كتب الاستاذ محمد محسن.
عودنا أردوغان، على المناورة، واللف والدوران، ولكن هذه المرة (مــــكره
أخاك لابطل)
القضايا بين سورية، وتركيا، معقدة وشائكة، ولكن ضغط المصلحة الوطنية
لكلا البلدين يدفع للحل
الإنفصاليون الأكراد، والارهابيون، و (المعارضون) العملاء، ينتظرون مصيرهم
المحتوم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليس سهلاً على كل متابعٍ، أن يُكَوِّنَ قناعة جازمة بأن أردوغان جاد في
ما يصرح به، لأنه عودنا على المنــاورة، والانتــقال، من موقع إلى آخر،
حتى أنه انتقل من شعاره ( عداوات صفر) إلى عداوات 100% حيث
لم يتـــرك دولــــة من دول الجوار، إلا واشــتبك معها بصيغة من الصيغ
فكيف سيكون حاله مع سورية؟
إذن ما هي الدوافع التي دفعت أردوغان العدو المبين لسورية، إلى (الإلحاح)
في دعوته للتصالح معها؟
وبنظرة فاحصة يتبين لنا أن الأدوات التي صَنَّعَها أردوغان لتدمير سورية، وقتل
شعبها، باتت تشكل الآن عِبأً يثقل كاهله، لذلك هو جــاد في إيجاد حل لها
قبــل الانتــــخابات القادمة في حزيران، لأن عـــدم حلها سيعرض نظـامه،
وحـزبه، للسقوط المدوي.
وعلينا أيضاً أن نثق أن سورية رغم إلحاحه، لن تتسرع بإبرام أي اتفاق معه،
قبل ترحـــيل قواته من الأراضي السورية، ورفــع الغطاء عن ارهابيي إدلب،
وتسليمه طريق / M 4 / مع جسر الشغور ، وما فوقها، وما تحتها، كمرحلة
أولى، لتتبعها مراحل أخرى.
وهذا ما أكده السيد الرئيس في حديثه، عند استقباله (ليـــرنتيف) المبعوث الخاص
للرئيس الروسي بوتن، حيث قال بالحرف الواحد:
[ النتائج الملموسة التي تريدها سورية من هذه اللقاءآت، إنطلاقاً من الثوابت،
والمبادئ الوطنية، للدولة والشعب، المبنية على انهاء الاحتـلال، ووقف دعم
الارهاب ].
فعند تحقق هذه الشروط، يصبح الحــوار مع أردوغان ممكناً وجدياً، ويصل إلى
نتائجه المرجوه،
وتصبح (المعارضة العميلة) بدون غطاء، بعد التخلي التركي عنها، ولم يبقى
أمامها سوى العودة خانعة، وفق الشروط التي تضعها سورية، أو التشرد على
أرصفة العالم، وهذا شأن كل العملاء،بعد انتهاء مهماتهم لدى مشغليهم، الذين
استثمروهم في حرب الموت ضد وطنهم.
وأكبر مثال على ذلك، طرد المدعو ( سالم المسلط) رئيس الائتلاف، منذ ثلاثة
ايام من ادلـــب وملاحـــــقته، ورمــــــــيه بالأحــــــــذيه، وخروجــــــــه هـــــارباً.
أما الحـركة الإرهابية، فستكون حينها محــاصرة ضـمن شريط ضيق، على الحدود
السورية التركية، ولم يبقى أمامها إلا خيار واحد، إما سحقها، مع قائدها الإر هابي
(الجولاني القاتل)، من قبل الجيش العربي السوري، أوتسلـيمها محـــافظة ادلــب
وجوارها، بدون قتال، وإعمال القانون في رقابهم.
تبقى الحركة الكردية الانفصالية، التي تستقوى بالعدو الأمريكي، والتي وقفت إلى
جانبه وساهمت معه في القتل ، والتدمير الممنهج، والتجويع للشعب العربي في
سورية. فلتركيا مصلحة في انهاء هذه الحركة، لأنها تشكل خطراً على أمنها القومي
كما تشكل خطراً على سورية.
وبالرغم من المحاولات اليائسة، الترقيعية التي تقوم بها أمريكا الآن، وذلك بالعمل
على اشراك بعض العناصر العربية، مع بعض العسكريين السوريين المنشقين، إلى
جانب (قسد) و (مسد) في حكم المنطقة.
فإن هذه التركيبات الجديدة، التي تقوم بها أمريكا، لاتضيف للواقع جديداً، فالكل
بالمقاييس الوطنية عميل، والعميل يجب مطاردته أينما كان. كما هو عليه العدو
الأمريكي.
ونحن سنحاول حسن الظن، آملين عودة الانفصاليين الأكراد إلى رشدهم، بعد
تصفية الارهاب المتوحش في إدلب، وبعد أن يأخذوا الدروس، من التخلي الأمريكي،
عن كل عملائه بعد انتهاء أدوارهم، كما حدث لهم معه في عفربن، أو كما حدث مع
البرزاني، أو عملاء أمريكا في افغانستان، حيث رموهم من الطائرات، فيعودون إلى
الوطن ، نادمين على ما فعلوا!!
أو لابد من تصفيتهم عسكرياً من قبل الجيش العربي السوري، وبرضاً وعوناً تركياً من الشمال.