هل أُجبرت اسرائيل على قبول الهدنة؟
ما هي شروط هذه الهدنة؟
ظل بن غفير ضد هذه الهدنة طالما أن بيد اسرائيل رخصة مفتوحة لصيد الأطفال في غزة...
كذلك كان موقف سموتريتش الذي وافق في الاخير عندما قيل له أن هذه رغبة الأميركيين... رغبة الأميركيين لا يمكن رفضها لأن ما حدث في السابع من أكتوبر أظهر بشكل لا يقبل الشك أن بيت العنكبوت يحتاج دوما إلى خيوط أميركية لكي لا ينهار...
تجارب الفلسطينيين والعرب مع وقف النار أو الهدن طيلة ما قبل ال ٤٨، أوصلنا إلى النكبة...
فهل تختلف هذه الهدنة عما كان يجري سابقاً من هدن؟
ما هي الإيجابيات التي تحملها هذه الهدنة للفلسطينيين؟
للوهلة الأولى، يخيل للمرء أن آلة القتل الصهيونية سوف تتوقف...
لكن هل سوف تتوقف آلة القتل حقا، وحتى متى؟
ماذا سوف يحصل بعد انقضاء الهدنة، هذا على فرض أن العدو لن يقوم بخرقها متى سنحت له فرصة صيد ثمينة؟
يتنفس أهل غزة الصعداء لأن من شروط الهدنة ادخال أكثر من ثلاثمائة شاحنة من أساسيات الحياة إلى غزة...
لكن كم تكفي تلك الشاحنات؟
ألم تقل سلطة حماس إن ٥٠٠ شاحنة كانت تدخل الى غزة يومياً قبل الحرب، وإن هذا ما يمثل الحاجة اليومية؟
يعني ال٣٠٠ شاحنة لن تكفي يوماً واحداً حتى مع التقشف...
أين الإيجابية التي حصلت عليها المقاومة إذا في هذه الهدنة؟
قد تقول المقاومة إن العدو أُجبر على الخضوع وإطلاق حوالي ٣٠٠ أسيرة وطفل مقابل ٥٠ امرأة وطفل من المستوطنين...
ربما، لكن من سوف يمنع العدو من إعادة الفلسطينيين في اليوم التالي بعد الهدنة؟
ألم يفعل هذا قبلا؟
الحقيقة المرة هي أن هذه الهدنة لن تكون افضل مما كان يحصل قبل النكبة...
في تلك الأيام كانت الجيوش العربية بقيادة ضباط إنكليز؛ اليوم، الجيوش العربية تحت قيادة الصهاينة العرب الذين هم ألعن من الإنكليز...
في تلك الأيام كان الفلسطينيون بسطاء إلى حد السذاجة؛
اليوم، يقف الفلسطينيون عاجزين أمام حصار عربي غربي اسرائيلي...
هم لم يعودوا على السذاجة نفسها...
هم يدرون أنهم يقفون أمام رخصة قتل عربية إسلامية جاءت تلقائية بعد رخصة القتل الغربية للشعب الفلسطيني...
ينظر إلينا أطفال فلسطين والنساء والشيوخ بعيون دامعة أن ما العمل، طالما السكك كلها مقفلة...
ربما تكون الإيجابية الوحيدة بعد هذه الهدنة أن العدو سوف يعود الى حرب أكثر بشاعة والى مجازر أكثر فظاعة تؤدي بالفلسطيني أن يعي أنه يقف وظهره إلى الحائط...
أين طارق بن زياد يردد على مسامعهم،
البحر من ورائكم، زالعدو أمامكم...
أجل، ربما الإيجابية الوحيدة التي قد نصل إليها هي حين نعرف أن ما فاتنا في حرب ٢٠٠٦ في لبنان، يجب أن لا يفوتنا الآن...
يجب فتنمة الصراع...
يجب أن لا تكتفي هانوي بمحاربة العدو المباشر اسرائيل وأميركا والغرب؛ لكن يجب أن تحارب هانوي ضد سايغون أيضاً...
سايغون هي كل عاصمة عربية فيها سفارة اسرائيلية...
سايغون هي كل مدينة عربية تكره المقاومة وفكر المقاومة وتعتبر أن أهلها يشبهون الأميركيين...
ألم تسمعوا شارل جبور يجيب الاستاذ رواد في برنامج المباشر...
هو مستعد لحمل السلاح ضد الفلسطيني وضد السوري، وضد بقية اللبنانيين...
لكن حين يصل الأمر إلى اسرائيل، يريد الاستاذ جبور الشكوى في الأمم المتحدة!!!
هناك اسئلة كثيرة يجب أن تطرحها المقاومة على نفسها...
هل كان يفيد التفاوض على الأسرى خلال الحرب؟
لماذا لم نتعلم من تجربة حزب الله الذي لم يفاوض على الأسرى إلا بعد وقف النار سنة ٢٠٠٦؟
ألم يكن الأجدر بنا فعل الأمر نفسه؟
لكن على الأقل أمامنا تجربة حزب الله وال ١٧٠١...
يومها فوجئ حزب الله بانتصار غير متوقع، فوافق على وقف سيء لإطلاق النار تحت ال ١٧٠١...
اخذت اميركا واسرائيل مع ال ١٧٠١ ما لم تستطع أخذه على تخوم عيتا الشعب وساحة بنت جبيل...
يطبخ الاميركيون تسوية مشابهة لل ١٧٠١...
طالما أن المحور قرر المحاربة للفوز بالنقاط، يجب عدم تسليم الدبابات الإسرائيلية سلما ما لم تستطع أخذه حرباً...
الحليف الوحيد للمقاومة هو الموقف الحق الذي هي عليه...
الحليف الوحيد للمقاومة هو أجساد الأطفال الممزقة واشلاء أهاليهم...
انتم احرار في الاستماع الى نصائح لا تشبع ولا تغني عن جوع ابتداء من قطر وإسطنبول ووصولا حتى إلى بعض الممانعة...
أمامكم حرب سوف يسقط فيها مئات آلاف الشهداء...
هذا هو السلاح النووي الوحيد الذي تملكون في وجه آلة القتل الصهيونية... أجساد الأطفال والنساء والشيوخ...
إذا كان العرب سوف يقبلون في القرن الواحد والعشرين قتل ملايين الفلسطينيين، فإن بقية العالم لن يقبل بهذا...
الآتي بعد الهدنة، حرب ضروس اثبت فيها جزء كبير من الشعب الفلسطيني أنه أهل لها...
على كل من لم يحمل السلاح بعد؛ عليه أن يفعل...
إذا أردنا الانتصار علينا القتال...
إذا كان لا بد من الموت...
فالافضل أن نموت ونحن نقاتل...
أنها إحدى الحسنيين:
النصر أم الشهادة...
الخيار الآخر ماثل أمام الأعين:
الهنود الحمر في أميركا...
أين هم؟


