عالم عربي غائب عن الوعي...
سلطة فلسطينية فاسدة إلى درجة الخيانة الوطنية...
شعب فلسطيني متروك تحت قيد الاحتلال، لا يصل إلى الحرية إلا عبر سكين وحجر، وشهادة روح تحتاج فقط إلى قيادة...
أجيال لا ترى مخرجا من وضع العبودية هذا، إلا في الموت حتى دون قبض الثمن...
يسأل المرء نفسه كيف يصلي المسلمون في المساجد والاقصى في الأسر؟
كيف يتعبد المسيحيون العرب في الكنائس والأديرة وكنيسة المهد تبكي دما بدل الدموع...
يجيب أحدهم على الدعوة لمقاطعة شركة پوما الرياضية أن العالم كله صهيوني... لذلك استسلم هو ويطلب من الجميع الاستسلام لهذا القدر...
بينما يرى كاهن أن تعاليم السيد المسيح لا تتوافق مع دعوات المقاطعة... باسم الاخوة الإنسانية...
يريد مني قبول القيد كما قبل السيد المسيح الصليب...
يدعي الكهنوت ولا يعرف أن الصليب لم يكن أكثر من رمز للمقاومة عبر التاريخ...
يرد آخر أن مصيبة لبنان تفوق مصيبة الاحتلال ولا يرى أن وراء المصيبتين نفس الفاعل، نفس اليد الإمبريالية القذرة...
انتفض بوتين بعد أن باع يلتسين روسيا للأميركيين لقاء ماكدونالدز وكوكا كولا...
احتاج بوتين لعقد من الزمن أو عقدين حتى فهم أن روسيا في أعين الامبريالية لا تختلف عن أي بلد آخر غني الثروات؛ مثله مثل الكونغو "الديمقراطية" التي تختزن أراضيها ومياهها من الثروات ما يفوق ثروات فرنسا، لكن شعبها بالكاد يحصل على قوت يومه...
قد يقول أحدهم أن روسيا دولة نووية وتستطيع الانتفاض...
بينما لا يملك العرب أية قوة في وجه أميركا...
عندما انهار الاتحاد السوفياتي أسرع أغنياء العرب بالذهاب إلى الجمهوريات الإسلامية لاصطياد جميلات تلك البلاد، ربما من أجل تحسين النسل عبر خلطة جديدة؛ بينما ذهب الإيرانيون يفتشون عن العلماء والمخترعين...
بدد العرب المال على الملذات، في الوقت الذي دفعت إيران أعلى الرواتب من أجل المعرفة العلمية والتكنولوجيا...
هكذا صارت إيران تتحدى اميركا في العراق وتقصف قاعدة عين الأسد، وتوقف السفن الغربية من أجل التفتيش، بينما لا يجرؤ العرب حتى على قول "يا محلى الكحل بعينك" لأميركا...
استشهد الإيرانيون في سوريا من أجل عظمة إيران، بينما يموت الاعراب من الانغماس في المتعة ومن التخمة في الأكل...
يرسل الإيرانيون المال والسلاح إلى لبنان وغزة، بينما يشارك العرب في حصار لبنان وسوريا وفلسطين...
تقاتل أوكرانيا ضد روسيا النووية، ولو عن غير حق، بينما لا يجرؤ عربي على ارسال ولو مسدس إلى فلسطين...
ترتفع صيحات التنديد بالهمجية الصهيونية، لكن أحداً لا يفعل شيئا لفقء عين المحتل...
حتى غزة، تنظر وتحسب الربح والخسارة قبل أن تلجم الاحرار عن فعل أي شئ من أجل وضع حد لهذا الظلم المتمادي في فلسطين...
حتى متى يمكن السكوت؟
يبدو أن أعين العرب لا ترى إلا التذلل كما القطط أمام السيد الأميركي القذر...
لكن ماذا عن غزة؟
حتى يومنا هذا لا يبدو أن غزة تريد فعلا تنفيذ وعيدها...
تسرق اسرائيل الغاز والبترول من بحر فلسطين بعد أن سرقت كل شيء في فلسطين، فتطلب فصائل غزة من المطبعين العرب "عقلنة" حكومة نتنياهو!!!
إلى هذا المستوى، وصل الشعور الوطني والشعور القومي... "عقلنة" حكومة نتنياهو...
والله "ما غزي قوم في عقر دارهم إلا ذُلّوا"...
يموت الفلسطيني، بينما يتبادل العربان الانخاب مع الأميركيين والإسرائيليين...
يموت الفلسطيني، بينما فلسطيني آخر يتاجر مع الصهيوني في الضفة...
يموت الفلسطيني، بينما يصدأ صاروخ في غزة يستطيع إحراق حقول الغاز المسروق، ولا يفعل...
يموت الفلسطيني، بينما لا تزال الفصائل تراكم السلاح من أجل الوصول إلى توازن لن تصل أليه أبدا...
"قاوموا، ولو بإحراق عود ثقاب" طلب عبدالناصر من فصائل منظمة التحرير...
كان معهم أكثر من عود ثقاب أيام.اجتياح ال ٨٢ ولم يفعلوا...
اجتاح الصهاينة لبنان، وكانت منظمة التحرير على معرفة بهذا ... انسحب رجال منظمة التحرير شمالا، ثم شمالاً، ثم شمالاً حتى ركبوا السفن التي ابعدتهم عن فلسطين وهم يرفعون علامات نصر لم يفعلوا اللازم لتحقيقه...
عندما طلب منهم الحكيم جورج حبش تحويل بيروت الى ستالينغراد العرب ضد الاجتياح، قال له أبو عمار أن هذه ليست بلدنا وبيروت ليست عاصمتنا...
عاد الحكيم حبش وقال، "إذاََ، فلنحول المخيمات الى ستالينغراد فلسطين"...
لكن لا حياة لمن تنادي...
في الصيف، تعد الفصائل أنهت سوف تحارب في الشتاء تجنبا للقيظ...
وفي الشتاء تعود وتعد بالحرب في الصيف تجنباً للبرد...
لم يعد المرء يعرف متى تريد هذه الفصائل القتال من أجل البقاء...
حتى الحيوانات حين تُحشر، تقاتل لتبقى...
والله "ما غزي قوم في عقر دارهم إلا ذلوا"...
"إن الجهاد باب من أبواب الجنة"...
توكلوا على الله قبل أن تحملكم السفن مرة أخرى في أربع جهات الكرة الأرضية...
"لا تبكوا كالنساء" وطنا، "لم تحافظوا عليه كالرجال"....
حليم خاتون