كَتَبَ د. إسماعيل النجار:
مقالات
كَتَبَ د. إسماعيل النجار: "وضوء محمد بن سلمان في الصين،لا يُجيز له الصلاة في صنعاء".
د. إسماعيل النجار
29 آذار 2023 , 23:24 م

كَتَبَ د.إسماعيل النجار: 

شروق الشمس يَمحوظلام الليل، ولكنه لا يمحو منطق أنّهُ قبل الشروق كانَ هناك بالأمس ليلٌ ، ومضَىَ لِيحلَّ مكانه فجرٌ جديد، وتوبَةُ المجرمِ لا تُحيي الّذين قتلهم خلال تسع سنوات في اليَمَن، ولا تُمحَا بتوبتهِ ذنوبُ مَنْ قتلَهم في العراق وسورية ولبنان وبورما ونيجيريا، وداخل المملكة وفي الكثير من أرجاء المعمورة، إلَّا بدفع ثمن دمائهم التي حَرَّمَ الله إراقتَها من دون وجه حق.

هناك عندَ الله لن يمُرَّ أيُّ شيءٍ مرورَ الكِرام، ولا بُد أن هناك يوماً لِلِاحتكام عند صاحب الجلال والإكرام، فمنذ اللحظات الأولى للعبور فوق الصِّراطِ المستقيم يبدأ الملوك والقَتَلةوالسفَّاحون يهوون إلى أسفلِ جهنمَ وبئس المصير.

تسعُ سنينَ من القتل والتدمير والحصار والتنكيل في الشعب اليمني، لن تمحوَها عِدَّةُ لقاءَاتٍ أو مجَرَّدُ وساطات أو توقيعِ إتفاقيات.

في المسألةِ اليمنيةِ الوضعُ مختلفٌ تماماً، لأن عشراتِ آلافِ الضحايا، وعشراتِ آلافِ الجرحى والمعاقين، وعشراتِ آلافِ الأرامل، ومئاتِ آلافِ الأيتام، ودماراً تكلفةُ إعادةِ إعمارِهِ تتجاوزُ المئَتَي مليار دولار، وحصاراً وتجويعَ ثلاثين مليوناً،لمدة تسع سنوات، ليسَ من السهل على ابِن سلمانَ تجاوزُ دمائهم، واعتبارُهم قَضَوافي زلزالٍ طبيعيٍّ،وأنَّ ما حصل كانَ قضاءً وقَدَرا!

هنا في اليمن جريمةٌ كبيرةٌ ارتُكِبَت بحق البشرية يندىَ لها جبينُ الإنسانية جمعاء، اشترَكَ فيها أكثرُ من سبعَ عشرةَدولةً على رأسها وليُّ العهدِ السعوديِّ ووالدُه.

إذاً لا إسلامُ خالدِ بنِ الوليدِ يمحو عنه عارَهُ في محاربة الرسولِ صلى الله عليه وسلّمَ في معركةِ أُحُد، ولا إزالةُ هذا الجبل،كمايُخَطِّطُ لهُ ابنُ سلمان، سيطفئ ويُمحو ذِكر َ تلكَ المعركة،

ولا إسلامُ أبي سفيان وزوجتِهِ يمسح دَمَ الحمزةِ عن كَفَّيْ هِند، أو ينسينا ما فعلوه برسولِ اللهِ وآلِ بيتِه من بعده.

ولي العهد السعودي يشبه الشيطان الروسي غريغوري راسبوتين الذي إرتدَىَ ثوب الرَهبَنَة ولعِبَ دور الطبيب، وكانت نهايتهُ وخيمَة.

وهوَ(بن سلمان) يعرفُ تماماً أن نهايتَهُ ستكونُ أوخَمَ من نهايةِ ملوكٍ وأمراءَ وأباطرَةٍ كُثُرٍ، على إمتدادِ الأرض،إذ لَم يسارعْ إلى تصفيرِ عدَّادِ النزاعات من حولِهِ، وإجراء مصالحاتٍ حقيقيةٍ،وإعطاء كل ذي حقٍ حَقَّه، أي عليه تبرئةُ ذِمَّةِ بني سعود،في ما خص دماءَ المسلمين الّتي أراقوها، والأرواحَ التي أزهقوها، على مدى مئَةِ عامٍ خَلَت.

الوقت قصير، هيهاتِ أن يلحَقَ ابنُ سلمانَ تصفيرَ عدَّادِهِ، قبل رحيلِ سيدِهِ الأمريكي ّعن المنطقة، فهوَ إذا اشترىَ السلم والسلام مع جيرانه اليوم، لن يعود بحاجة إلى صواريخ باتريوت أمريكية،ولن يكون مُضطراً لشراء مقاتلاتٍ حربيةٍ للدفاع عن نفسه، لأنه سيكون بأمان، وإن فعلها وصافحَ ابنُ سلمان الجميعَ من حوله، فإنّ أمريكا ستخسر الكثير من امتيازاتها في الشرق الأوسط ، وستصدَأ صواريخها وأسلحتها في مخازنها لذلك مصالحة ولي العهد السعودي مع ذاته لا تناسب أمريكا ولا تناسب إسرائيل ولا يناسبهم بأن تكون ألمملكة كأغنى دولة عربية بالنفط والغاز وأكثرهم ثراءً على علاقة جيدة وممتازة مع جيرانها العرب والإيرانيين، لذلك سيكونون هم الشيطان الذي سيكمن في تفاصيل أي تفاق بين الرياض وصنعاء أو طهران،

لذلك وَجَبَ على قيادة قصر اليمامة أن تعلَم أنَّ الوضوء في "الصين" لا يُجِيزُ لهمُ الصلاةَ في "اليَمَن"، إذا لم يكُن هناك سماحٌ ومسامحةٌ فعليَّةٌ من أهل الأرض التي سيسجدُ عليها التائبُ لله سلمان بنُتت عبدالعزيز ووَلَدُهُ.

بالمختصر المفيد مشكلة السعودية مع اليمن علاجها في صنعاء وليسَ خارجها، وتبقى الدوَل والقِوَىَ الصديقةُ لأنصارِ الله عامل مساعد ومساند وليسَ عاملاً ضاغط ومَن يقول غير ذلك هوَ مخطئ وواهم،

فعلى القيادة السعودية أن تَتَبِع خارطة طريق مع اليَمَن خط سيرها يشير،

1_ إلى أن حكومة صنعاء هي حكومة شرعيةوليسَت حكومة انقلابيين.

2_وأنّ حكومةَ هادي كانت حكومةَ منفىَ بدليل إقامتِهامع رئيسهافي فندق في الرياض خارج البلاد وهي لاتمثل الشرعية، وهذا لا ينطبق على حكومة ٍشرعية بتاتاً.

3_ إنسحاب كامل القوات الأجنبيةِ من البلاد حتى آخر شبر من أرض اليَمَن.

4_ فَك الحصار وإطلاق سراح كافة المعتقلين لديهم، ودفع التعويضات لذوي الضحايا وإعادة الإعمار.

5_التعهُّد بِاحترامِ سيادة اليمن وعدم التدخل في شؤونهِ الداخلية.

وغيرُ ذلك، فإنَّ صوتَ محركاتِ الأبابيلِ سَيُسمَعُ من جديدٍ في سماءِ المملكةِ والإمارات، كصريرِ الصراصير في غرفةِ النوم، وستُقِضُّ مضاجِعَهم عن قريب.

*اليَمَنُ ينتصر.

بيروت في..

29/3/2023

المصدر: موقع إضاءات الإخباري