجاء العالم.

العوامل المؤثرة على زيادة الوزن

بشكل عام ، تشير النتائج إلى أن زيادة الوزن قد لا تكون مرتبطة بمدى صحية نمط تناول الطعام أو مقدار التمارين الرياضية التي يمارسها المرء ، ولكن قد يكون لها علاقة بالميكروبات الموجودة في أمعائنا أيضا.

بالإضافة إلى ذلك، أكدت هذه الدراسة الجديدة نتائج الدراسات السابقة التي أجريت على القوارض، بما في ذلك تلك التي أجراها البروفيسور روجر وتم نشرها عام 2016، والتي اكتسبت خلالها القوارض التي تلقت ميكروبات أمعاء من متبرعين بدينين وزنًا أكبر مقارنة بالقوارض التي تلقت ميكروبات الأمعاء من متبرعين نحيفين ، على الرغم من أنها كانت تتغذى على نفس النظام الغذائي.

المصدر: مجلة Microbiome العلمية