كَتَبَ د. اِسماعيل النجار:
مقالات
كَتَبَ د. اِسماعيل النجار: "الفَخَّارُ يَرْشَحُ ماءً، ومار شربل يرشَحُ زيتاً، والأنظِمَةُ العربية (العبرية) ترشحُ كَذِباً ونفاقاً وخيانة.", ما أشبهَ الماضي بالحاضر!
د. إسماعيل النجار
30 آب 2023 , 12:02 م


عندما كانَ مُحَمَّدٌ عليه أفضلُ الصلاةِ والسلام ِراعياً للغَنَم، كانوا يسَمُونَهُ في مَكَّةَ: الصادقَ الأمين، وعندما أصبَحَ نَبِيَّاً وتضاربَتْ مصالِحُهم معَ دعوَتِهِ النَّبَوِيَّةِ الشريفة، وشعروا بأنَّ جاهَهُم وسُلطانَهُم وثراءَهُم في خطر، خصوصاً أبا سُفيان وأبا جَهل وأبا لَهَب،

قالوا عنه صَلَّىَ الله عليه وسلم: إنَّهُ ساحرٌ وأُمِيٌّ ودجَّال.

واليوم، التّاريخُ يُعِيدُ نفْسَهُ ويتكَرَّر، فعندما كانتِ المقاومةُ الإسلاميةُ اللبنانيةُ تقاتلُ إسرائيلَ بِقُدُراتٍ بدائية،كانت بنظر الأعرابِ، من بابِ المسايرَةِ والمداهنَةِ مقاومة، وعندما أصبحت تمتلكُ قُدُراتٍ تُهدِّدُ أصلَ وجود ِالكِيان ِ الغاصبِ أصبحتْ هذه المقاومةُ مُنظّمةً إرهابيةً، بنظرهم، كما أوحى لهم ربُّهم الأمريكي الصهيوني.

أيضاً إيرانُ.. كانت بَلَد الحرياتِ والدَّولةُ الديمقراطيةُ الصديقةُ للغربِ وإسرائيل، عندما كان الشاهُ حاكماً يُنَفِّذُ أجِنْداتِهِم، فأفسحوا لها المجالَ لتتحَكَّمَ بِرِقابِ حُكَّامِ الخليج، فيأتونَ إليه صاغرين.

عندما اِنقلبَ النظامُ في البلادِ وأصبحتْ إيرانُ تُعادي الغربَ وإسرائيل، ورفعت عَلَمَ فِلَسطين،تحوّلت إلى دولةٍراعيةٍللإرهاب وحوصِرَت من كلِّ دُوَلِ العالمِ، وعاداهاالعربُ المنبطحون.

العراقُ الحبيب، إبّانَ حُكْمِ الطاغيةِ صدام، كانَ صديقاً ودوداً للغربِ والخليج، وشنَّ حرباً على إيرانَ، لِمُدَّةِ ثماني سنوات، وعندما انتهتِ الحربُ، وانتهى دورُهُ حاصروه.

غَزَوا العراق وأسقطوا نظامَ الحُكمِ وأعدموا صدام.

◦ سورية، إبَّانَ فترةِ حُكمِ الرئيسِ حافظِ الأسد، عندما كانت تفاوضُ إسرائيلَ في تُركيا والولايات المتحدةِ الأمريكية، كانت تحتَ المِجهَر، وعندما فشلتِ المفاوضاتُ وتوقفت، بسببِ عشرةِ أمتارٍ شرقّ بُحَيْرَةِ طَبَرَيّا رفضتْ سوريّةُ التنازُلَ عنها بَدَأ التخطيطُ لإسقاطِها، وهذا ما بدأوا به عام ٢٠١١،ولا يزالُ مُستَمِراً لغاية اليوم، لكنَّهم فشِلوا حيثُ عاودوا الكَرَّةَ مُجَدَّداً، بتمويلٍ قطريٍّ منذ مدة، وسيفشلون.

اليَمَنُ الذي كانَ خاضعاً لسُلطةِ علي عبدالله صالح(عفاش) كانَ مُوَحّداً،وعندما انتفضَ بِوَجْهِ أمريكا، شَنَّت عليهِ حرباً معَ السعوديةِ والإماراتِ وسبعَ عشرةِ دولة أُخرىَ، وقسَّموهُ لدولتين.

إن هذه الطُّغمَةَ السياسيةَ التي تحكمُ الدُوَلَ العربية، ليست سِوَىَ أدواتٍ عميلةٍ خاضعةٍ خانعة، تعملُ لِتَحقيقِ مصالح أمريكا وإسرائيل، ومع طردِ أمريكا من المنطقة، وزوالِ هذا الكِيان ،ِلن يبقى لهُم ولِأسيادِهِم الأميركيين أيُّ وجود.

الأمرُ سينتهي عِندما يُشِيرُ الأمينُ على الدِّماءِ بِإصبَعِهِ لِلْمقاومةِ، لتسيرَ نحوَ الجليل، ومن هُناكَ تكونُ البداية، وسترسمُ النهايةَ للأعداءِ والعملاء.

وإنّ غداً لناظره قريب.

بيروت في...

29/8/2023

المصدر: موقع إضاءات الإخباري