عندما قال الشهيد السيد عباس الموسوي(رض): "اسرائيل سقطت"، هذا يعني أنّهُ قد تحقّقَ هذا الهدفُ الإستراتيجي في عيون المجاهدين، من خلال العملية النوعية التي هزّت أركان هذا العدو، وخلخلته،وذلك بعد خمسة أشهرٍ من اِجتياحِ جنوب لبنان عام 1982، والعملية النوعية والمسمار الأول في نعش هذا الكيان، وهي عمليةُ الشهيد أحمد قصير فاتح عهد الِاستشهاديين المحرّرين، ما أدى الى اِنتقال معنويات النصر من جيش ومستوطني هذا الكيان الغاصب الى عيون شعب مجاهدي المقاومة في لبنان والبيئةِ المؤيدة والحاضنة وأحرار العالم.
واستُكمِلَ هذا الِانتصارُ، عندما احتفلتِ المقاومةُ بالنصرِ الأولِ عام 2000، وخطب سماحةُ السيد القائد الأغرّ في بنت جبيل، ووصف الكيان الصهيوني بأنه أوهنُ من بيتِ العنكبوت.
وفي مقابلة لاحقة قال:إننا سنُصلّي في القدسِ قريباً. كما قال في إحدى خُطَبِهِ: قد يأتي يومٌ ونطلبُ من قوّةِ الرضوان الدخولَ الى الجليل.
ولأنَّ المقاومةَ تُدركُ جيّداً أنّ هذا الأمرَ سهلُ المنال، ويُدركُ العدوُّ ومستوطنوه الذين انزرعت الهزيمةُ في نفوسهم، بعدأن حاولَ الِانهزامُ العربيُّ والإعلامُ العالميُّ زرعَها في نفوس الفلسطينيين والعرب، خاصةً بعد اِنتكاسةِ العام 1967 واحتلالِ القدسِ الشريف، والخيانةِ الكُبرى معَ توقيعِ اِتِّفاقيَّةِ الذُّلِّ في كمب ديفيد بين مصر والكيان الصهيوني عام 1978، والذي وقّعه رئيسُ مصرَ حينَها أنوَرُ السادات الذي لقي حَتْفَهُ على يدِ البطلِ الشهيد خالد الإسلَمبولي، على منصة الاحتفالات عام 1981.
وعندما قامت حركةُ حماس بالعمليةِ النوعيةِ طوفان الأقصى في 7 تشرين١ من هذا العام 2023،ودخلت إلى مِساحةٍ كبيرةٍ في الأراضي المحتلة تُقدّرُ بضعفَيْ مِساحةِ غزةَ المحاصرة، واستَوْلَتْ على مستعمراتٍ،وقتلت حيثُ أَسَرَتْ عدداً كبيراًمن جنود وضبّاط جيش الِاحتلال، ما أدَّى إلى سقوطِ هذا الكِيانِ الغاصب، بالأرض حسب التعبير الأمريكي، ولعدمِ الدَّوْسِ عليه، سارع الغربُ ببوارجِهِ وحاملاتِ طائراتِهِ لِمَنْعِ إجهازِ المقاومة ومحورِها عليه،كماسارعتِ الإدارةُ الامريكيةُإلى القول: إنَّ ايرانَ ليس لها دخلٌ في هذه العملية، ولا عِلْمَ لها بِها، وكذلك المقاومةُ في لبنان، وسارعت إلى إرسالِ رسائلَ مباشرةٍ،وبالواسطة بأن البوارجَ ليستْ لِلحربِ بل لِحِمايَةِ هذا الكيان من السقوط.
وتحمل هذا الكيانُ ذليلاً عملياتِ المقاومةِوالقصفَ على مواقِعِهِ ومستعمراتِهِ على طول الحدودمع لبنان، كذلك تحمّلَت أمريكاقصْفَ الحشدِ الشعبيِّ على قواعد جيشِها في العراق وسوريا، وكذلك صواريخ ومسيّرات أبطال يمن العزّة والبطولة والشجاعة؛ وأخيراً تحمّل الإثنان أسرَ إحدى السفن الصهيونية، بعمليةٍ بطولية يمنيّة، لأن الغربَ يدركُ أنَّ المواجهةَ الكبرى تعني الهزيمةَ الكُبرى له.
ونصلُ للموضوعِ الأساسِ لهذه المقالة،وهو موضوع مصر المستهدفة من خلال قناةِ بنغوريون،التي ستخنق مصر والتي جيشها لا يزال في عقيدته أنّ جيش الكيان عدو، فاذا كان عدوّا فقد أتتك فرصةٌ ذهبيةٌ لتفكَّ الحصارَ عن غزة وتلغي هذه الاتفاقية المذلّه الموقّعة بكمديفيد وإذا كان رئيس الدولة السيسي لا يملك الجرأه على فعل ذلك أليس مطلوبًا منك أيها الرئيس المصري أمام فرصة ذهبية أن تترك الأمرة للجيش ويكون مدعوماً من محور المقاومة والدول والشعوب الحرّة في العالم العربي والإسلامي الذي يغلي ناراً على ما يحصل لأهل غزه وكل فلسطين وتفتح كل الحدود مع غزه؟! إنّ تحرير فلسطين يبدأ من إعادة مصر الى عزتها وكرامتها وأم الدنيا لتكون السند والظهر الحامي لمقاومة فلسطين ومحور المقاومة فهل تفعلينها يا مصر.
الحياة وقفة عز!
21/ 11/ 2023