.في البداية يجب التاكيد ان منظمة التحرير الفلسطينية كبناء هي وسيلة وليست هدف , والوسيلة قابلة للتغيير والاستبدال , بما يضمن تحقيق الهدف المتمثل بتحرير الوطن الفلسطيني بكامل التراب الوطني.
تاسست منظمة التحرير الفلسطينية في عام 64 , وتاسست معظم الفصائل بعد هذا التاريخ , بالطبع وبتعدد الفصائل كان لا بد من الذهاب الى الجبهة الوطنية العريضة التى توحد عمل هذه الفصائل في مرحلة التحرر الوطني , لكننا وللاسف بدلا من ذلك ذهبنا للبناء الجاهز ( المنظمة ) دون ان نعمل على ماسسة المنظمة وفق الاسس الجبهاوية , الامر الذي مهد لهيمنة فصيل على مقاليد القرار في المنظمة وفق قاعدة النصف زائد واحد لصالح هذا الفصيل , في البداية كان الامر بشكل مستتر , فعلى سبيل المثال كان لفتح ثلاثة مقاعد في اللجنة التنفيذية وكان للجبهة مقعدان , وباقي الفصائل تمثلت بمقعد لكل فصيل . ولضمان بقاء قاعدة النصف زائد واحد اضيف عدد من المستقلين اسميا للجنة التنفيذية كضامن لمعادلة النصف زائد واحد .
ومع مرور الزمن وتزايد اعداد الفصائل انتهت المعادلة بالنصف زائد واحد لفتح وباقي الفصائل تمثل بمقعد واحد فقط , على ان تتوازع مقاعد المجلس المركزي تنازليا تبداء بفتح وتليها الجبهة ثم باقي الفصائل, بعد اتفاق الذل والعار اوسلو ومؤتمر غزة اللاشرعي في عام 95 والغاء الميثاق الوطني , فقدت منظمة التحرير مبررات وجودها واصبح الحديث عن الوحدة الوطنية في اطار هذه المنظمة هو نوع من العبث السياسي , فاتفاق الذل والعار اوسلو ادى الى انقسام حاد في المجتمع الفلسطيني وخروج شريحة فلسطينية من موقع شرائح الثورة , بل وانضمام هذه الشريحة الى موقع الثورة المضادة ومعسكر الاعداء , وما التنسيق الامني مع العدو الا تعبير صارخ عن هذا الانتقال.
بالمختصر وبكل بساطة يمكننا القول ان منظمة التحرير الفلسطينية لم تشكل ولا في اي يوم من الايام اطارا جبهاويا وحدويا للشعب الفلسطيني , وان شكلت اطارا مرحليا للخروج من مرحلة الوصاية العربية , الا انها فشلت في تحقيق اهداف شعبنا في التحرر والاستقلال , وهذا يستدعي من فصائل المقاومة الكف عن الحديث العبثي عن الوحدة الوطنية في اطار منظمة التحرير الفلسطينية , والاسراع بتشكيل الجبهة الوطنية العريضة كوسيلة جديدة تقود نضال شعبنا الفلسطيني على طريق التحرير , ووفق اسس جبهاوية وقيادة جماعية تحول دون ظهور ظاهرة الهيمنة والتفرد , وتؤسس لشراكة حقيقية في القرار الفلسطيني