كَتَبَ د. اِسماعيل النجار:
مقالات
كَتَبَ د. اِسماعيل النجار: "شاحنةُ الكحالة لن تكون بوسطة عين الرُّمّانة"
د. اسماعيل النجار
12 آب 2023 , 05:32 ص


الفجور الِانعزاليُّ فاقَ حَدَّهُ المعقول.

هِيَ شاحنةٌ متوسطَةُ الحجمِ تَحملُ السلاحَ

للمقاومة،نعم سلاح..

لا شيء يُخْجِلُنا أنْ نعترفَ بذلك، وكميةُ السلاحِ التي تحملُها هذه الشاحنةُ تُقَدَّرُ بنصفِ حمولةِ كونتينَر من "الكوكايين" الذي يُدخِلهُ سمير جعجع وجماعتُهُ إلى لبنان لِتسميمِ الشبابِ وقتْلِ مستقبلِهم.

ما حصل من عُهرٍ وفجور، ودقٍّ لِأَجراسِ الكنائس، شكَّلَ مفاجأة للجميع؛

شاحنةٌ مُحَمَلَةٌ بالسلاحِ ينحصرُ أمر معالجة الموضوع، بمسؤوليةِ الدولةِ اللبنانيةِ وأجهزَتِها، للتحقيق بمحتواها والتأكُّدِ من أصحابِها، ومصدرِها ووجهَةِ سيرِها.

أمّا أنْ يتصدّر َ بطولةَ المشهدِ عناصرُ كتائبيةٌ وقواتيةٌ مدججون بالسِّلاح، ويبادرون إلى إطلاق ِ النارِ على من كان فيها على مرافقيها للحماية، ويقتلون سائقَها بِدَمٍ باردٍ من دون ِ أنْ يعتديَ أحدٌ عليهم، أو يُطلِقَ النارَ بِاتِّجاهِهِم، فهذا أمرٌ مستغربٌ ومستهجن، ويدعو إلى التساؤل ِ عن ِ الجِهَةِ التي دفعتهم للقيام بما قاموا به، من اعتداءٍ وجريمةِ قتلٍ موصوفه.

الفيديوهاتُ المتداولةُ بكثرةٍ على وسائلِ التواصُل ِ الِاجتماعِيّ، ومصدرُها أبناءُ المنطقةِ نفسِها التي حصلَ فيها الحادث،يؤكد أحدها، وبصوت المصوِّرة أنّ القتيل"بجاني" هو من بادرَ بإطلاق ِ النارِ على الشهيد أحمد قصاص وسُمِعَ، صوتها وهي تقول: "قتلو قتلو".

أيضاً انتشر فيديو آخر يوثِّقُ كيف استشهد البطل أحمد قصاص عن مسافة قريبة جداً، وكيفَ رَدَّ عناصر حماية الشاحنة على المجرم بجاني وأردوه فوراً، وبلسان أهل المنطقة أنفسهم، وعلى الهواءِ مباشرةً، اعترفَ بعضُهم أنَّ "بجاني" هو مَن بادرَ إلى إطلاق الرصاص بِاتّجاه الشباب الشهيد.

أيضاً، وبأيِّ وَجْهِ حَقٍّ يُطالِبُ هؤلاء القتلةُ المُجرِمونَ ونُوابَهُم الشّاذّين، بالكشفِ عن مُحتوى الشاحنة، ويُحاولون مصادرتَها ومنعَ الجيشِ من إفراغِها ونَقْلِها؟!!

العُهرُ الِانعزاليُّ وَصَل حَدَّ تناسِي أنَّ فِعْلَ المجرمِ الذي قُتِل، أعني "بجاني"، الذي قَتَل شاباً في مقتبلِ العمرِ، وهذا يُعْتَبَرُ جريمةً موصوفةً، ومشروعَ فِتْنَةٍ شبيهاً ب"بوسطة عين الرُّمّانة".

قناة الفتنة: ال MTV ملأتِ الدُّنيا سموماً، وكذلك فعلت عرَّابتُها أل New Tv, التي رقصَتْ أكثر َمِنْ أُمِّ العريس،حسب الدّفعة بالدولار.

أمّا قناتا العربية والحدث،العبريتان، فحَدِّثْ ولا حَرَج.

أخيراً، للذين أرادوا إحياءَ أمرِهِم بِدَمِ القاتِلِ المقتول "بجاني"،على طريقَةِ مَن عَهروا في ١٤ شباط ٢٠٠٥، واعتاشوا على حسابِ دِماءِ الشهيد رفيقِ الحريري، نقول:

- [ ] نحنُ ننقلُ سلاحّنا بشاحناتٍ وعلى الأرض، وكانت دائماً تمرُّ على الطريقِ نفسِها التي انقلبتْ علَيها هذه الشّاحنة، لم نكُن يوماً ننقلها بمنطاد، وهذه الأرض أرضنا، نحنُ دافعنا عنها، ودفعنا ثمنها.

- [ ] الشهيد أحمد قصاص دافع عن كنائسكم وصلبانكم في صيدناياومعلولا، ودافع عنها في ربلة وحمص وحماه ودمشق وحلب، وفي كل مكان؛

وأيضاً أحمد حَرَّرَ راهباتكم، وحمىَ القاعَ والفاكهةَ وديرَ الأحمرِ وشليفا،

أحمدُ ما جاءَ إلى الكحّالةِ ليقاتلكم، فرضتْ عليه الظروفُ أن يتوقفَ هناك فقتلتموه غيلَةً وغدراً، كما هو دأبُكم.

أهالي هذه المنطقة، الكحّالة التي حصلت فيها الحادثةُ تحديداً وفي النقطةِ نفسها، ذبحوا آلافَ اللبنانيينَ، من غيرِ الكتائبِ والقوّات،خلال الحرب الأهلية، فقط لِاختلافِ معتقداتهم عن معتقدات الكتائب والقوّات،ولغايةِ اليوم، لايزال مصير المئاتِ منهم غيرَ معروف

منطقتكم (الكحّالة)، لها تاريخُها في الغدرِ والعصبية، ونحن نعرِفُها جيداً.

لذلكَ نؤكِّدُ لكم أنَّ لبنانَ ليس لكم وحدكم، ولسنا لاجئين في لبنان، التزموا حدَّكم.

والباقي تعلمونه جيّدا.

بيروت في..

10/8/2023

المصدر: موقع إضاءات الإخباري