إن الصدمة القاسية والمدوية التي أحدثتها ثورة الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء في وعي الأمة جعلتها تستفيق من سباتها وتحافظ على يقظتها إلى يوم القيامة ذلك السبات الذي بني على:
خضوعها للحاكم الظالم وعدم رفضها لما ابتدعه من أحكام وعطّله من فرائض وأحكام وحدود وواجبات وأحدثه من قتل وهدر وفساد طلباً للدنيا التي حليت في عينه وفي أعينهم أيضاً وبدأوا بنخبهم وعوامهم يتكيفون مع هذا الواقع المنحرف حتى وصل الفساد إلى أصل الإسلام الذي خاف عليه الإمام الحسين عليه السلام من الانحراف والضياع فقام بثورته للإصلاح وتلك كانت غايته.
فإن تحققت بإقامة حكم الله في الأرض واستعادة الحكم من يزيد وإلا فبالدم والجراح والشهادة الخالصة لله سبحانه والسبي لأطفاله وعياله.
ذلك القيام الخالص لله سبحانه في سبيل الإصلاح طبع على صفحة الكون فتجسد شعاراً لكل مصلح وميزاناً لكل سلوك تسلكه الأمة كي تبقى على صراط الله المستقيم.
فالظالم يجب عدم الركون إليه كي لا تمسنا النار في الدنيا والآخرة ولو فنينا جميعاً يجب أن يبقى نور الله فينا أي إسلام محمد وآل محمد عليه وعليهم السلام.
#السلام عليك يا أبا عبد الله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك.
علي حكمت شعيب