رحيل طبيب مقاوم, كاتب ومفكر ومثقف لم يساوم.. الدكتور فايز رشيد
مقالات
رحيل طبيب مقاوم, كاتب ومفكر ومثقف لم يساوم.. الدكتور فايز رشيد
طارق ناصر ابوبسام
29 أيلول 2023 , 17:48 م

بالأمس واليوم تزاحمت الكثير من الأفكار في رأسي ،عن ماذا أكتب.

هل اكتب عن عبد الناصر و رحيله في مثل هذا اليوم ٢٨/٩/١٩٧٠ ؟؟

هل اكتب عن الوحدة بين سوريا ومصر ومن ثم الإنفصال ؟؟، والذي وقع في مثل هذا اليوم ٢٨/٩ /١٩٦١.

هل اكتب عن انتفاضة الأقصى التي اندلعت في مثل هذا اليوم ٢٨/٩/٢٠٠٠

وفي ظل تزاحم هذه الافكار، وردني الخبر المؤلم، وهو رحيل الرفيق والصديق العزيز الدكتور فايز رشيد.

نحيت كل هذه المواضيع جانبا ،خاصة أنني كتبت عنها مرات عديدة في السنوات السابقة.

وقررت ان أمسك قلمي وأكتب عن الدكتور فايز، لما له من مكانة خاصة عندي، ومن تاريخ نضالي مشترك، معه ومع زوجته الرفيقة المناضلة ليلى خالد... والذين جمعتني معهم علاقات وطيدة امتدت على مدار اكثر من ٥٠ عاما وبدأت قبل زواجهما.

عند سماعي للخبر عادت بي الذاكرة الى الوراء ،اكثر من نصف قرن ،عندما كنا ندرس في موسكو في بداية السبعينيات.

حيث درسنا معا وناضلنا معا من اجل فلسطين ،وتعارفنا على بعضنا البعض من خلال الإنتماء الى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والتي اختارها كل واحد منا عن قناعة تامة.

بقي فايز متمسكاً بها ومدافعاً عنها حتى الرحيل، وسوف أبقى كذلك وهذا عهد قطعته على نفسي رغم كل الظروف.

لقد رحل د فايز وهو حاملاً رايتها، ومازلت شخصيا افتخر واعتز بتاريخي معها.

نعم

رحل اليوم الرفيق والصديق ،الدكتور فايز.

رحل صاحب المواهب المتعددة

رحل الكاتب والصحفي

رحل رجل السياسة والإعلام

رحل الروائي والمفكر.

رحل المثقف واسع الاتطلاع.

رحل من آمن بتحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني.

رحل وهو يردد مقولة الرئيس الخالد جمال عبد الناصر “ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة” وهو القومي الناصري حتى نخاع العظم

رحل من حارب التنازلات، وقاتل ضد اوسلو والفساد.

رحل المتمسك بالمبادئ، الذي لم يهادن، او يساوم.

رحل عاشق فلسطين والمناضل من اجل تحريرها.

رحل وهو يحمل معه حلم العودة الى قلقيلية مسقط راسه.

الدكتور فايز

كان مناضلا من نوع خاص وطراز رفيع.

كان صادقاً فيما يقول، شجاعا في طرح موقفه.يؤمن بالحوار الهادف.

كان يسير عكس التيار

كلما اشتدت الصعوبات زادته صلابة

وكلما ازدادت التنازلات عن المباديء والقيم والارض زاد تمسكا بها.

قاتل بشراسة ضد أوسلو والتنسيق الامني، وحارب المستسلمين، وبقيت القضية الفلسطينية شغله الشاغل طوال حياته، حتى في سنوات مرضه.

لم أزره مرة إلا وكانت فلسطين وأزمة الثورة المعاصرة والخروج من المازق، واوضاع الجبهة والتطورات داخلها والمسؤوليات الملقاة على عاتقها ودورها في معالجة هذه الأزمة، إلا وكانت كل هذه العناوين مدار البحث والنقاش فيما بيننا، وكانت الرفيقة ليلى مشاركة دائمة في هذا الحوار وتضفي عليه طابعا خاصا مميزا ،بما تملكه من وعي وقدرات وتجربة طويلة.

الدكتور فايز كان مسكونا في فلسطين ،والجبهة تسكن في داخله

رحل من فضل العام على الخاص ومن انحاز لشعبه ووطنه وليس المصالح الشخصية الضيقة.

رحل مؤلف كتاب تزوير التاريخ ،ردا على كتاب نتنياهو مكان تحت الشمس.

الدكتور فايز كان بإمكانه بحكم قدراته وتعدد مواهبه وتاريخه النضالي ،ان يكون وزيرا او سفيراً او مديراً عاماً على الأقل في مؤسسات ودوائر السلطة كما غيره الكثير لو وقف مع اوسلو، ولكنه رفض ذلك رفضا قاطعا جازما.

نعم

كنت أسأل فايز عن صحته وكان يسأل عن الوضع الفلسطيني.

كنت اساله عن العلاج ويسألني عن الخروج من المازق

كنت أسأله عن الدواء والعلاج .

وكان يجيب العلاج للوضع الفلسطيني هو الأهم ،وهذا لن يتم الا عن طريق المقاومة والتمسك بالبندقية.

نعم

غادرنا اليوم ورحل عن عالمنا الرفيق الاصيل ،صديق الدرب الطويل وزمن المقاومة الجميل.

غادرنا الى عالم آخر ،لا نفاق فيه ولا فساد.

هل نرثيك اليوم وانت من رثيت الكثيرين من المناضلين والقادة .

اليوم نودعك الى مثواك الأخير، رحلت عنا وانت باق فينا.

وبكل الم وأسف انني لم استطع المشاركة في التشييع، ولم استطع طبع قبلة الوداع على جبينك، ولم أتمكن من الهمس في اذنك اننا على العهد باقون.

وفي يوم الرحيل والوداع

اتقدم باسمي وباسم عائلتي بخالص العزاء للرفيقة المناضلة ليلى خالد زوجة الرفيق وشريكة حياته، وأولاده بدر وبشار، وشقيقه أمين رشيد.

كما اتقدم بالتحية للرفيقة ليلى التى وقفت الى جانبه في هذه الظروف الصعبة وفي الوقت الذي كانت فيه تحتاج لمن يقف الى جانبها بسبب المرض الذي اصابها ،وكانت قمة في الاصالة والوفاء كما عودتنا. لها كل التحية والتقدير إلى جانب العزاء.

ابا بدر

رفيقي وصديقي الحبيب

وانت صاحب التجربة الطويلة في مختلف الميادين ..تجربة عمرها هو عمر الثورة الفلسطينية المعاصرة.

مهما كتبت عنك لن اعطيك حقك.

يكفيك انك عشت مناضلا ورحلت مناضلا وقدمت لشعبك و وطنك كل ما تستطيع.

نم قرير العين

لا نقول لك وداعاً

بل نقول الى اللقاء ..الى اللقاء

سلام لك وسلام عليك.

طارق ابو بسام

براغ، 29/9/2023

ولد الدكتور فايز عام ١٩٥٠ في مدينة قلقيلية في فلسطين

انتمى لحركة القوميين العرب في مطلع شبابه

اعتقل وسجن لمدة عامين في سجون العدو بسبب نشاطه السياسي، ومن ثم ابعد خارج الوطن.

درس الطب في موسكو ومن ثم تابع دراسته وحصل على شهادة الدكتوراة في العلاج الطبيعي من جامعة منسك في بيلاروسيا.

عضو رابطة الكتاب الأردنيين

عضو الاتحاد العام لنقابة الأطباء الفلسطينين

عضو نقابة الأطباء الأردنيين

عضو في الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين

له العديد من المؤلفات والكتب منها.

الجراح تشهد ،مذكرات طبيب زمن الحرب ّ)اثناء عدوان ١٩٨٢ على لبنان(

تزوير التاريخ رداً على كتاب نتنياهو، مكان تحت الشمس.

زيف ديمقراطية إسرائيل

خمسون عاما على النكبة

اضافة إلى المئات من المقالات والابحاث التى نشرت في العديد من الصحف الفلسطينيه والعربية.

الدكتور فايز

متزوج من الرفيقة ليلى خالد وقد انجبا ولدان هما بدر و بشار.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري