كتب الأستاذ حليم خاتون:
أمس قرر الرئيس بوتين الرد على نشر اميركا أسلحة نووية تكتيكية في كل من المانيا وهولندا وتزويد أوكرانيا ذخائر مشبعة باليورانيوم المخصب، بأن وقع اتفاقا مع رئيس بيلاروسيا لوكاشينكو عن البدء بنشر أسلحة مشابهة في جمهورية روسيا البيضاء التي تملك حدوداً طويلة مع دول من حلف الأطلسي...
في العالم، تتأزم الأمور وينتقل الكوكب إلى مستوى أعلى من المواجهة قد يقربنا من يوم القيامة...
الحرب العالمية الأولى كما الحرب العالمية الثانية بدأتا في أوروبا...
نشر أسلحة نووية في أوروبا له نتيجة واحدة مباشرة، قرب انفجار الحرب العالمية الثالثة التي بدأت فعلا مع كل ما يمكن أن يعنيه هذا من مآسي إنسانية...
في العالم الخارجي، الكل يعيش تلك الساعات الصعبة، والكل يخشى ويتمنى أن يعيد أحد ما بعض العقل إلى رؤوس حامية قد تعيد كل سكان الكوكب إلى العصر ما قبل الحجري...
هذا في الخارج...
ماذا عن لبنان؟
فجأة، التفت الرئيس ميقاتي ورأى أنه يستطيع التخفيف عن بعض معاناة الصائمين عبر قرار الإبقاء على التوقيت الشتوي...
الرئيس ميقاتي أكثر العارفين بأن هذا القرار لا يتخذ اعتباطيا لارتباط لبنان بهيئة دولية للتوقيت NTP، وإن أي تغيير تقرره الدول يجب أن يجري خلال فترة معقولة ووفق إجراءات محددة...
لذلك سواء قرر ميقاتي، ومن وراء ميقاتي تأجيل الأمر أم لم يقرروا، فإن عقارب الساعة سوف تتحول الكترونيا على كل الهواتف والكمبيوتر وكل ما له علاقة بالذكاء الصناعي ساعة إلى الأمام...
طالما أن ميقاتي يعرف ذلك، وكذلك الذين يحكمون البلد من خلف واجهة السلطة؛ لماذا قام الرجل بهذه الخطوة؟
لا يمكن التصديق أن ميقاتي ارتكب هذه الزلة عن غير قصد...
لو كان هم ميقاتي التخفيف فعلا عن معاناة الصائمين، لكان اتخذ قرارات بسيطة بتعديل ساعات العمل لمدة شهر رمضان...
لو كان الرئيس ميقاتي صاحب ذلك القلب الكبير، لكان فعل شيئا ذا جدوى لأهل مدينته المنكوبة بالفقر...
الرئيس ميقاتي تقصد في واقع الأمر السير بالبلد خطوة أخرى تجاه الإرباك العام لأن هناك حقائق يجب أن تظل مخفية...
هو لا يستطيع النجاح في عملية الاخفاء سوى عبر دفع جماعة العنصرية والبغض الطائفي إلى رد شعبوي طائفي على قرار شعبوي طائفي لا معنى له في الميزان الاقتصادي العام...
الطبقة الحاكمة بحاجة دوما لدفع الأمور الطائفية إلى الأمام لأن هذا هو الحل الامثل لتجنيد ذوي العقول الغبية من غنم الطوائف إلى السياسة الجاهلية العامة...
كما أشار زياد الرحباني بسخرية عبر المقارنة بين جماعة النرجيلة في لبنان، ومصانع "فيات" في تورينو في ايطاليا... فإن قرار تغيير التوقيت من الأساس هو قرار بايخ لا معنى له، لا اقتصاديا ولا اجتماعيا...
نحن دولة متخلفة، ولا معنى لهكذا خطوة لا بزيادة الإنتاج، ولا بتوفير في قطاع الكهرباء التي لا وجود لها أصلا...
في الجهة المقابلة قفز مجموعة جوقة الفيدرالية والتقسيم الخفي من قوى مدنية وأخرى دينية إلى الواجهة وكأن ما جرى هو اصعب بكثير من سرقة وتهريب أموال الشعب اللبناني...
بدءاً من البطرك والسادة المطارنة، وليس انتهاء بإيلي محفوظ، العبقري الذي يملك خطة ارسال السيد حسن إلى بيته في الضيعة... مرورا بجعجع وباسيل والمفطوم حديثاً، سامي الجميل...
كل هؤلاء استفاقوا فجأة على فعل أكثر ما يمكن القول فيه هو أنه قرار غبي صدر عن رجال ليسوا اغبياء على الإطلاق...
ليت سمير جعجع وجبران باسيل أعلنا الذهاب الى الاعتصام المدني حتى استعادة الأموال المنهوبة أو تحرير القضاء أو القيام بتحقيق جنائي فعلاً ينتهي بقيام دولة القانون في بلد أصبح فيه القانون مجرد ممسحة لرجال السلطة جميعاً، موالاة ومعارضة...
حجة هؤلاء أن ميقاتي المسلم السني يغتصب سلطة رئاسة الجمهورية المسيحية المارونية!!!
