من اعلام العدو, السعودية تريد سلاما مختلفا عن الاتفاقات الإبراهيمية واسرائيل ليست مستعدة لتقذ
عين علی العدو
من اعلام العدو, السعودية تريد سلاما مختلفا عن الاتفاقات الإبراهيمية واسرائيل ليست مستعدة لتقذ
3 نيسان 2023 , 17:09 م


صحيفة معاريف

بقلم: جاكي حوكي

أتمنى أن يكون أحد من صانعي القرار في اسرائيل، استمع إلى الضيف السعودي الذي زار اسرائيل هذا الأسبوع، ويدعى عبد العزيز خميس، وهو صحفي مخضرم ومعروف، شارك يوم الاثنين الماضي في مؤتمر دولي في القدس وتحدث بحرية عن العلاقات بين السعودية وإسرائيل، على الرغم من أنه ليس مبعوثا رسميا للمملكة، إلا أن هذا أمر معتاد في غياب العلاقات المعلنة بين الدول.

الاتصالات تجري تحت الطاولة، بعيدا عن وسائل الإعلام، أو لغرض الحذر، تعتمد على أطراف خاصة تأتي وتذهب. الأفكار التي خرجت من فمه بسيطة ومفهومة لكن استنتاجها صعب الفهم. ليس فقط لأن المتطلبات عالية، ولكن بسبب تعقيدها. إسرائيل اليوم لا تهتم بالتعقيد. إنها منشغلة بالصراعات الداخلية، ولذلك فهي تبحث عن سلام سريع ورخيص، لكنها لن تحصل على مثل هذا السلام من السعودية.

الصحفي السعودي الذي يعمل في قناة سكاي نيوز ويقدم برنامجا باللغة العربية، تحدث في مؤتمر دولي لمركز القدس للشؤون العامة وشؤون الدولة، الذي تناول الشراكات الإقليمية في هذه الأوقات، وتغيير التحالفات. وبحثت اللجنة التي دعي فيها للحديث، الاتفاقات الإبراهيمية.

وفي حديثه، قال: السعودية ليست حلقة في دول اتفاقات إبراهيم، ولن تنضم إليها، وعلى اسرائيل ان تنظر اليها كأهم شريك لها. هناك حاجة إلى نهج جديد، وإلى أجندة جديدة. الاتفاق مع السعودية سيجلب العديد من الدول الإسلامية إلى إسرائيل.

المملكة العربية السعودية عام 2023 هي مملكة أكثر ليبرالية مما كانت عليه، وأقل تدينا، ومتسامحة ومنفتحة على كل شيء تقريبا. إذا كان الإسرائيليون لا يريدون، فسوف يأتي الإيرانيون. وإذا كان الاميركيون مترددون.، فسوف ندعو الصينيين. بالنسبة لها، هذه ليست سياسة عقابية، بل دعوة للانضمام إلى الرحلة. نحن مملكة في صعود، وأولئك الذين ينضمون إلينا في قمرة القيادة هم على الأرجح يرون أنها نعمة. هناك قدر كبير من الثقة بالنفس في هذا التصور، حتى القليل من الغطرسة. يمكن اعتبار السعودية مسيحانية علمانية. لكن الرياض اليوم بحاجة إلى المليارات، وليس لديها مال لتنفقه على الحروب، ولا تريد ذلك. لم يقل عبد العزيز خميس ذلك صراحة، لكن يمكن للمرء أن يفهم ما بين السطور. أنت تتعامل مع أشياء صغيرة، فهو يعظنا ويتشاجر حول شيء ما. العالم لن ينتظر، والمركبة الفضائية تقف على منصة الإطلاق.

كانت السعودية تعيد بناء نفسها منذ عدة سنوات، وبقدر ما تستطيع، تحاول التقليل من مشاركتها في صراعات الآخرين. فقد رفعت يدها عن سورية الأسد، بعد سنوات من تمويل فصائل المعارضة، وتسعى الآن جاهدة للتصالح معه. كما خفضت الحملة ضد الحوثيين في اليمن، بعد أن هاجموا منشآتها النفطية في السنوات الأخيرة، بأمر من إيران. والآن جددت علاقاتها مع إيران.

في المملكة العربية السعودية، يعرف الجميع كيف انتهت الحياة المشتركة بين اليهود والعرب في أيام محمد في شبه الجزيرة العربية، حيث تم القضاء على قبيلتين يهوديتين بقوة السلاح.

يحاول خميس أن يقول، إن السلام مع دولة الشعب اليهودي بالنسبة لهم ليس صفقة عقارية أو إنجازا يهدف إلى الحصول على أصوات في صناديق الاقتراع، بل محاولة لإغلاق حساب تم فتحه في القرن السابع الميلادي. وأضاف: لا ينبغي النظر إلى المملكة كفرصة اقتصادية فحسب، بل أيضا كبوابة لحل دائم. وانتقد توقعات نتنياهو للسلام قائلا: لا أحب الدعاية والأشياء التي يقولها القادة السياسيون في إسرائيل. المملكة العربية السعودية مختلفة تماما، ولديها الكثير من المسؤولية. يجب التحدث عنها باحترام كبير، وليس باعتبارها بلد صغير سيأتي إليك.

ولفت خميس الانتباه إلى قضية ملحة تم دفعها إلى الهامش: الأمن في البحر الأحمر. بالنسبة للمملكة العربية السعودية، يعد البحر الأحمر منطقة نائية مكشوفة، وشريان مواصلات إلى أوروبا بفضل قناة السويس، وشرفة تطل على دول أفريقية، وفي السنوات الأخيرة، أصبحت ساحة سيطرة بين الكتلة السنية والمعسكر الإيراني. ولكل شخص مصالح فيها، حيث يصل حجم التجارة الدولية في هذا البحر إلى 700 مليار دولار في السنة.

وحث خميس، إسرائيل على القفز في المياه والتعاون في الجهود الدولية لتأمين حركة الإبحار في البحر الأحمر، مشيرا إلى القدرات العسكرية والجوية التي تمتلكها إسرائيل وربما تعزز الأمن في البحر، إذا كانت في الطرف الصحيح. وتساءل: لماذا لا تتعاون اسرائيل في البحر الاحمر...؟. الصينيون موجودون هناك والروس والإيرانيون يبنون قواعد، ونحن بحاجة للتفكير في نهج جديد للبحر الأحمر.

وأشار خميس في نهاية حديثه إلى تقارب السعودية مع إيران. وقال إن على إسرائيل أن تفهم ما حدث هنا. أنتم تريون أنها اتفاقية سيئة ضد التطبيع معكم، لكنها اتفاقية جيدة لإسرائيل، ستؤدي إلى تهدئة المنطقة ودعم إيران للتنظيمات المتطرفة، وستحل المشكلة في لبنان. وسأل قائلا: لماذا لا ننظر إلى الاتفاقيات على أنها تساعد في الحصول من إيران على ما نريده في المنطقة...؟ لقد جاءت إيران إلى السعودية للتحدث وإدارة أجندة إقليمية جديدة. هناك أشياء كثيرة للعمل عليها معا. لقد انتصر الصينيون، لأنهم جاءوا ووضعوا جدول أعمال، ليس مثل الولايات المتحدة والبريطانيين، الذين فكروا في مصالحهم الخاصة. فكر الصينيون في مصالحنا ومصالح الإيرانيين. هناك جيل جديد من القيادة في المملكة العربية السعودية، ويجب على إسرائيل ان تهتم بذلك.

ترجمة: غسان محمد 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري