في وقت سابق الأحد، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي نجاح أديس أبابا في جولة الملء الرابعة والأخيرة لسد النهضة الإثيوبي، حسبما أوردت وكالة الأنباء الإثيوبية
بعد إعلان رئيس الوزراء أبي أحمد، انتهاء المرحلة الرابعة والأخيرة لملء سد النهضة الإثيوبي؛
انتقدت مصر "الإجراءات الأحادية" لإثيوبيا،
في وقت سابق الأحد، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد نجاح أديس أبابا في انتهاء عملية تعبئة سد النهضة الضخم على النيل الأزرق والذي يشكل مصدر توتر مع مصر والسودان حسبما أوردت وكالة الأنباء الإثيوبية
ونقلت وكالة الأنباء الإثيوبية عن منشور كتبه أبي أحمد عبر صفحته في فيسبوك: "لقد واجهنا تحديات داخلية وضغوطا خارجية. لقد تغلبنا على كل هذه الأمور وأصبحنا قادرين على الوصول إلى هذه المرحلة". ودعا الإثيوبيين إلى مواصلة دعمهم حتى اكتمال السد.
“የሕዳሴ ግድብን ውኃ ሞልተን ኢትዮጵያ አይበገሬና የምትፈልገውን ማሳካት የምትችል እንደሆነች እንዲያውቅ በማድረግ የትውልድን ልብ የሚያክሙ ሥራዎችን ጀምረናል፡፡” pic.twitter.com/SFKFJlffwI
— Abiy Ahmed Ali ?? (@AbiyAhmedAli) September 10, 2023
وفي بيان للخارجية المصرية، في تعليقها على إتمام إثيوبيا عملية الملء الرابع لسد النهضة، إن "ذلك يعد استمرارًا من جانب إثيوبيا في انتهاك إعلان المبادئ الموقع بين مصر وإثيوبيا والسودان عام 2015، والذي ينص على ضرورة اتفاق الدول الثلاث على قواعد ملء وتشغيل السد الإثيوبي قبل الشروع في عملية الملء".
وأضاف البيان أن "اتخاذ اثيوبيا لمثل تلك الإجراءات الأحادية يُعد تجاهلاً لمصالح وحقوق دولتى المصب وأمنها المائى الذي تكفله قواعد القانون الدولي".
وأشارت الخارجية المصرية إلى أن "هذا النهج، وما ينتج عنه من آثار سلبية، يضع عبئاً على مسار المفاوضات المستأنفة، والتى تم تحديد أربعة أشهر للانتهاء منها، والمعقود الأمل في أن تشهد جولتها القادمة المقرر عقدها في أديس ابابا، انفراجة ملموسة وحقيقية على مسار التوصل إلى اتفاق على قواعد ملء وتشغيل السد".
بيان للخارجية المصرية بعد إعلان أبي أحمد نجاح "الملء الأخير" لسد النهضة
— Egypt MFA Spokesperson (@MfaEgypt) September 10, 2023
ودشنت إثيوبيا رسمياً في فبراير (شباط) 2022 إنتاج الكهرباء من السد الذي تقدمه على أنه من بين الأكبر في أفريقيا. وتم تعديل هدف إنتاجه من 6500 إلى 5000 ميغاوات، أي ضعف إنتاج إثيوبيا الحالي، ويتوقع أن يبلغ كامل طاقته الإنتاجية عام 2024.
و تريد إثيوبيا الوصول بإجمالي المياه المخزتة في بحيرة السد إلى 74 مليار متر مكعب، في حين يتوقع أن تقوم بتعلية جديدة في جسد السد قوامها 20 مترًا، قبل موعد الفيضان الجديد في يونيو/ حزيران المقبل. ويبلغ ارتفاع السد 145 مترًا وطوله 1,8 كيلومتر
ويعد سد النهضة حيوياً بالنسبة لأديس أبابا، وقد بلغت تكلفته أكثر من 3.7 مليار دولار، ويدخل في صلب صراع إقليمي منذ أن بدأت إثيوبيا العمل فيه خلال العام 2011.
ومن خلال السد، الذي يبلغ طوله 1.8 كيلومتر وارتفاعه 145 متراً، تعتزم إثيوبيا مضاعفة إنتاجها من الكهرباء، التي لا يصل إليها سوى نصف سكانها البالغ عددهم حوالى 120 مليون نسمة.
وتخشى مصر والسودان أن يؤدي ذلك إلى تقليل إمدادات المياه لديهما.
وطلبت الخرطوم والقاهرة مراراً من إثيوبيا التوقف عن ملء خزان سد النهضة، في انتظار التوصل إلى اتفاق ثلاثي بشأن آليات تشغيل السد.
وتعتبر مصر هذا السد الكبير تهديداً وجودياً لأنه يعتمد على نهر النيل في 97 في المئة من احتياجاته المائية. أما الخرطوم، فقد تباين موقفها خلال السنوات الأخيرة.
مسيرة التفاوض
منذ 2011، تتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا للوصول إلى اتفاق بشأن ملء سد النهضة وتشغيله، لكن جولات طويلة من التفاوض بين الدول الثلاث لم تثمر حتى الآن عن اتفاق.
وكان آخر جولات المفاوضات الرسمية بين الدول الثلاث في العاصمة الكونغولية كينشاسا، في أبريل (نيسان) 2021، برعاية رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكيدي رئيس الاتحاد الأفريقي وقتها، لكنها باءت بالفشل نتيجة الخلافات بين الأطراف الثلاثة.
وكانت إثيوبيا رفضت مقترح الوساطة الرباعية الذي تقدمت به السودان لتشمل كلاً من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة إضافة للاتحاد الأفريقي، كما رفضت مقترحاً آخر لتطوير العملية التفاوضية بتمكين الدول والأطراف المشاركة في المفاوضات كمراقبين من الانخراط في المباحثات، والمشاركة في تسييرها وطرح حلول للقضايا الفنية والقانونية الخلافية، وظلت أديس أبابا متمسكة بموقفها في حصر الوساطة بالاتحاد الأفريقي.
وتصاعدت الاتهامات حينها بحق إثيوبيا، واعتبرت الخارجية المصرية أن إثيوبيا تماطل من خلال الاكتفاء بآلية تفاوضية شكلية وغير مجدية.
وبعد عدة أشهر من تشكيل جبهة مشتركة مع مصر في العام 2022، قال قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، في يناير (كانون الثاني) الماضي، إنه "اتفق على كل النقاط" مع آبي أحمد في ما يتعلق بسد النهضة.
وبدأت في 27 أغسطس (آب) جولة جديدة من المفاوضات في القاهرة.
هذا وقد إستأنف كل من مصر والسودان وإثيوبيا المفاوضات الشهر الماضي، حيث تحاول القاهرة والخرطوم التوصل إلى اتفاق ملزم مع أديس أبابا بشأن تشغيل وملء سد النهضة، خاصة في وقت سنوات الجفاف.
وقال وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم حينها إنها تهدف الى التوصل لاتفاق "يراعي مصالح وشواغل الدول الثلاث"، مشدداً على "أهمية التوقف عن أية خطوات أحادية في هذا الشأن".
وقبل ذلك بأسابيع قليلة، في منتصف يوليو (تموز) الماضي، أمهل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وآبي أحمد نفسيهما أربعة أشهر للتوصل إلى اتفاق بشأن ملء وتشغيل السد، وذلك خلال اجتماع على هامش قمة الزعماء الأفارقة بشأن الحرب الدائرة في السودان.