عُقدَة إنتخاب رئيس للجمهورية تكبُر وتزداد إلتصاقاً ببعضها البعض، في ظل الخلافات السياسية العميقةبين الأصدقاء أنفسهم، قبل الأعداء، والوضع الِاقتصاديّ يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، والحياة المعيشية تزداد قساوة، والمستقبل قاتم،
فبين الأنانيات الشخصية والِارتباطات الخارجية يموج الوطن على صفيحٍ من نارٍ إجتماعية، إذا ماانفجرت يوماً ما ستُلقي بالأمن والأمان في لُجَج البراكين المناطقية والطائفية والمذهبية، التي ستستعرُ نارُها، في كل منطقة وشارع، وبين كلِّ حيٍ وآخر.
في لبنان مسؤولون غير مسؤولين؛ حُكَّامٌ قُساةُ القلوب يعيشون بللَّا مبالآة، لأحوال الناس، وجُلُّ ما يهمهم ثرواتهم وعروشهم، وليَمُت باقي الناس لا أسفاً عليهم.
حاكم مصرف لبنان أصبح الحاكم بأمره، بقوة الدعم السياسي الداخلي والخارجي، وأصبحَ أقوى من كل رجال الميليشيات وأمراء الحرب، إذ يُشكل الساسة، ومن بينهم وزير المالية والمدعي العام المالي، درعاً واقياً له من المحاسبة والجزاء.
رؤساء الكُتَل النيابية تعمل لتحقيق مصالحها الشخصية، بالهموم العامة، ولا يهمها إن مات الشعب أم عاش، وإن جاءت الكهرباء أم لا، جُلُّ ما يعنيهم هو حساباتهم المالية في المصارف ومناصبهم الرفيعه في الدولة؛ لذلك فهم عندما يناديهم صوتُ حقٍ ،من أجل التواضع لإنقاذ لبنان، والإبتعاد عن المناكفات السياسية، يديرون له الأذنَ الصمَّاءَ، ولا يُبدون استعداداً للتجاوب، وهم غير مستعدين للتضحية من أجل الوطن والشعب.
جبران باسيل على موقفه السلبي من ترشيح فرنجية، ويستمر على مقولة أنا أو لا أحد، والأسماء التي طرحها في اجتماع تكتُّلِهِ لم تكن جدية،ولم يتم التوافق عليها داخل التيار بالكامل.
القوات بقيادة جعجع ما زالت على موقفها، بترشيح معوَّض غير الجدّي، ووعود لشخصية سياسية بدعمه، إذا ما أعلن ترشيحهِ من بكركي.
لا اتفاقَ مسيحياً مسيحياً حتى الآن على اسمِ مرشحٍ واضح لرئاسة الجمهورية، والوضع يزداد تعقيداً، لجهة رفع الدعم عن حليب الأطفال، وعدم فتح اعتمادات للكهرباء مع خسارة مبلغ مئة ألف دولار يومياً، غرامات تُدفع من أموال الشعب اللبناني، للبواخر التي ترسو على شواطئ لبنان.
حزب الله منفتح على الجميع، وبمناسبة الأعياد زار السيد ابراهيم أمين السيد،ووفدٌ رفيع كافةالمراجع الروحية المسيحية في لبنان،ودعوا من منابرها إلى ضرورةاتفاق الفرقاءالمسيحيين فيما بينهم، ولكن لا حياة لمن تنادي.
الوفد القضائي الألماني في بيروت، ووفود أخرى قادمة، للتحقيق في تبييض أموال قام به حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة، والأمور تسير نحو التدويل.
ملفٌّ يتبع آخر،فهل تضع الدوَل الكبرى يدها على لبنان، وتصبح ثروتنا وذهبنا في خبر كان؟
كل شيء معقول وجائز، في ظل مغارة علي بابا التي تحكمنا..
بيروت



