سأقـــــاضي حــــــزب الله ، والرئـــــيس عـــــــون ، أمــــــــام حكمــتهما لأنهما التقـطا اللحـظة التاريخـية الاستـراتيجية ، ولم يكـملا النـقـلة النوعية.. كما جاء الانتصار الأول من لبنان ، سيأتي قرار الفكاك من التبعية الغربية
التقطا اللحظة التاريخية وامسكا بها ، فكانت لحظة التحول النوعية ، التي يجب أن لا تغير واقع لبنان فحسب ، بل يجب أن تكون قد أعطت منعكساتها الإيجابية على دول المنطقة كلها . فالتحول النوعي والتقاط اللحظة التاريخية ، لحظة بداية النقلة النوعية كانت . [ عندما تم التوقيع على الاتفاق التاريخي ، بين حزب الله والرئيس عون ، في كنيسة مار مخائيل ] . نعم شكلت هذه اللحظة ، بداية عودة ( الابن الضال ) من غربته الطويلة الأوروبية ، إلى مشرقيته ، إلى جذوره العربية ، حيث عاش مار مارون ومات ، كما كان قبله السيد المسيح . انتقال تم ليس من الانعزالية التاريخية ، إلى الوطنية العامة ، بل إلى التعاضد مع الحركة المقاومة المعادية للغرب ، التي نقلت لبنان من ( قوته في ضعفه ) إلى ( لبنان قوته في قوته ) ، المقاومة التي تعادي الكيان الاسرائيلي أيضاً . هذا الموقف الشجاع الاستثنائي بكل المعايير ، الذي اتخذه الرجل الشجاع الرئيس عون ، شكل فتحاً جديداً في تاريخ لبنان ، وكأنه يقول بذلك لأمريكا ، وأوروبا ، [ نحن خرجنا عن الطوق ] ، بل كسرنا القيد الذي قيدتمونا فيه منذ تأسيس الكيان اللبناني . ومنذ أن قلتم لنا أنتم غربيون ، تلك الكذبة القذرة ، التي انطلت على الكثير من شعبنا ، لا لسنا غربيين ، بل نحن عرب وعدنا إلى أصالتنا . [ وهـــــــــــذا لـــــــــــــــو تعلــــــــــــــمون عظــــــــــــــــيم ] . هذه النقلة النوعية ، خلخلت تجمع عملاء امريكا ـــ اسرائيل ـــ السعودي ـــ التركي ، الداعشي في لبنان ، ومن هذا المِفْصَلْ التاريخي ، بدأ الميزان الوطني ـــ العربي ـــ المقاوم ، يتمدد على مستوى المجتمع اللبناني ، ويحقق انتصارات على حساب الحلف العميل ، حتى على مستوى البرلمان . حلف ( جعجع ، الجميل ، جنبلاط ، الحريرية التي تفتت ، وريفي ، ومشنوق ، والحركة الاسلامية السلفية السوداء ، وغيرهم من سقط المتاع ) . لم يترك العدو الأمريكي وكل استطالاته ، فعلاً أو قولاً إلا واستخدموه ضد المقاومة البطلة ، وضد هذا التحالف الجديد . ولما لم يفلحوا عمدوا إلى قتل الحريري ليقلبوا الطاولة نهائياً بوجه حزب الله وحليفه ، وليستعدوا ضدهما ، الداخل ، والخارج ، ولكن المقاومة تحملت ، وواجهت كل تلك الهجمات المتوحشة ، ولم تهن . بل زادت المقاومة تحدٍ وإصرارٍ على متابعة الطريق المعادي لإسرائيل ، ومن يعادي اسرائيل يعادي أمريكا . ففجروا الحرب عام / 2006 / في وجهها كآخر سلاح ، فكانت المفاجأة التي لم تكن بحسبان أحد ، الانتصار التاريخي الساحق ولأول مرة في تاريخ المنطقة ضد اسرائيل ، من هنا بدأت عملية الاحباط ، والتراجع عند خصومها ، وبدأت عملية التمدد الوطني المقاوم على حساب العملاء ] . وأخــــــــــــــــيراً فجـــــــــــــــروا الــــــــــــــــمرفأ [ هنـــــا وضـــــعوا لبنـــــان علـــــى مفتــــــرق طـــــــرق ] [ ومــن هــنا جئـــت أقاضـــي حـــزب الله والرئيـــس عــــون ] قــــــــــــــــولٌ جـــــــــــــــــــازمٌ : لا يمكن للبنان أن يتحرر، إلا بخروجه نهائياً من تحت العباءة الغربية ، وهذا لن يتم إلا بقرار تاريخي جريء ، ألا وهو التوجه شرقاً ، نحو الصين ، وروسيا ، وإيران ، وهذا القرار ضرورة موضوعية لنقلة المنطقة كلها . لأن انهاء الزواج غير الشرعي ، وغير المتوازن مع الغرب ، لابد وأن يأت من لبنان أولاً ، كما جاءت المقاومة بالانتصار الأول على الكيان الاسرائيلي من لبنان . أقــــــــــــــــــــر أن الأمــــــــــــــــــر ليــــــــــــــــس هيـــــــــــــــــــناً . ولكن من أمسك بلحظة التحول التاريخية ، لحظة التوقيع على الاتفاق المفصل ، ولحظة النصر المؤزر . !! لنا الحق أن نطالبه أو يجب أن يكون قادراً ، بل هو قادرٌ على الامساك بلحظة اصدار قرار الانتقال النوعي العظيم نحو الشرق ، لأن المنطقة كلها متأهبة لذلك . فالعودة إلى ( بوس الذقون ) والحكومة الوطنية ، كما فعلتم دائماً لم يعد الطريق السليم ، هو طريق تكراري جربتموه كثيراً ، فالقرار الشجاع الحاسم ، لابد أخذه عاجلاً أم آجلاً . ونثق أنكم تعلمون أن الطابور العميل لن يسلم أوراقه بسهولة ، ويسر ، ولا بد أن يقاوم ، حتى تتقطع به السبل ، ويأكل قتلته الأخيرة ، فالمعركة إذن حتمية ، الآن أو بعد غدٍ . لكم الحق في التعامل مع هذا القرار ، قرار الخلاص ، والانتقال ، بروية وحكمة ، ولكن لابديل عنه اطلاقاً ، فهو قادمٌ ، قادمْ .