*عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين*
*حاولت تحليل عملية الشهيد محمد صلاح من الجانب المادي؛ فوجدتها خارقة للعادة من حيث الزمان والمكان وآلية التنفيذ. وجاءت العملية فى أوج تهديدات رئيس حكومة العدو نتنياهو لعدة دول في آن من خلال مناورة "الضربة الساحقة"؛ فكانت الضربة الساحقة الفعلية من شاب واحد في مقتبل العمر (22 سنة) من أرض الكنانة لكل خطط نتنياهو ومؤمراته، وأحدثت زلزالًا في كافة المستويات العسكرية والأمنية وسيكون مصير كبار القادة إما الطرد وإما المحاكمة. كما إن مناورة "الضربة الساحقة" منيت بفشل عظيم.*
*فالإعتماد الكلي لمعرفة أهمية العملية وتفاصيلها كان من وسائل إعلام العدو وتحليلاته بعد مقص الرقابة. فجميع قادة العدو ووسائل إعلامه أقروا بإن العملية قاسية جدًا وإستثنائية.*
*وبحسب رواية العدو، بدأت بالحديث عن اشتباكات تتعلق بالتهريب، وربطت الصحافة العبرية العملية بتهريب مخدرات على غالب الأمر، إذ أن المنطقة المذكورة منطقة معروف عنها عمليات التهريب ووقع فيها اشتباكات سابقا مع المهربين. ولا يعرف مصدر التفاصيل التي كشفت عنها وسائل إعلام ~إسرائيلية~ حيث ذكرت أن عملية تهريب جرت قبل إطلاق النار بساعات فقط، حيث جاء مهربون من الجانب المصري إلى منطقة السياج الأمني، وألقوا حمولة مخدرات كبيرة إلى جانب فلسطين المحتلة ، فيما قام المهربون من الجانب المحتل بالتقاطها بسيارات الدفع الرباعي عادة والهروب من المكان.*
*لكن موقف العدو تحول لاحقا إلى وصف الحادث بوصفه عملًا تخريبيًا (إرهابيًا) من أعمال المقاومة (المناوئين للكيان)، والأحد (4 يونيو) أكدت إذاعة جيش الاحتلال العثور على كتاب قرآن إلى جانب سلاح الجندي المصري، لافتة إلى أن هذا يشير إلى أن تنفيذ العملية جاء بـ"دوافع دينية"، كذلك عُثر على سكين لاستخدامها في تجاوز الحدود، و6 مخازن رصاص، ما يدلّ على أنه خطط لتنفيذ العملية بدقة كبيرة، بحسب زعمها.*
*ولا بد من قراءة تعليقات الصحافة العبرية لمعرفة حقيقة العمل البطولي الذي نفذه الشهيد محمد صلاح إبراهيم.*
*ففي تعليق على الرواية الرسمية، أشار المعلق العسكري لصحيفة "معاريف" طال ليف رام، إلى أن الجندي المصري قطع مسافة 5 كلم من موقعه إلى السياج الحدودي،" وهو يحمل على ظهره حقيبة فيها معدات، وضمنها مخازن ذخيرة وسكينتا كوماندوز قطع بواسطة إحداها الأسلاك التي تسد فتحة الطوارئ الحدودية، التي يستخدمها الجيشان المصري والإسرائيلي في تجاوز الحدود.*
*وأشار ليف رام إلى أنه بالاستناد إلى المعلومات التي قدمها ديوان الناطق بلسان الجيش ، فإن طائرة دون طيار حددت موقع الجندي المصري، بعد أن تمكن من التوغل لمسافة كيلو ونصف في عمق "الأراضي ~الإسرائيلية~ ".*
*إن رواية المعلق العسكري لصحيفة "معاريف" طال ليف رام، هي دقيقة ومنطقية جدًا والأقرب إلى الواقع.*
*ولكن غيّب البيان الرسمي للجيش وتقدير المراسل العسكري لصحيفة معاريف "كيفية" معرفة الشهيد أن فنحة الطوارئ تبعد عن النقطة 47 أو معبر العوجا 5 كلم؛ كما تم تغييب سبب قطع الجندي مسافة 1.5كلم داخل الأراضي المحتلة، وماذا يوجد هناك؟ وكيف إستطاع هذا الشاب المجاهد أن يختار بدقة متناهية نقطة المكمن لدورية حددت مكانه وعلم بذلك؟ واستطاع أن يشتبك مع الدورية التي حددت مكانه بإستخدام مسيرة. وبالرغم من تفوق عددهم إشتبك معهم كخبير محنك واستطاع قتل ظابط وجرح آخرين قبل إستشهاده.*
*ومن خلال ما أشار إليه المعلق العسكري في صحيفة "معاريف" بان داخل الحقيبة مخازن ذخيرة وسكينتا كوماندوز وقرآن كريم.*
*لقد كان الشهيد متيقنًا بلقاء ربه مضرجًا بالدماء على أيدي حفدة قتلة الأنبياء. فعملية الشهيد محمد صلاح هي إسنثنائية وخارقة للعادة بكل تفاصيلها. وهذا ما يسمى بالمدد الغيبي والسنن الآلهية التي تتحقق لا محالة.*
*قال الله سبحانه وتعالى:-*
*{بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ}*
*{قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ} (التوبة-14)*
*صدق الله العلي العظيم*
*ولقد تحققت عدة آيات في عملية الشهيد محمد صلاح كعدم إنكاشفه في ارض مكشوفة، الثبات وعدم الخوف، في القتال حتى آخر رصاصة؛ وحقق كل كلمة من الوعد الإلهي في الآية 14 من سورة التوبة.*
*لقد تحقق هذا الوعد الآلهي مع كل من يقاوم العدو الصهيوني الغاصب كالمقاومة الفلسطينية في عدة مواجهات وآخرها "سيف القدس" وعملية "ثأر الأحرار" وانتصار المقاومة الإسلامية في لبنان في العام 2000 والعام 2006. فالنصر هو النتيجة النهائية لكل من يقاوم العدو.*
*وإن غدًا لناظره قريب*
*08 حزيران/يونيو 2023*