عبد الحميد كناكري خوجة : مساعي الصالح وهرولة الطالح وتضارب المصالح
مقالات
عبد الحميد كناكري خوجة : مساعي الصالح وهرولة الطالح وتضارب المصالح
عبد الحميد كناكري خوجة|كاتب من سورية
31 كانون الثاني 2025 , 07:08 ص


من خلال تسليط بقعة الضوء على مجريات الأحداث التي جرت فوق التراب والخارطة الجغرافية لمسقط رأسي بلد الأبجدية الأولى ومنذ تنحي ورحيل النظام السابق ورغبة مني في تعرية أوراق وفضح مزاعم أعداء وطننا العربي وأعداء الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالمقام الأول خصيصا بعد إنتصار ثورتها سنة 1979 على نظام التخاذل والعمالة والإنبطاح نظام سرقة ونهب موارد الشعب الإيراني المتمثل أنذاك بالشاهنشاه المخلوع محمد رضا بهلوي الذي نهب ثروات البلاد من ذهب وألماس وكتوز وآثار وأودعها في بنوك خارجية بإسم عائلته ودائرة المقربين منه وإلى وقتنا هذا مازلت هذه المسروقات والمنهوبات محتجزة في بنوك بريطانيا وغيرها من بنوك أوربية كما فتح الأبواب على مصراعيها للتواجد الإستعماري الأمريكي غربي الطامع بنهب وسرقة خيرات البلاد وإحلال الفساد الأخلاقي بها وضرب القيم الإسلامية.. تلك القيم والأخلاق المبنية على محاربة الفساد والسير على أحكام القرآن الكريم أولا وبسبب إصطفاف الحكومة الثورية الإيرانية مع قضايا التحرر والإستقلال ووقوفها مع تلك القضايا العادلة والمحقة وفي مقدمتها القضية المركزية و المسجد الأقصى المبارك الذي يدنس من قبل قوات الورم السرطاني وبسبب تحول إيران لجمهورية تسير ضمن النهج والأخلاق القرآنية وبسبب طردها للمصالح الإستعمارية وتبنيها ودعمها قضية العرب والمسلمين الأولى قضية إحتلال وتدنيس الأقصى الشريف وغيره من المقدسات الإسلامية والمسيحية على حد سواء جعلها تدفع فاتورة عالية من دم أبناءها واقتصادها وإخضاعها إلى حصار ظالم جائر منذ أنتصارها على الظلم والطغيان كما بدأت تلك القوى الخبيثة الإستعمارية الطامعة بسلب ونهب خيرات أمتنا بنفخ سموم أحقادها ضد حكومة طهران وكيل الأطنان من التهم الباطلة ضدها من أجل الضغط عليها وإخضاعها للإملاءات الصهيغربيامبريالية حيث لم تتوقف الماكينة الإعلامية الغربيصهيونية الممولة بأموال من بعض حكومات رجعية عن بث سموم أحقادها ضد طهران ومحاولاتها الدائمة لتشويه وتلطيخ سمعتها وشيطنتها وجعلها العدو الأول والبعبع المرعب الذي تخيف به شعوب وحكام تلك الدول من أجل ابتزازها وامتصاص خيراتها ولثني هذا البلد عن مواقفه وإركاعه وإجباره على ركوب قطار الذل والهوان قطار التطبيع والإنبطاح مع حكومة الورم السرطاني أولا والخضوع والركوع لحكومات تلك الدول ذات الماضي الإستعماري والإجرامي..

لاننسى أيضا قيام حكومة الشيطان الأكبر بنهب مئات المليارات من موراد الحج والعمرة وثروات الغاز والنفط من المملكة السعودية بحجة حماية بعض أصحاب العروش من الخطر الإيراني المزعوم حيث لو كرست تلك الموارد المالية الضخمة وأنفقت على مشاريع في الدول الإسلامية لكانت ستعود بفوائد هائلة ولما بقي مسلم واحد على وجه الأرض ضمن دائرة الفقر تلك الموارد التي هي حق لأبناء الأمة الإسلامية جميعا..

لم ولن يتجلى دعم طهران لأشخاص أو حكام سابقين في سورية بل تجلى هذا الدعم لأبناء الشعب الفلسطيني المكلوم أولا وللشعب السوري بكافة أطيافه ونسجه وشرائحه ومكوناته ومن خلال إيجاد موطأ قدم في سورية المطلة بحدود واسعة على الأرض المغتصبة (واللبيب من الإشارة يفهم) إضافة أن لعشرات الملايين من أبناء الشعب الإيراني المسلم الحق بزيارة الأماكن الإسلامية المقدسة في سورية كمقام السيدتان زينب ورقية وبعض آل البيت عليهم السلام خصيصا في دمشق وريفها حيث أن معظم مسلمي الشعب الإيراني يقتدون بالقرآن الكريم أولا وبسيرة آل بيت رسول الله ثانيا رسول ونبي الهداية ونبي البشرية جمعاء ..وبمن يجدونهم كفؤا من أصحاب مخيرين إضافة لوجود مصالح تجارية إقتصادية وثقافية تجمع الشعبين كما أن لإيران أيضا فضل الوقوف المادي والدعم اللوجستي لأبناء الشعب السوري من حيث تسديدها لرواتب الموظفين في سورية وإعانتها بالكهرباء والغاز والنفط ومواد ومساعدات غذائية ضخمة للسوريين أبان سنوات التكالب الدولي والحصار الجائر المفروض على الشعب السوري هاهي دول أوربية وبعضها أعرابية بدأت تهرول وتتهافت على دمشق طمعا منها لإيجاد موطأ قدم بعد تنحي نظام الحكم الرئاسي السابق ومغادرته البلاد حيث أن معظم تلك الحكومات لم تأتي محبة بالشعب السوري بل جاءت لتمشية مآربها ومصالحها الشخصية بالإمكان القول أن معظم هذه اللقاءات والزيارات والإجتماعات بالحكومة السورية المؤقتة تسعى خدمة لمصالح هذه الدول الموصوف حكامها بالسير ضمن مايعرف بسياسة المعاير المزدوجة أما نسبة للدول التي كان لها وقفات أخوية تجاه سورية وشعبها كحكومة طهران التي كانت ولازالت تجمعها مصالح مشتركة مع أبناء هذا الشعب السوري العظيم والتي تسعى بفتح قنوات إتصال وتجديد صفحات الماضي والعودة الجدية لمتابعة العلاقات الأخوية مع الدولة السورية وحكومتها المنتخبة..حيث سجل التاريخ الماضي والحاضر مواقف مشرقة لطهران تجاه مد يد المساعدة لأبناء الشعب السوري أبان محنته..

حكومة طهران التي تتقدم وتتقرب إلى دمشق وشعبها تحقيقا لطموحات ومصالح مشتركة مشهود لها بمواقفها النبيلة سابقا..وقلناها مرارا وتكرارا ونرددها لتذكير الغافلين أن يدركوا من هو عدوهم الحقيقي هذا العدو المحتل الغاصب المدنس للحرمات والمقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية على حد سواء وجرائمه النكراء التي ترقى إلى جرائم حرب يندى لها الجبين والتي سبقت جرائم الفاشية والنازية بحق رضع وركع ورتع قطاع العز والشموخ والبسالة. 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري