كَتَبَ د. إسماعيل النجار:
يقول المَثَل العربي : "جِدِّي كان يْجَبِّرْ المكسورة".
(صحيح)، بس كمان كان دوماً يحذرهم إنهن لازم ينتبهوا لمشيتهُن، حتى ما يوقعوا وتنكسر أي عظمة فيهن، وما في شي انقال كَذِب، والتاريخ شِهِد كتير، ورح يشهد أكتَر قادم الأيام،
بِبَلَد متل لبنان؛ المعروف إنه كان عند إخوتنا وأهلنا الموارنة هَوَس بالحكم والسلطة، وكانوا بعدهن بأول الرقص حَنْجَلِي، متل ما بقولوا جدودنا، وهيدي الحنجلي كانت بأربعينيات القرن الماضي، تقاتلواببعضهن، وتناتفوا عالسُلطَة، واستمرِّت هالحالة لسِنة ١٩٧٥، هونيك وقعوا، واتكسرت إيديهن وإجرَيهُن، بالحرب الأهلية يَلِّي هُنِّي شعَّلوا نارها بإيديهن، وما تعلموا إنهن ينتبهوا ع سياساتهن وتحالفاتهن، وياخدوا بعين الِاعتبار شركائهن بهالبلَد؟ عالقليلة حتى ما يوقعوا متل ما وصَاهن جدِّي.
اليوم بعد مجرىَ كل هالأحداث إللي مَرَقِت علبنان وصارت خلال أول تلاتين سنة، وإنتقالُه من عصر المارونية السياسية إلى عصر المحاصصات الحريرية، وثُمَ بلوغه عصر المقاومة، بِقي بلبنان في فريق مسيحي قديم جديد بعدو لهللأ مُصِرّْ على السير بسياسات الماضي، إللي أوصلتنا للحرب الأهلية، رغم تغيير موازين القِوَىَ بالبَلَد، وعم يجرِّب هيدا الفريق يمارس هالمَرَّة هِوايات خِطرة، متل اللعب على الحبال يَلِّلي بتوَدِّي، بيوم من الأيام إنهن يوقعوا من جديد ويرجعوا يتكسروا! أوتجريب المجرّب.
بس يا جماعة فهموا: هالمرَّة، بيصير الكسر أكبر وأصعب، ومن الصعب يتجَبَّر، لإن مش كُل مَرَّة بتسلم الجَرَّة؟، وبالرغم من كل النصايح إلِّلي توجّهت لهودي الناس، من كتير ناس منهُن وفيهن قبل غيرهُن، بالمجتمع الكَنَسي طالبوهن إنهُن يهدّوا راس حصانهم نِتفي، ويهَدُّوا اللعب شوي، وبالذات مع حزب الله وفريقه، ويتعقّلوا، حفاظاً على ما تبقَّىَ من عظاام سليمة بالجسم اللبناني المسيحي؟ إلَّا إنو هالفروخَة وهالجلابيط لبمثلوهن بلبنان، وكلهن بيشبهوا الصاروخ خالد الضاهر، عم يتصرفوا متل المجانين، مش متل السياسيين العاقلين.
بضلوا راكبين روسهُن وطايرين وبهدِّدوا وبيتهموا وبعلُّوا الدّوز زيادة عن اللازم،
وكمان مصدقين، إنه الغرب يَلِّلي داعمهن (والبو.. خاري) يَلِّلي عم ينفخهن، إنهُن فعلاً مستعدين يدافعوا عن وجودهن وبقائهن ببلاد الأرز،
الغريب بالأمر، إنه ولا حدا منهن هودي الجلابيط الجهابذة بلبنان، إللي عم ينطنطوا على حبال أمريكا والسعودية وإسرائيل، عم يِقْرا شوي شو عم يصير بأوكرانيا بين موسكو وكييڤ، وكيف إنه الغرب كله ومعه أمريكا، عم يحاربوا بوتين حتى آخر قطرة دم موجوده بجسم كل واحد غبي عم يضحي بعمره كرمالهُن، وكرمال سياساتهن بهيديك البلاد،
بالوقت إللي هِنِّي مش مستعدين يضحوا بكلب فرنساوي أو دوبرمان إنكليزي أو أمركاني، أو ب بيرجيه ألماني، ويقتل بهيدي الحرب، بس يموتوا الأوكران أمر مش مهم! وكمان إنتوا يا جماعه بغلاوة الأوكران عالأمريكان، حتى لا نقول: إنتو مش بغلاوة الأوكران؛
الغريب كمان إنه يكونوا عم يفكروا كبار الأحزاب المسيحية بعقول ولاد صغار، والأغرَب إنه مخاطرتهن اليوم بالِابتعاد عن بعض،وعدم التقارب فيما بينهُن وعدم تفاهمهن،أو تنظيم خلافاتهن رح يوصلهن ليكونوا فريسة سهلة للغير، وإعطائه فرصة ذهبية لتحجيمهن أكثر وأكثر، ورغم ذلك بعدهن مستمرين بالتناحر فيما بينهن، وبالِاستقواء بالخارج عبعضهن البعض، وعلى باقي شركائهن بالوطن، الأمر يَلِّلي عم ينتزع من أيديهن فرصة الحفاظ على حجمهن السياسي ووجودهن بهالبلد،.
ويا ريت حدا يخبرنا، لأن نحنا كمراقبين، مابنعرف شو هيي خطة عمل جبران باسيل للمستقبل المسيحي؟ وشو هيي خياراته؟ بالوقت إلّلي خصمه الأول سمير جعجع، وبيت الجميِّل قرروا يكونوا بقافلة المرتزقة والمأجورين ؟
والّلي نهايتهن السياسية معروفة، وهنّي راسمينها بإيديهن،
الشيعة والسُنَّة عم يتناحروا بالشرق كله، بس ما تنسوا إنهن منظمين خلافاتهن، وفي موازين قِوَىَ بتفرض عليهن يلتقوا ويتفاهموا، وكل حدا منهن بلبنان إلو أم حقيقية بتبكي عليه، مش متلكن؟؟ عنجد إنتو المسيحيين مشروع تهجير قديم جديد عند أمريكا وأوروبا، مش مشروع تعايش وعيش مشترك وإبقاء إلكُن بهالبلد أو مشروع نمو وإزدهار لأن هني يعني الأمريكان مشروعهن الحقيقي بيبدأ بتهجيركن وإفراغ لبنان منكن ليبقى البلد مقسوم بين السنة والشيعة ظناً منهن إنه بيكبر الخلاف بيناتهن وبيزداد التناحر بالبلد وبيمتد للعالم العربي ليرتاحوا اليهود،
يا جماعه نحنا منحبكن ومنتمنى إلكن الخير، لأن نحنا بدنا ياكن تبقوا بلبنان معنا ونعيش سوا لذلك مننصحكن فكروا بِاستراتيجية تحمي لبنان بغير سلاح "النادور" تبع سامي الجمَيِّل والِستقواء بالخارج، وتموضعوا بين أبناء وطنكن من دون عنصرية وطائفية َتعاملوا مع ناسكن ببلادكن هيدي وتركوا الخارج واللهِ بترتاحوا وبترَيّْحوا وما بعود في حبال تلعبوا عليها لتوقعكن وتكسرلكن عظامكن لأن عمركن بهالبلد ما بقى يسمح بالولدَني،
كْبَروا شوَي ولووو؟
بيروت في...