ترجمات
إن هجوم حماس ليس مجرد مفاجأة، بل هو نتيجة لفشل استخباراتي وعملياتي هائل، بتكلفة أعلى مما قد تبدو عليه، والتي ستظل محفورة في الوعي الوطني لسنوات عديدة. إن الهجوم الذي شنته حماس كان ثمن فشل نموذج ضبط النفس والاحتواء والإدمان على الهدوء، والذي رافق" إسرائيل "منذ عام 2009. وسوف يكون هناك وقت لإجراء التحقيقات وجلد الذات، ولكن بمجرد استعادة السيطرة على المجتمعات المحيطة بغزة. وبعد استعادتها، يجب أن يصبح الهدف الاستراتيجي المحدث للحملة ضد حماس واضحا.
لقد أعلنت" إسرائيل" حالة الحرب لأول مرة منذ عام 1973، وهذا له أهمية كبرى - من الناحية القانونية والمعرفية والعملياتية، وسيحدد أيضًا الهدف والأهداف الإستراتيجية للحملة العسكرية. فالهدف الاستراتيجي يجب أن يسعى إلى إحداث تغيير جذري في مكانة حماس ونفوذها على الساحة الفلسطينية. إن مصدر قوة حماس يكمن في قدراتها العسكرية، ولذلك يجب التحرك نحو الهجوم الشديد على قدرات حماس العسكرية وقيادتها. هذه الضربة سوف تخدم ثلاثة أغراض أساسية رئيسية:
أ. إضعاف نفوذ حماس على النظام الإرهابي في الضفة الغربية. وتعتبر حماس أحد أهم العناصر المؤثرة والمغذية للنظام الإرهابي في الضفة الغربية، وهي المسؤولة عن تصعيد الأوضاع هناك.
ب. إضعاف نفوذ إيران في الساحة الفلسطينية، إذ أن المعادلة القائمة هي أن حماس قوية = نفوذ إيراني أكبر في الساحة الفلسطينية.
ج. تعزيز صورة القوة الإسرائيلية وردع حزب الله وإيران والجهات الفاعلة الأخرى، التي قد ترى في هجوم حماس تأكيداً على أن الوقت قد حان لمهاجمة "إسرائيل" من جبهات عديدة من أجل إسقاطها.
إن بطارية الشرعية الدولية مشحونة بالكامل في هذا الوقت، ولكنها بحكم طبيعتها تفرغ بسرعة نسبية، وبالتالي فإن الضربة الإسرائيلية تحتاج إلى أن تكون سريعة وعميقة وكبيرة، لضمان تحقيق إنجازات مهمة قبل أن تضطر "إسرائيل" إلى مواجهة مجموعة من الضغوط من جانب" إسرائيل". المجتمع الدولي.
إن العدد الضخم من الإسرائيليين المختطفين في أراضي قطاع غزة يزيد من تعقيد التحدي، ولكن الجهد الرئيسي في هذا الوقت لابد أن يوجه إلى الضربة العسكرية، التي تهدف إلى سحق قدرات حماس العسكرية. وبدون تحقيق هذا الهدف لن تجد "إسرائيل "صعوبة في إطلاق سراح المختطفين فحسب، بل ستتورط وتعلق في مستنقع خطير ليس فقط ضد حماس والساحة الفلسطينية، بل في الساحات الأخرى أيضا.
الواقع يفرض على القيادة الإسرائيلية أن تتخلى عن نموذج الاحتواء والحل، والتغيير النموذجي الضروري يجب أن يتحقق بالكامل، وفي أسرع وقت ممكن، وبسيف من حديد ويد واثقة
*معهد دراسات الأمن القومي
The Institute for National Security Studies
(INSS)
هو معهد أبحاث إسرائيلي يتبع جامعة تل أبيب، يختص بمجالات شؤون الأمن القومي مثل الجيش والشؤون الاستراتيجية والصراع منخفض الحدة، والتوازن العسكري في الشرق الأوسط، والحرب الإلكترونية ومن اهدافه تشكيل الخطاب العام للقضايا المدرجة في أجندة الأمن القومي الإسرائيلي، ويقدم تحليل السياسات والتوصيات لصانعي القرار والقادة العامين والمجتمع الاستراتيجي، على حد سواء في "إسرائيل" والخارج.
الكاتب كوبي مايكل هو بروفسور وباحث أول في المعهد الوطني للسلامة والأمن ورئيس تحرير "التقييم الاستراتيجي" والأمن القومي