كَتَبَ د. اإسماعيل النجار:
مقالات
كَتَبَ د. اإسماعيل النجار: "مشروع أميركي كبير يُحَضَّر للبنان جعجع وريفي أهم أدواته".
د. إسماعيل النجار
18 تموز 2023 , 15:59 م


ويستمر وضع العُصي في دواليب مَسيرَة الِاتِّفاق والتوافق على إنتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، لأن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل الرافضتين لأيَّةِ حلولٍ داخليةلَن تُوَفِّراوسيلةً إلَّا وتستخدمانها لكي تُطْبِقا الحصار الكامل على حزب الله.

سمير جعجع وأشرف ريفي من أهم أدوات هذا المشروع في لبنان، من خلال تحضيراتهما الميدانية التي يقومان بها، إن كان من خلال تدريب عناصر عسكرية، أومن خلال تحشيد أغلبية النازحين السوريين، وتأطيرهم في منطقة الشمال، و اليَدُ التركية غير بعيدَة عمّا يحصل، وواشنطن بعد عودَة أنقَرَةللحضن الأمريكي ستُعطَى بعضَ الحلوى في لبنان، ولأن مصلحتها تقتضي إمساكَ ورقةِ مساومةٍ ضِدَّ المقاومة، للمقايضة بها مع سوريا، من خلال نفوذها ضمن البيئة التركمانية اللبنانية والسورية.

واشنطن تريد زيادة الضغط الِاقتصادي أكثر، وبشكل أكبر مِمّا هو عليه الآن، والعُملَةُ الأمريكية ُ الخضراءُ ستلعب دورَها على ضِفّتينِ :الأولى اِرتفاعُ سعرِ الصّرف، والثانيةُ شراءُ المرتزقةِ منَ النازحين.

في قراءَةٍ أوّليّةٍ لِما يُدَبَّرُ ويتمُّ تحضيرُه:

تعطيلُ اِنتخابِ رئيسٍ للجمهورية، والضغطُ بِاتِّجاهِ استكمالِ الِانهيارِ الِاقتصادِيّ بشكل كامل، لتفجير الوضع الداخلي بوجه حزب الله، من أجلِ إحداث تغييرٍ جَذرِيّ في الوضع اللبناني القائم، والذي تشكلُ قوةُ المقاومةِ عمادَهُ الأساسيَّ الذي أضَرَّ بمصالح الولايات المتحدة الأمريكية الإستراتيجية.

◦ لكن في المقابل يوجد قُوَّة كبيرة ومؤثِّرَة اِسمُها حزبُ الله تُمْسِكُ بقوَّةٍ بوجه لبنان المقاوم ولا تسمح بتغيُّرِه،

وإذا شعرَ بأيِّ خطرٍ يُهَدِّدُ مسيرتَهُ، أو وجوده، فإنه سيكون السَبَّاق في ضرب الأدوات الداخلية وقطع أذرُعَها، والنتيجة حتماً ستكون تغييراً جذرياً في شكلِ النظام الحالي، بحيث تفقدُ واشنطن وحلفاؤها ما تبقَّى لهم من نفوذ فيه.

إذاً من الخطأ أن تذهب واشنطن إلى النهاية في مخططها، فلبنان ليس أوكرانيا، وحزب الله فيه أقوى من روسيا في أوكرانيا؟

(هذه العبارة للعاقلين).

و ذهاب واشنطن للنهاية، يعني ذهابَ المقاومةِ للنهاية، والخاسرُ الأكبر ُسيكونُ الشريكَ المسيحيّ، وليس السُنِّيّ، لأنَّ ريفي يُشطَب، وهناك ألفُ بديلٍ عنهُ في الساحةِ السُنِّيَة، وذلك بخلافِ الساحةِ المسيحيةِ المغلقةِ بشكل ٍ (شبه) كامل ٍ داخلَ الِانعزالية.

رئاسةُ الجمهوريةِ بعيدةٌ عنِ الحَلحَلة، هذه الفترَة البعيدة قليلاً، وصعود الدولار سيكونُ أحدَ الأسلحةِ بوجهِ الشعب، والسلطةُ الحاليةُ ستكونُ، بمعظمها، بوجهين مختلفين، لكنَّ عملَها الحقيقيَّ لا يصبُّ في مصلحة حارة حريك.

وما يؤكد التركيز على الجبهةِ الداخليةِ هو العجزُ الإسرائيليُّ على الحدود اللبنانية.

بيروت في...

18/7/2023

المصدر: موقع إضاءات الإخباري