عندما امم الرئيس المصري الخالد جمال عبد الناصر قناة السويس ، اقدمت بريطانيا وفرنسا والكيان ((في اول اختبار لدوره الوظيفي)) بشن العدوان الثلاثي على مصرعام ١٩٥٦ يومها وقف عبد الناصر عملاقا مقاوما وقال كلمته الخالدة: " حنحارب"وخاض الجيش المصري معارك البطولة والفداء وهب الشعب المصري ولبى النداء وانخرط في مقاومة شعبية اذهلت اطراف العدوان .وقفت الجماهير العربية من المحيط الى الخليج مع مصر وانكفأ العدوان وتوفرت العوامل الذاتية والظروف الموضوعية لدحر المعتدين.كانت المحصلة انتعاش وتجذر المد القومي العربي والناصرية وارتقت مصر الى موقع الصدارة في النضال التحرري العربي والافريقي ، ونسجت علاقات دولية فكانت من المأسسين لمنظمة عدم الانحياز الايجابي ووزعت الارض على الفلاحين وشيدت المصانع الكبيرة الاساسية واهمها مصنع الحديد والصلب ومصانع الغزل والنسييج.كما قامت ببناء السد العالي بمساعدة الاتحاد السوفياتي.هذا السد ما زال يشكل المصدر الاساسي للطاقة الكهربائية في مصر.
حصل العدوان الصهيوني على مصر وسورية والاردن في حزيران ١٩٦٧ ليكسر شوكة عبد الناصر والناصرية واجهاض المشروع القومي العربي الذي تقوده مصر وفوق كل ذلك لاشباع شهية التوسع والعدوان للكيان الصهيوني في الاستيلاء على كامل فلسطين والاراضي العربية .في هذا العدوان خرجت جماهير الشعب المصري الى الشوارع والميادين ورددت وهتفت نفس الكلمة التي قالها عبد الناصر بعد العدوان الثلاثي عام ١٩٥٦ " حنحارب حنحارب".التفت الجماهير العربية حول مصر وسورية في حرب الاستنزاف التي كانت منصة العبور في تشرين ١٩٧٣ حيث تحطم خط بارليف واجتاحت القوات السورية جبل الشيخ والجولان.وقفت الجماهير العربية من المحيط الى الخليج مع مصر وسورية واستخدم العرب سلاح النفط والتحمت الامة كلها كجسد واحد.كانت اروع الايام في تاريخ الجيوش العربية الحديث.ثم كان ما كان من الاعيب السياسة واغراء الامركان.
في حرب تشرين الفلسطينية حرب العبور من غزة الى الجانب المحتل من الوطن نجحت كتائب القسام باقتحام وتحطيم الثكنة العسكرية المتقدمة والموكل اليها حماية الجناح الجنوبي للكيان .قتل من قتل واسر من اسر وفر الباقي كالجرذان.استحكم المقاومون في المغتصبات واستولوا على المواقع العسكرية والامنية فيها وسطروا اروع البطولات جنبا الى جنب مع ارقى المعاملة الانسانية لنساء واطفال بني صهيون.وما زالت معركة العبور مستمرة وتخاض بحكمة وحنكة واقتدار.الجماهير العربية الان تشكل الظهير والرديف للمقاومة والمقاومين .وعمت المظاهرات كل الوطن العربي في مدنه الرئيسية والفرعية .كما نظمت المظاهرات الحاشدة في معظم دول العالم مستنكرة مجازر الكيان وتأييدا للحقوق الوطنية الفلسطينية. كل هذا نضعه في كفة ونضع مصر في الكفة الاخرى.لان هناك دين في عنق مصر بدولتها وجيشها وشعبها وازهرها يجب عليها ان تسدده وتغلق الحساب.ليس المطلوب منها ان تجيش الجيوش، وان تلغي الافاقيات والمعاهدات، ولا ان تزحف جماهيرها الى حدود غزة وباقي فلسطين. نحن نعرف اذا اردت ان تطاع فعليك طلب المستطاع.كل ما نطلبه من النخب المصرية والنقابات وفي مقدمهم الازهر بكل علمائه ان يتوجهوا زحفا الى الهيئة العامة لقناة السويس المسؤولة عن تنظيم الملاحة في القناةوان يغلقوها بوجه الملاحة البحرية .لقد عاشت مصر وتأقلمت مع اغلاق القناة من ١٩٦٧ وحتى ١٩٧٣.الا يحق ان تغلق بضعة اسابيع من اجل القدس ارض القيامة والمسرى؟
دين في عنقك يا ارض الكنانة ويا ام الدنيا ان تقومي بهذا الاجراء التضامني مع فلسطين وغزة هاشم واهلها الذين يرتكب الكيان بحقهم المجازر والتدمير الممنهج للحجر والشجر وقتل البشر كبارا وصغارا.هذا زمان واوان تسديد الحساب ان التاريخ لن يرحم وكلنا امل في مصر المملوكية التي هزمت جحافل التتار في عين جالوت ان تعيد مصر السيسية جالوتها هل نحن محقون؟ سؤال برسم الجواب.فيا كنانة الامة لا توصدي الابواب.
م/ زياد ابو الرجا.