كتب الأستاذ حليم خاتون:
عندما يتكلم كبير أتى لاجئا بعمر العشر سنوات من فلسطين على قارب تركه مقابل بلدة الغازية في جنوب لبنان، يسمع الإنسان العربي من الدكتور طلال أبو غزالة تجربة طفل معجزة من فلسطين قطع مسافة ٨٥ سنة في بحر الحياة والعلم والنضال، وخرج بنصيحة تختصر سر بعث الروح في الأمم:
بناء مدرسة هو السبيل للنهوض بالأمة...
مقابل طفل المعجزة الدكتور طلال أبو غزالة، ظهر الكثير من اطفال المسخرة...
لم يأت هؤلاء بتقنية اطفال الانابيب حصرا كما ابن ابيه...
اطفال المسخرة يمكن أيضاً أن يولدوا بشكل طبيعي...
ليس سامي الجميل أو مي شدياق أو شارل جبور ألا نسخاً عن استنساخ طبيعي لجينات تنتمي إلى عصر ما قبل الإنسان الذي يمشي على قدمين...
جينات وصلت إلينا وإلى العصر الحالي كما خلقها الرب في ستة أيام قبل أن يرتاح في اليوم السابع، كما تقول الاساطير الدينية...
إذا ثبت يوما صحة نظرية داروين في التطور الطبيعي للاجناس، يتوجب إضافة أن بعض الجينات المتخلفة التي تنتمي إلى عصر القرد / الإنسان يمكن أن تنتقل كما هي، دون أي تتطور، عبر التوالد الطبيعي...
عصارة عقل سامي الجميل أو مي شدياق هو أحد أهم مواد دراسة هذه الإضافة إلى نظرية داروين...
صحيح ان هذه الإضافة لا تزال في طور النظرية... لكن أمثال كثيرة من مثل سامي الجميل أو مي شدياق يمكن أن تشكل عنصر دراسة في المختبر لإثبات أن التطور الطبيعي في نظرية داروين لا يمنع تسرب التخلف منذ زمن القرد / الإنسان وصولا إلى يومنا هذا في القرن الواحد والعشرين...
خرج منذ يومين سامي الجميل بنظرية تواجه نظرية طلال أبو غزالة، وتطلب العكس تماما:
هدم مدارس المهدي التي تخرج أبطالاً لا يستطيع لا سامي الجميل، ولا مي شدياق استلطافهم...
صرخ ابن الجميل بغضب ضد مدارس المهدي...
صرخ سامي ورددت شدياق صدى الصوت المتخلف المنطلق من استوديو مارسيل غانم في ال MTV...
إنها ثقافة الموت بالنسبة لسامي الجميل أمام ثقافة الذل والخنوع والعيش عيشة البهائم التي تأكل الشعير لتخدم سيدها كما يفعل سامي ومي شدياق عبر الدعوة لقيام "سلام" مع مغتصب كنيسة القيامة والمسجد الأقصى...
هذا ليس غريبا في النهاية عن ابن البيت الذي استضاف بيغن وشارون قبيل اجتياح لبنان سنة ٨٢...
اجتياح وصل إلى قصر بعبدا حيث جلس جندي اسرائيلياني، كما يحب "شاعر" كراهية الفلسطيني سعيد عقل أن يتحدث...
خرجت صورة ذلك الجندي على مانشيت الصحف العالمية وقد مد رجله مع البوط العسكري على طاولة مكتب رئاسة الجمهورية اللبنانية... ...
بوط عسكري اسرائيلي إلى جانب العلم الذي يحمل ارزة خضراء تحميها دماء الشهداء الحمراء من أولئك الذين سقطوا لتحرير الأرض وصيانة العرض يا ابن أبيك...
إخوان هؤلاء هم من بنى مدارس المهدي التي سوف تخرج لنا الف طلال وطلال يا ابن أبيك...
مت بغيظك...
واسعى سعيك...
فوالله ما انت بالغ كعب حذاء طفل شهيد لمشروع شهيد جديد من أجل هذه الأرض...
اقرأ، وانت الجاهل تاريخ هؤلاء مذ أتوا إلى هذه الجبال قبل أن تأتي انت واسلافك...
اسأل عنا المماليك...
اسأل بني عثمان...
مئتي سنة ظلت مدينة صور مدمرة واهلها في الجبال معتصمين بحبل الله الذي لا تعرف...
اسأل الاسكندر المقدوني الذي لم يستطع إخضاع جبل عامل حيث اعتصم أهل صور بعد تدمير المدينة على رؤوس من قاوم وقاوم إلى أن انتهى الغزاة وبقيت صور منارة الشهادة يا ابن أبيك...
هنا في المانيا، على أرض مدخل مكتبة الحي الذي اسكن، فرشت سجادة كتب عليها:
حذار، العلم عدو الغباء...
العلم والمعرفة عدو الغباء يا ابن أبيك...
مدارس المهدي عدو الغباء يا صديق التكفيريين...
ألم يقل شارل جبور جملته الغبية:
داعش ضد حزب الله، إذا نحن مع داعش...
إنها ثقافة التكفير يا ابن أبيك...
"الحق مش عليك، الحق على الذين لا يقومون ببناء دولة علمانية قوية عادلة تضع امثالك ومي شدياق وشارل جبور حيث يجب...
في السجون"...
حليم خاتون



