كتب الدكتور طوني شرارة، من باريس:
مقالات
كتب الدكتور طوني شرارة، من باريس: "عارٌ وألف عارٍ،ما جرى في الكحالة يوم أمس!!!!!!"
12 آب 2023 , 10:38 ص


المقاومةُ انتصرت في العام ألفين، وعندما دخلت الجنوب بعد تحريرِه منَ الاحتلالِ الصهيونيّ، لم ترتكب خطأً واحداً، بحق الناس القابعينَ تحت سلطةِ الِاحتلال قبلَ دحرِهِ عن لبنان؛ بل لم تتعاطٓ مع أحدٍ من أهالي العملاء، على اختلاف طوائفهم، فيما تركتِ الدولةَ تقومُ بواجباتِها.

ورغمَ ذلك قامتِ الدولةُ بمحاكمتهم صوَرياً، وتراوحتْ أحكامهم حينها، بين ثلاثةِ أشهرٍ إلى شهرٍ واحد، ورغمَ كلِّ الجِراحِ التي عانتها منهم القاعدةُالشعبيةُ للمقاومة، لم تعترضْ قيادتُها على هذه الأحكام، واعتبرت أنَّ الدولةَ هي الجهةَ الصالحةَ لهكذا أمر.

كما أنّها قدّمت آلاف القِطعِ من الآليات التي استولت عليها من الجيش الإسرائيلي، قدّمتها للجيش اللبناني لِاستخدامها مع آلياته.

كما أنّها قدّمت خيرةَ شبابِها من أجل ِ تحريرِ لبنان.

وعندما اندحرت اسرائيلُ، استعادتِ المقاومةُ الأرضَ والمياهَ والأسرى، لجميع ِ أبناءِ الطوائف اللبنانية، كما هو الأمر بقتالها للحركات التكفيرية، فيما الآخرون يحتفظون بأبنائِهم،يتخصصونَ ويتعلمون، والساسةُ في لبنانَ يرشحونَ أبناءهم كي يتبوأوا المناصبَ ومقاعدَ النيابةِ والوزارة،

والأمثلةُ على ذلك كثيرة:

أسرةُ آل الجميِّل ابتداءً من بشير إلى أمين ونديم وبيار وسامي فضلا عن الجَدّ الأكبر.

أُسرةُ آل ِ فرنجية من الجدِّ إلى الإبن، ثم الحفيد طوني.

ميشال عون وأصهرتُهُ: شامل روكز،قبل الطلاق، وجبران باسيل.

إميل لحود وابنه الذي كان نائبا.

جبران التويني وابنتُه نايلة

نايلة معوض وابنُها ميشال.

سمير جعجع استبدل نفسّهُ بزوجتِه ستريدا طوق.

إلياس الهراوي وصهرُه فارس بويز.

إلياس المر وابنه ميشال وابنته ميرنا.

وليد جنبلاط وابنه تيمور ؛ واللائحةُ قد تطول وتطول!!!!!

ولكن اذا انتقلنا الى حزبِ الله ِ كقيادةٍ مضحيةٍ قدمتِ الكثيرَ من الشهداءِ على مذبحِ الوطن، نقِفُ جميعا خجولين من هؤلاءِ القومِ الذين جاؤوا من عاشوراءِ التاريخ، وانهالوا في جوفِ المصلحةِ الوطنيةِ العُليا!!!

والسؤال هو :

لماذا استُشهِدَ نَجْلُ سماحةِ السيد حسن نصرالله، من خلالِ مشاركتِهِ في العملِ الجهاديِّ ضِدَّ الِاحتِلالِ الاسرائيلي؟ والمعلومات تقول:إنّهُ نفَّذَ عشراتِ العملياتِ ولم يعلم أحدٌ يوماً أنَّهُ كانَ مقاوماً، مثل بقيةِ المقاومين، حتّى سقط شهيداً بين يدي الله...

فهل السيدنصرالله كان عاجزاً عن أن يأتي بِابنِهِ نائباً في البرلمان اللبناني، ويحفظَ حياةَ اِبنِه؟؟؟؟

كذلك الشيخ نعيم قاسم، فقد سقط ابنُهُ جريحاً في معركةِ بنت جبيل، خلال حرب اسرائيلَ على لبنان، عام ٢٠٠٦ !!!!!!!!

فهل الشيخ قاسم كان عاجزاً عن ترشيحِ ابنِهِ للنيابةِ أو طرحِهِ كوزيرٍ في الدولة،

كذلك السيد عباس الموسوي رحمة الله عليه، الذي اغتالته اسرائيلُ، عندما كان أميناً عاماً لحزبِ الله.

والسؤال: أينَ اِبنُهُ السيد (ياسر) ولماذا لم يتمَّ ترشيحُهُ للوزارةِ مثلا ؟؟؟

هكذا هم قادةُ حزبِ الله، صادقين في أقوالهم وأفعالهم معَ ناسِهِم ومعَ الآخرين، ولا يبغُونَ من هذِهِ الدنيا شيئاً.

أفإذا انقلبت شاحنةٌ تنقلُ عَتاداً أو سلاحاً من مكان ٍ إلى آخرَ يَنْقَضُّ عليها من كان تاريخه ملطخا بالعمالةِ لِإسرائيلَ، عدوِّ لبنانَ واللبنانيين والمشاريع المشبوهةِ والتي باتت أصلاً معروفة؟!!...

أهكذا يُكافَأُ أبطالُ بَلدي؟

بدلَ أن نساعدَهم نُطلِقُ النارَ عليهم لِقتلِهِم خِدمةً أوْ إرضاءً لِإسرائيل!!!

أفلا نخرجُ من ضغائننا وأحقادنا التاريخية ضِدّ أحرارِ بِلادنا؟

قُبْحاً لكُمْ، لقد كُنْتُمْ قذيري العصرفي هذه المشهدية المقيتة والنتنة.

قَبَّحَ الله ُ وُجوهَكم يا عواهِرَ لبنان؛فما حصل في بلدةِ كحالة اللبنانية وأمام بيتِ اللهِ الملكِ القُدُّوس،هو ليس من شيمنا،و لا من شيم المسيح.

تصرفاتكم ليست من نهج العذراء (مريم)، التي كان هذا الشهيد أحمد قصاص يضيءُ، معلولة في سورية، شمعةً لتمثالها، وذلك بعدَ تحريرِها.

ألم تخجلوا من مريمَ العذراءِ،عندما قتلتموه بغيرِ وجهِ حقّ؟؟!!

العارُ كُلُّ العارِ يا أبناءَ العار، المسيحُ ومريمُ منكم بَراء.