كَتَبَ د. اِسماعيل النجار:
مقالات
كَتَبَ د. اِسماعيل النجار: "ما الذي ينتظر أردوغان بعد فوزِهِ في الإنتخابات الرئاسيه؟ ".
د. اسماعيل النجار
29 أيار 2023 , 21:52 م


هل سيُفلِح أردوغان في الحُكم بمفردهِ هذه المَرَّة، أم سيكون أسير الوفاء بالوعود التي أطلقها للداخل والخارج، ثمناً لبقائهِ وتربص المعارضة الداخلية بهِ.

جملة أسئلة تطرح نفسها في ظِل اِحتدام الصراع الداخلي في تركيا بين تحالف حزب العدالة والتنمية الذي يقودهُ رجَب طَيِّب أردوغان، وبين تكتل المعارضة الخماسي الذي يقوده كمال كليجيدار أوغلو.

السلطان الإخوَنجي لن يكون الحاكم بأمر الله هذه المرة في تركيا، خلال فترة حكمهِ القادمة،لأن مايحيط به من دائنين وخصوم سيطالبونهُ بنصيبهم من الكعكة الرئاسية، بعدما لعبوا دوراً كبيراً بفوزهِ، بتجيير أصوات صَبَّت لصالحِهِ ، مَن يُفترض أنهم أصدقاء لهم، روسيا تريد ثمناً في أوكرانيا وسوريا، وإيران تريد ثمناً في العراق وسوريا، وإضعاف الكُرد مصلحة جماعية بين العواصم الخَمس المعنية بالملف.

من هذا المنطلق، فإن فترة حُكمِهِ الحالية سيخصصها الرجل لتسديد فواتيره السابقة، وتحصين فترة حكمه، وتحسين علاقته مع دمشق،بعد إثنَي عشَرَ عاماً من العداء المستحكم.

هذا ولَم نحتسب مطالب المعارضة التي خَسِرَت أمام اِئتلافه، بفارقٍ بسيط، والتي ستكون له بالمرصاد بكل كبيرة وصغيرة في ظل تعثر اِقتصاديّ.

السلطان العثماني الإخونجي، سيمثل هذه المَرَّة نموذجاً فريداً للحاكم الظالم "الضعيف" المديون، الذي يقف عاجزاً عن سداد فواتير تعتبر أكبر من قدرتهِ على العنتريات السابقة، وتحمُّل تبعاتها خصوصاً على الصعيدين الأمريكيّ والسوريّ.

أردوغان بفوزه هذا،يحاول إعادةتركيزقاعدته وتثبيتها على الأرض، ولكنّ جعبتَهُ السياسيةَ لن تكون خاليةً من عملِ مايعيدإليهِ وهجهُ السياسي الأمبراطوري السابق.

{إن الله يُعِزُ مَن يشاء ويُذِلُ مَن يشاء}.

بيروت في...

29/5/2023 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري