كتب الأستاذ حليم خاتون:
بين تلميح الشيخ صادق النابلسي عن ترابط الوضع الداخلي في لبنان مع الوضع على الحدود مع فلسطين المحتلة، وكلام الاستاذ جوني منير مع وليد عبود الذي عبر عن موقف أميركي يسعى إلى محاورة حزب الله من موقع قوة في الشأن اللبناني، جمعت الولايات المتحدة الأميركية أربعة دول تابعة لها في الدوحة لمناقشة الخيار الثالث في انتخابات رئاسة الجمهورية وفق معلومات سربها الأميركي عبر السيدة جوزفين ديب مع بيان، أقل ما يقال فيه أن هناك في الإقليم أغبياء لا يزالون يراهنون على لي ذراع روح المقاومة في شعب لبنان، وشعوب المنطقة...
سبق كل هذا موجة من التحاليل التي شككت في نية حزب الله الدخول في صفقة ترسيم حدود برية مع فلسطين المحتلة تشابه ما حدث في البحر...
انتفض على إثر ذلك أهل منطقة العرقوب الذين يرفضون أي حديث عن ترسيم لحدود سايكس بيكو على اعتبار أن خط الهدنة لسنة ١٩٤٨ هي الحدود اللبنانية الفلسطينية...
من حق أصحاب الحقوق في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا الخوف من ترسيم بري يشبه ما جرى في البحر فيتم تخلي الدولة اللبنانية عن حقوق لبنانية مكتسبة بدل المطالبة باستعادة ما يسمى بالقرى السبع والتي تزيد عن أربعين قرية وبلدة ومزرعة هي من حقوق لبنان وفق ترسيم الحدود الذي قامت به دولتا الانتداب سنة ١٩٢٣، والذي بموجبه تكون مساحة لبنان بالفعل ١٠٤٥٢ كلم٢ كما كان بشير الجميل يطالب، في الوقت الذي نسيت القوات اللبنانية أن تطبيق هذا الشعار غير ممكن بدون سلاح المقاومة اللبنانية التي يمثلها اليوم حزب الله، سواء اعجب هذا الأمر سمير جعجع وفرقة حسب الله من السياسيين الجدد، ام لم يعجبهم...
شكرا أمريكا...
أجل، شكراً أمريكا لأن هذه الدولة الإمبريالية تدفع الأمور إلى حدود الذِلّة عبر بيان الخماسية الذي يضع شروط خضوع لبنان للقرارات الدولية، وقرارات الجامعة العربية التي داس المجاهدون في لبنان كل حرف فيها يوم صد بضعة عشرات من المقاومين جحافل الجيش الذي لا يقهر، ودمروا الدبابات في وادي الحجير بعد أن ذاق لواء جولاني طعم الهزيمة في عيتا الشعب ومارون الراس وبنت جبيل في تموز ٢٠٠٦...
شكراً أمريكا لانك تريدين إلحاق الذلة بقوم، شعارهم هيهات منا الذلة...
لم يكتف حزب الله بتحليل الشيخ النابلسي عن إمكانية انفجار الوضع على الحدود إذا ما استمر الغرب الإمبريالي والصيصان المحليين في دفع الأمور في لبنان الى انسداد الآفاق...
وزعت المقاومة تصويرا حيا لمناورة تظهر مدى جهوزية المجاهدين بعد أن زرع الحزب خيمتين في مزارع شبعا المحتلة تحدى بهما جيش الكيان بعظائم الأمور إن هو حاول تفكيكهما...
إذا كانت استراتيجية الخيمة بطاقة صفراء بلون علم حزب الله في وجه اميركا والكيان والخماسية اللقيطة، فإن البطاقة الحمراء يجب أن تكون الخطوة التالية في الرد على بيان اللقطاء هؤلاء...
أما قول الاستاذ جوني منير عن وجوب ايجاد حل لسلاح المقاومة...
فالحل يا استاذ جوني ليس في فيديرالية، لا على طريقة الإمارات العربيه ولا غيرها...
الحل الوحيد الممكن هو بفرض نظام وطني ديمقراطي علماني لا سلطة فيه لأي طائفة أو مذهب على اي مواطن حيث يكون كل اللبنانيون متساوون في الحقوق والواجبات ويتبعون فقط سلطة وطنية لا دينية ترفض وجود اسرائيل كما أشرت انت نفسك لأن اسرائيل شر مطلق وفق كل المنطق الوطني والقومي...
لقد اخطأت المقاومة يوم شكلت سدا منع سحل الفاسدين من قصورهم...
لا شك ان المقاومة تنظر إلى الأخطار الكثيرة التي يمكن أن تحدث إذا انفجرت الأوضاع...
لكن تجارب الشعوب تدل بشكل واضح لا لبس فيه أن هذه الشعوب قادرة إذا ما وُجدت قيادات واعية نظيفة الكف وغير فئوية؛ قادرة على صنع التاريخ...
الذي هزم مع الجيش العربي السوري جحافل الإرهابيين من أكثر من خمسين دولة غربية وعربية، قادر على هزيمة الإرهابيين المنتشرين في لبنان حتى لو تلقوا الدعم من امريكا والخمسين دولة عربية وغربية...
"البلاد اللي تاريخها بلا دم، بتبقى ضايعة..."
في كل نصر تحقق ضد المحتل دفعنا دما...
فلندفع الدم لاقتلاع امريكا فعلاً لا قولا من غرب آسيا..
لقد آن الأوان...
اقرأوا تاريخ نضال الشعوب وتعلموا أن "للحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يُدق"...
حليم خاتون