نحنُ قوم لا ننسىَ ولا نُشيحُ بوجوهِنا عن أرضنا المحتلة، مهما كَلَّفَنا الأمر، وسنقوم بتحريرِها بالغةً ما بلغت التضحيات.
القسمُ الشماليُّ من قَريَةِ الغجرِ ليست إلّا أرضاً لبنانيةً رواها أجدادُنا، مُنذُ القِدَم، بدمائهم الزكية الطاهرةِ على مدى فترة الِاستعمار: التركي والإنكليزي والفرنسي.
واليوم نحنُ في صُلْبِ المواجهةِ مع مُحتَلٍ أكثرَ وحشيةً،وأكثرَ حقداً ولصوصية، ألا وهو الكيان الصهيونيُّ المحتلُّ فلسطين
"إسرائيل" هذه بَنَت جداراً من الأسلاك الشائكة، حول القرية، وضَمَّت قسمها الشماليَّ اللُّبنانِيَّ لِكيانها، وذلك إمعاناً في تحدِّيها للقرارات الأُمَمِيَّةِ والمجتمع الدوليِّ الذي يُقِرُّ بِلبنانيَّتِها، بموجب قراراتٍ تَمَّ التصويتُ عليها في مجلس الأمن.
إنّها إسرائيل المُدَلَّلةُ عندَ أمريكا والأممِ المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وكافة قِوَىَ تشريع ِ المِثليّة في العالم، تُديرُ الأُذُنَ الصَمَّاءَ، لا تسمعُ ولا تُرِيدُ الإعترافَ بِلُبنانِيَّتِها.
وتُقِيمُ الدُّنيا ولا تُقعِدُها، بسبب خيمتين نصبتهما المقاومةُ في أراضٍ لبنانية مُحتَلَّةٍ من قِبَلها وتريدُ إخلاءَها بالقوَّة.
المقاومةُ تَحَدَّتْ جبروتَ الصهاينة، ورفضت إزالةَ الخيمتين، وأبلغتِ الكِيانَ الغاصبَ أنَّ أيَّ اِقتِرابٍ منهُما سيَلْقى ردَّ فِعلٍ عنيفاً من قِبَلَها، فكانتِ الأُمَمُ المتحدةُ قِبلَتهم وبدأوا بإرسال الرسائل والوساطات.
لكنْ، كُلُّ ذلك لم يُسمَع في حارة حريك وقيادةُ حزبِ الله أبلغتِ الوُسطاءَ والقوّة والدّولية أن الخيمتين هما في أراضٍ لبنانيةٍ مُحَرَّرَة، ولن نتخلى عنهما للعدو،
كما نَبَّهَت المقاومة اسرائيل من خطورةِ خطوتِها، بِضَمِّ الجزءِ الشّمالِيِّ من"الغجر" إلى الأرض المحتلَّة، وأنّ هذه الخطوةَ لها تبعاتٌ كبيرةٌ وخطيرةٌ جداً.
من هنا، نستطيعُ القَوْلَ:إنّ المقاومةَ تتوَقّعُ السيناريو الأسوأ، مع العدو، وأنّها مُتيَقِّظَةٌ، وفي أعلى درجات الجهوزية؛ لذلك فإنّ اِنفجارَ الوضع ِ الهَشِّ في الجنوب يحتاجُ إلى شرارةٍ صغيرةٍ لِتشتعِلَ المنطقةُ بكاملها.
وبينما يتحضَّرُ العدوّ لِحربٍ مع لبنان يُجري مناوراتِها بشكلٍ دائمٍ في منطقةِ الشمال ِ الفلسطينيّ، حزبُ الله يُعَزِّزُ استعداداتِهِ لِمُواجهةِ أيِّ طارئ ٍمُحتَمَلٍ مع جيشِ الكِيان بين لحظة وأُخرىَ.
إذاً، فالعُشبُ على طول الشريطِ الحُدودِيّ، مع فلسطين،يابسٌ وجافٌّ جِداً ولا يحتاجُ إلّا إلى شرارةٍ لِيشتعلَ، ويمتدَّ لهيبُهُ إلى المنطقةِ بكاملها.
بيروت في.....
7/7/2023