احمد علي قصاص، شهيد من حزب الله...
أحمد علي قصاص قاتل ضمن مشروع يسعى إلى منع السيطرة الصهيونية على بلادنا...
ربما لم يقرأ احمد قصاص تحليل ميشال شيحا صاحب نظرية الكيان اللبناني عن خطر المشروع الصهيوني على لبنان...
ربما لم يعرف الشهيد احمد أن أول المناضلين ضد المشروع الصهيوني كانوا من المسيحيين السوريين والعرب... للاختصار، يكفي ذكر انطون سعادة مؤسس الفكر القومي السوري، وميشال عفلق، أحد أهم مؤسسي فكر بعث القومية العربية...
حتى بشري التي ينتهك سمير جعجع عذريتها هذه الأيام، كانت قد أهدت العالم أحد أهم أدباء وشعراء وفلاسفة لبنان، جبران خليل جبران الذي لا يزال كتاب "النبي" (المصطفى) يحتل المراتب الأولى في القراءة على مستوى العالم...
لكن الأكيد أن الشهيد احمد قصاص حمل مشعل الحرية والمقاومة التي من نارها أضاء شمعة في كنيسة معلولا قبل أن تغتاله العصبية الجاهلية أمام كنيسة الكحالة...
في المقلب الآخر، سقطت ضحية رفع الكاتب غسان سعود رتبتها إلى مرتبة شهيد...
لا يحق لنا الحديث كثيرا عن فادي بجاني، لأن كل ما نعرفه عنه هو أنه كان أحد ضحايا دعوات الفتنة والجهل الذي ينتشر في ربوع لبنان دون وازع...
ربما آن الأوان للصراخ في وجه رؤوس الفتنة بأن اصمتوا...
اصمتوا لانكم أجبن من أن تشهروا مشروع الفتنة الطائفية وتواجهوا من يقف ضدها...
خرج على الشاشات أمس أناس من العقلاء الذين سعوا إلى وأد الفتنة مثل النائب سليم عون، الدكتور جورج حرب، الكاتب والإعلامي غسان سعود رغم عدم الموافقة على تحميل شباب حزب الله أية مسؤولية لسبب بسيط، هو أن مهمتهم تقتضي الدفاع عن السلاح الذي دافع ويدافع عن لبنان...
من المؤكد أن روايات كثيرة حول ما حدث سوف تظهر...
كل هذا لا يهم كثيراً إذا تم وأد الفتنة...
لكن هل وأدت هذه الفتنة ورأسها لا يتوقف عن بث السم من أكثر من رأس من رؤوسها المتعددة...
من جعجع إلى الجميل إلى جبور الى اصغر صعلوك يتنطح ويهدد وهو يعرف أن ما يسمح له بجولات الدونكيشوتية التي يحارب فيها طواحين الهواء هو كرم وسماحة خصمه الذي يتعامل باللين مع من يجب قطع السنة السوء عندهم تخرج من أفواه عفنة...
سامي الجميل، رجاء، اقفل فمك...
انت وأمثالك هم من أراقوا دماء الشهيد أحمد قصاص...
انت وأمثالك هم من دفعوا فادي بجاني إلى طريق الخطيئة والموت الرخيص...
نعم استاذ غسان، حزب الله لم يكن مخطئا في الحالة أمس الأول...
حزب الله كان يقوم بما يتوجب عليه وما يفترض أن يكون فخرا لكل لبناني...
لكن حزب الله مخطئ لأنه لم يقتنع بعد بأن هذا البلد لن يصبح بلدا بكل معاني الكلمة إلا بعد دفن الطائفية في الأمس قبل اليوم...
ربما يكون الاستاذ غسان محق في وجوب نشوء تفاهم بين حزب الله والتيار العوني، لكن ليس على أسس التجربة المرة التي ذاقها اللبنانيون من تفاهم ٢٠٠٥، والتي لم تستطع خلق جمهور مقاوم خارج وفوق الطوائف...
إلى من يتحدث عن السلاح...
إلى من لا يريد إلا سلاح الجيش...
ابدأ أولا ببناء دولة خارج الطوائف...
ابدأ أولا ببناء جيش خارج الطوائف...
ابدأ أولا بتأمين ميزانية لهذا الجيش لكي لا ينتظر أي عنصر أو ضابط منه منة المئة دولار سواء من قطر أو أميركا...
أمن لهذا الجيش من السلاح ما يكفي لكي يكون موازيا وندّا استراتيجيا لإسرائيل قادر على تحقيق توازن ردع...
إما هذا وإما "عيرنا سكوتك"...
ال ١٠٤٥٢ كلم ٢، تحتاج إلى زنود تحميها، ولا يكفيها مواء سامي الجميل ولا عنتريات سمير جعجع...
تريدون حلا لمسألة السلاح... ابدأوا ببناء دولة المواطنة...
اطرحوا فصل الدين عن الدولة...
ابدأوا بدعم التعليم الرسمي وفرض مادة التربية الوطنية بدل حصص التعصب الديني...
كيف يمكن بناء جيش وبناء دولة في وطن كل المدارس والجامعات والمستشفيات وحتى المحال والمطاعم تحمل أسماء قديس من هنا او إمام من هناك دون احترام تعاليم هؤلاء القديسين أو الأئمة...
من بلدة الكحالة خرج يوما ذلك الشاب الماركسي ابو طارق، الشهيد الياس الزغبي يقاتل ضد الفكر الانعزالي أيام الحرب الاهلية، ويعمل في الضاحية وبيروت الغربية على نشر الوعي الوطني مثبتا أن الوطنية هي فوق الأديان وفوق الطوائف...
الرحمة لأرواح الشهداء الذين يحملون فكرا متنورا يعرف أن الآخر أخ له في الإنسانية قبل اي دين، وقبل اي طائفة...
حليم خاتون