بماذا استفاد وكيف يستفيد فقراء المسلمين أو فقراء المسيحيين من "لت الحكي هيدا"؟
كل هؤلاء كذابون من درجة بروفيسور في علم البروباغندا، سواء الموجودون في السلطة ام الموجودون في قصورهم العاجية في معارضة أقل ما يقال فيها هي "قوم تأسرق أنا، إجا دوري"...
يقودنا هذا إلى السؤال الذي يجب على كل لبناني أن يطرحه على نفسه قبل الجوع وبعد الجوع... قبل المصيبة وبعد المصيبة... فجرا وصبحا وظهرا ومغربا وعشية وفي منتصف الليل، وبعد منتصف الليل:
من يحكم هذا البلد؟
من هو الحاكم الفعلي لهذا البلد، بغض النظر عن اسم رئيس الجمهورية أو الحكومة أو البرلمان أو الوزراء أو النواب أو حتى القضاة والجنرالات...؟
هل سمعتم بالماسونية...؟
كلمة ماسون هي المرادف اللاتيني لكلمة بنّاء...
وجدت الحركة الماسونية أو حركة البنائين الأحرار منذ عصور الامبراطوريات، وكسبت سلطات واسعة مع الثورة الصناعية التي قسمت المجتمع إلى قسمين:
طبقة عليا تسود، وطبقات ترعى كالغنم لتعطي الحليب واللبن...
تطورت هذه الماسونية من أخوة داخل طبقة الأسياد، إلى منافسة داخل هذه الطبقة...
قد تقع حروب بين هؤلاء يذهب ضحيتها غنم المراعي من الشعوب الغبية...
الصراع على رئاسة الجمهورية مثلاً بين اثنين من الماسونيين ليس ممنوعا، لكن ضمن قوانين تحفظ السلطة السيادية دائما في الطبقة العليا من هذا المجتمع...
معظم رجال السياسة في العالم الأول من الماسونية سواء امتلكوا المال مباشرة أو عبر كفيل...
أما في العالم الثالث... الماسوني يمتلك المال مباشرة وبكميات فوق الطبيعي...
في لبنان، تنتمي كل الطبقة السياسية إلى الماسونية دون وجوب أن تكون على اتفاق فيما بينها...
التنافس بين الماسونيين هو جزء من قانون سيطرة الطبقة العليا...
أهم ما في هذا القانون هو حماية الماسونيين لبعضهم البعض حين يكون الخصم من خارج النظام الماسوني العام...
يمكن القول إن كل الطبقة السياسية في لبنان، هم من هؤلاء الماسونيين الذين مهما علت مناصبهم في الدولة يجب أن يخضعوا لمن هو أعلى رتبة منهم في النظام الماسوني...
لذلك، يمكن القول إن الماسوني الاعلى رتبة في لبنان قد يكون رياض سلامة مثلاً أو أحد ما خلف رياض سواء من داخل لبنان أو من خارجه...
الأرجح أن كل أصحاب المصارف هم أعضاء في الماسونية...
لمعرفة من هو الماسوني الأكبر في لبنان، يتوجب متابعة من يتبع هذا الماسوني...
هل يتبع إلى النظام الفرنسي أو البريطاني أو الأميركي...
قد يتبع هذا الماسوني اللبناني إلى ماسوني اسرائيلي سواء عرف ذلك أم لم يعرف..
.قد يتم تدمير موقع ماسوني محلي ما إذا اقتضت مصلحة الماسونية العالمية ذلك...
الخلاف الحاصل هذه الأيام في قلب الطبقة السياسية في لبنان قد يكون خلاف بين اتجاهين من الماسونية، وعلى الأرجح ام هذا ما يجري...
هل يمكن أن يتم تدمير الموقع الماسوني اللبناني لصالح الماسونية العالمية...؟
أجل ممكن...
اغتيال رفيق الحريري هو أحد الأمثلة...
اشتداد الحملة على رياض سلامة من قبل جهات غربية قد يكون ترجمة لما يحصل فعلاً...
النواب، الوزراء، القضاة حتى ضباط الجيش... كل هؤلاء في يد الماسونية العالمية...
هذا ما يفسر تحالف هؤلاء ضد الطبقات الدنيا في لبنان في نفس الوقت الذي يدور صراع فيما بينها...
طالما أن في لبنان لا يوجد قوة منظمة خارج منظومة الماسونية تستطيع السير بلبنان باتجاه التغيير الجذري الكامل والانتقال بالمجتمع إلى نظام جديد مختلف، سوف نظل ندور في حلقة مفرغة، ويجري الحديث دوما عن ودائع مقدسة لم تعد موجودة في واقع الأمر...
حسني مبارك وزين العابدين بن علي وموبوتو سيسي سيكو وشاه إيران... كل هؤلاء كانوا من الماسونية تحميهم طالما هم أقوياء...
لكن عندما وقعوا انتهوا إلى مزبلة التاريخ...
الماسونية لا ترحم حتى اتباعها إذا ما فقدوا السلطة...
نحن الآن تحت حكم أعضاء من الماسونية إلى حين حسم الصراع لصالح طرف فيها وفقا لمنطق غالب قد يكون حتى مع تنوع طائفي لكن يتبع للجناح المنتصر من خارج لبنان...
حليم خاتون