كتب الأستاذ حليم خاتون:
هل هي نهاية الكيان؟
إذا كانت المسألة معركة نهاية الكيان، من المعيب على أي عربي أو مسلم ان لا يشارك بأي طريقة من الطرق لتعجيل هذه النهاية...
يومها سوف تكون المعركة اكبر بكثير مما حدث وما يحدث اليوم في غزة...
يومها سوف نواجه كل الاستعمار العالمي الذي أسس هذا الكيان لمنع تحرر هذه المنطقة وتطورها...
هل تمنع هذه الصعوبة حرب نهاية الكيان؟
المشكلة ليست في الصعوبة؛ المشكلة هي في وجود الكيان نفسه الذي يجب إزالته إذا أردنا فعلا الحرية والتطور لشعوب هذه المنطقة...
هذا لا نقوله نحن فقط...
هذا ما قاله شوفينمان، وزير الدفاع الأسبق في فرنسا...
لذلك يجب إدانة اي طرف يعيق البدء بمعركة نهاية هذا الكيان الاستعماري...
تعدد الجبهات هو حرب نهاية الكيان...
مجرد فتح جبهة ثانية سوف يجر وراءه جبهة ثالثة ورابعة وربما خامسة حتى يزول الكيان...
هل يتوقف الأمر على حزب الله؟
هل فتح الجبهة الثانية بيد حزب الله فعلا؟
لنقلها بصراحة مطلقة.
الذين أطلقوا وآمنوا بشعار ان إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت، لم يكونوا فعلا على دراية إلى أي مدى وهن هذا الكيان...
لذلك عندما انطلقت عملية طوفان الأقصى، انطلقت باهداف محدودة وخلفية ان هذه العملية لن تكون سهلة... بمعنى آخر، الشك الكبير بصحة وهن هذا الكيان...
حتى عندما تفاجأت المقاومة الفلسطينية ومعها كامل المحور بمدى هذا الوهن، لم يكن هناك حتى مجرد تفكير بتطوير الهجوم وإرسال اكثر من مجرد الف مقاتل والعمل على تكريس وضع تحرير ارض فلسطينية من ال ٤٨، والعمل على دفع كل المحور للدخول في المعركة وتحويلها من مجرد عملية تبييض السجون وحماية المقدسات إلى حرب تحرير شعبية طويلة الأمد...
هل فات الأوان لهذا قرار؟
بالتأكيد لا...
لكن القرار بيد المقاومة الفلسطينية قبل غيرها...
حتى الآن، لم تقم المقاومة بالهجوم على منصات الغاز مثلا...
حتى الآن، لا نرى استهدافا عنيفا بما يكفي لغوش دان، ومناطق الكثافة السكانية في الكيان...
هذا ما يظهر على الشاشات على الأقل...
حتى الآن، تكتفي المقاومة الفلسطينية باحتواء البربرية الصهيونية بدل تكثيف الهجوم لوضع كامل المحور المقاوم أمام مسؤولية تاريخية في رفع درجة الحرب درجات كبيرة إلى الاعلى، او المغامرة باجهاض هذه اللحظة التاريخية...
وحدها المقاومة الفلسطينية تستطيع إجبار الآخرين على فتح الجبهات الأخرى، وذلك عبر رفع وتيرة الحرب القائمة...
أي مفكر عسكري، مهما كان بسيطا، يعرف ان مجيء حاملة الطائرات الأميركية لا قيمة له...
الكل يعرف ان التهديدات الأميركية والغربية لا تعني الكثير لان هذا ليس بالضرورة لصالح الكيان...
بل ان مجيء القوى الاستعمارية سوف يؤجج الصراع اكثر ويعمل على مزيد من الفرز في المنطقة...
فلتتحمل الأنظمة العربية نتائج ان تكون في الموقع الغلط في اللحظة التاريخية كما يحصل اليوم مع الاردن الذي لم تمنع حكومته انطلاق طائرة أميركية تحمل عتادا لمساندة الكيان في أزمته المميتة...
من اجل العدالة في تحميل المسؤولية عما يحدث؛
كل أطراف المحور المقاوم يقفون في نفس الموقع...
إذا اراد الغرب الحرب، فلتكن الحرب...
الثمن الذي يدفعه العراق واليمن وسوريا ولبنان ليس افضل بكثير من الثمن الذي تدفعه غزة اليوم...
وهذا الثمن يظل اكثر من ثمن الحرب...
الغرب يقتلنا...
الغرب يخنقنا...
إذا، فلتكن الحرب...
فلتأتي أميركا التي هربت بالأمس القريب من افغانستان؛ فلتأتي لكي نعيد جنودها في أكياس نايلون سوداء...
فلتأتي لكي تغامر بسقوط أوكرانيا في يد الروس...
فلتاتي لكي تجتاح الصين تايوان...
في النهاية، أميركا اليوم ليست اقوى من أميركا السبعينيات...
أميركا اليوم ليست في وضع اكثر راحة من أميركا التي كانت في الفيتنام...
ونحن الذين اسقطنا شرق أوسط كونداليزا سنة ٢٠٠٦...
نحن الذين هزمنا جحافل مغول العصر في سوريا والعراق، ومعهم كل الحلف الأطلسي...
نحن الذي قطعنا بسيف القدس رقابا ثم نظفنا جنوب فلسطين من خيوط العنكبوت...
نحن الذين ادهشنا العالم عندما افقدنا الكيان وعيه في أقل من ثلاث ساعات...
نحن لسنا أضعف من فيتنام...
لتكن الحرب...
هم يضعوننا بين السلة والذلة...
هيهات منا الذلة...
حليم خاتون