منوعات
16 آذار 2023 , 15:46 م

ما ان تم الاعلان عن الاتفاق الايراني السعودي حتى ضج العالم بالقراءات والتحليلات , وانقسم المحللون , البعض مرحبا بتفاؤل والبعض الاخر مرحبا بتحفظ , والبعض الاخير محذرا بتشاؤم , الامر الذي اعطى الاتفاق ابعادا اكبر وبكثير مما يستحق , فلا تذهبوا بالامر اكثر مما يستحق.

ان الاتفاق على اعادة العلاقات الدبلوماسية لا يعني التوافق السياسي والتحالف فلكل طرف خياراته السياسية , وهذه الخيارات في مجملها تتضارب وتتعارض , فخيارات ايران تنطلق من المصلحة الوطنية الايرانية والدور الاقليمي الذي يرى في محور المقاومة الوسيلة لتحقيق الاهداف الوطنية لدول هذا المحور , اما الخيارات السعودية فلا تتجاوز الدور الاقليمي الخادم للاهداف الامريكية في المنطقة لا اكثر ولا اقل حتى ولو تعارضت هذه الاهداف مع المصلحة القومية والوطنية , وهذا يتضح في التصريحات السعودية التى اعقبت الاتفاق الايراني السعودي , والتى تتحدث عن الرغبة السعودية في التطبيع مع الكيان العدو وفق ما يسمى بالمبادرة العربية للاستسلام .

اما اتفاق اعادة العلاقات الديبلوماسية فلا يتجاوز فتح قنوات للتواصل بهدف تخفيف الاحتقان كلما اشتدت ازمة الخلاف السياسي , فدعونا لا نستبق الزمن والاحداث ولنتذكر دائما ان التحليل السياسي يجب ان يقوم على المعطيات وبعيدا عن العواطف والامنيات , شخصيا اعتقد ان الهدف السعودي من وراء هذا الاتفاق لا يتجاوز اعادة احياء الدور الاقليمي السعودي في الخليج بعد ان غيب هذا الدور في بداية احدات ما سمي بالربيع العربي بداية لصالح ابراز الدور القطري ولاحقا الدور الاماراتي . بالطبع ابراز الدور القطري ولاحقا الاماراتي كان بقرار امريكي وعلى حساب الدور السعودي , وكان السعودية اليوم باتفاقها مع ايران تريد توجيه رسالة للامريكي , تقول بانها الدولة الاكبر في الخليج وانها الاحق بالدور الاقليمي , واي دور اخر يجب ان يكون في اطار الدور الاقليمي السعودي وان لا يتجاوز هذا الدور الاقليمي 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري