عندما كانت المنظمات الإرهابية من أمثال وأشكال داعش وأخواتها، التي هي من صناعة ورعاية أمريكية، تضرب كنائس المسيحيين الأقباط في مصر، في الأعوام القليلة الماضية، كانت مواقفُ تصدر مُباشرةً في لبنان مُستنكِرةً وشاجبةً لهذه الاعتداءات المُشينةِ والإجرامية، من قِبَلِ علماء ومرجعيات المسلمين من السنة والشيعة، وكذلك من الأحزاب الإسلامية والوطنية.
ما حصل في الأسبوع الماضي من حرقٍ للمصحف الشريف، بأيدي مواطنٍ سويديٍّ مُجرِمٍ وحاقد؛ وللأسف فإن هذه الأنظمةَ الأوروبيةَ بدل أن تستنكرَ وتشجُب، وتحاسبَ من يقوم بهذه الأعمال الشنيعة، نراها تحمي المجرم، ولا تُراعي مشاعرَ مليارٍ ونصفِ المِليار من المسلمين، الذين يُشكل القرآن الكريم لهم أهمّ مقدس.
فلو اتحدت هذه الأنظمة الإسلامية، بمقاطعة منتوجات أي دولة لا تُحاسب مواطنيها الذين يقومون بهكذا أعمال مسيئة، لأفلست شركاتها المنتجة والمصدرة لأسواق المسلمين.
لقدصدرت تصريحات مُستنكرة وشاجبة، من قبل المرجعيات الإسلامية والعلماء المسلمين والأحزاب الإسلامية الوطنية، وبعض الرئاسات، ويُقدَّر ُموقف الرابطة المارونية المستنكرة لهذا العمل المسيء لمشاعر المسلمين.
لكن، كان لافتاً عدم استنكار ذلك من قبل البطريرك الراعي، والمطران عودة، في قداس الأحد، مع أن هذه المنابر تحولت في هذه الأيام، إلى منابرَ سياسيةٍ بامتياز.
ولو قامت مرجعية من مراجع المسلمين بإصدار فتوى إقامة الحد على من يقوم بهذا العمل، لهاجت دول الغرب خاصة، والإعلامُ المُتكسّبُ المنافقُ في العالم، استنكاراً لهذه الفتوى مُتناسياً العمل الشنيع المسبب لهذه الفتوى، بل و يعتبرون هذا التّعدّي على مقدّسات المُسلِمين حريةَتعبير، لأنهم لايقيمون وزناً للمقدسات، ولا توجد لديهم قيمٌ لِاحترامِ الإنسان والإنسانية.
أمام هذا الواقع، لا بُدّ أن يتّحد المسلمون بموقف حازم، تجاه من يُسيء إلى مُقدّساتهم ورموزهم الدينية، وإلّا فستبقى مقدساتهم سائبة، أمام عالم أفسدته الصهيونية، وأفقدته، قيمه الإنسانية، حتّى بات عالماً مُستكبراً ومتوحشاً، مدعوماً من إعلامٍ صهيونيٍّ ومتكسّب على شاكلته.
24/ 1/ 2023



