كتب الأستاذ حليم الشيخ: جنون نتنياهو والكلاسيكو
مقالات
كتب الأستاذ حليم الشيخ: جنون نتنياهو والكلاسيكو
حليم الشيخ
2 كانون الأول 2023 , 15:22 م

كتب الأستاذ حليم الشيخ:

٥٧ صفراً على الشمال...

هم خلاصة كل مواقف جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي...

يضاف إلى هؤلاء صفران كبيران... هما روسيا والصين...

كل جنون اسرائيل؛ كل القتل؛ كل المجازر... كل هذا لم يؤد إلى الكلاسيكو المفروض في النظام العالمي...

النظام الرسمي العربي لم يستحق صفة العروبة...

معظم الشعوب العربية ثبت خلوها من دورة دموية طبيعية لأن كل الشرايين والأوردة في هذه الشعوب مسدودة بتفاهات استطاع الغرب زرعها...

لم تكن منظمة التعاون الإسلامي أفضل بكثير من جثة جامعة الدول العربية...

كذلك الأمر مع الكثير من الشعوب الإسلامية التي تشبه الشاة التي تنتظر دورها للذبح في المسلخ...

روسيا لم تستغل الوضع في أوكرانيا...

كذلك الأمر مع الصين في تايوان...

"الروح الرياضية" عند بوتين وصلت حد السخرية التي أعادت روسيا مرة أخرى إلى مجموعة دول العالم الثالث كما كانت مع بوريس يلتسين...

باستثناء الجنون غير المحمود في داغستان... لم نر مظاهرة إنسانية واحدة في شوارع موسكو ضد جرائم الحرب في غزة والضفة...

الصين مشغولة في مراكمة الأرباح على حساب شعوب العالم الثالث بعد أن تحول النظام الصيني إلى تاجر شاطر ينتظر أن يتساقط التمر وحده من على شجر النخيل...

الكل انغمس في تسويات في قطر...

المقاومة تحاول الالتفاف على عقم الوضعين العربي والإسلامي...

توزع المديح مرغمة إلى من لا يستحق أي مديح...

محاولات حثيثة تجري في الدوحة لدفع المقاومة الفلسطينية في غزة إلى قبول شيء شبيه بال ١٧٠١...

وحده نتنياهو يعرف أنه خاسر في كل الأحوال...

ينظر هذا الفاشي المهزوم إلى تموز ٢٠٠٦، ويرى نفسه على درب أولمرت في دخول السجن ومن ثم القبر السياسي...

الأميركي يضبط نتنياهو من ارتكاب أي حماقة... لأنه في صدد وأد النصر...

الأميركي خبير في وأد انتصارات الشعوب...

هو يعد دائما بالجزرة التي بدل أن تؤكل بالفم، يتم استعمالها مقدمة لخازوق يزرع في...

لكن لو فعلها نتنياهو، وفاجأ الجميع بهجوم مباغت على غزة يصطاد فيه هذه المرة قيادات بينما الجميع في الدوحة ملته في عروض وعروض مضادة...

سوف يكون الأميركي إلى جانبه بالتأكيد... وكذلك الغرب... وكذلك معظم الذين أرادوا تصديق الروايات الصهيونية الاولى عن "طوفان الأقصى"...

غالانت وكبار قادة الجيش والمخابرات سوف يمشون مع نتنياهو لأن نفس المصير ينتظرهم...

امل النحاة الوحيد أمام كل هؤلاء هو هجوم مفاجئ كما في الخامس من حزيران ٦٧...

نتنياهو لا يزال يحسبها...

هو يخاف من شيء واحد فقط...

أن يدفع جنونه محور المقاومة إلى حرب شاملة يبدو المحور وكأنه لم يعد يريدها تحت نظرية أنه يجب إعادة مراكمة القوة على أمل سهو واشنطن ولندن وبقية جراء أوروبا في المرة القادمة...

لن يكون هناك مرة قادمة إذا نحن وقعنا في حفرة الدوحة...

يخرج علينا بعض المحللين يتحدثون عن حماس التي فاجأت الجميع وخربت موعد الحرب الكبرى التي كانت على الابواب سنة ٢٠٢٤!!!...

الذي يرضخ اليوم لأمريكا والغرب، سوف يرضخ غداً...

رغم كل الغضب من الموقفين الروسي والصيني، ربما يجب تذكير محور المقاومة أن الاتحاد السوفياتي والصين وقفتا بالكامل إلى جانب شعب فيتنام بينما لم يجر الأمر نفسه مع الشعوب العربية...

السبب بسيط...

"إذا لم تكن جديا في الحرب لن تجد لك حليفا بين الكبار..."

شعب فيتنام كان يقاتل في كل قرية، في كل شارع...

لم يكن عنده لا محمود عباس ولا خالد مشعل ولا محمد دحلان الذي يفاوض حماس ومعه اكياس مال إماراتية...

علينا أن نكون في الحرب كما يجب أن نكون في الحرب...

يقول المثل الفرنسي،

A la guerre, come a la guerre...

بينما الشباب يفاوضون في الدوحة ربما بذكاء... لكن دون سماع صوت يحي السنوار يرفض الخروج من غزة في تسوية مهينة تشبه ال ١٧٠١...

في الدوحة؛ في القاهرة؛ في عمان؛ في كل عاصمة عربية، يغلب الهم الضيق الأفق على مصلحة الأمة...

مصر والأردن وجماعة الغرب في لبنان يهمهم عدم تهجير مزيد من الفلسطينيين إليهم...

أبو ظبي تهتم بإدخال الفلسطينيين كأفراد وجماعات في صفقة الممر الهندي وقناة بن غوريون ونسيان الأقصى، ونسيان فلسطين...

الخليج يعد الفلسطينيين بالمن والسلوى إذا هم خضعوا لأنواع جديدة من الإحتلال...

الكل يريد سرقة النصر الباهر الذي حققته مقاومة غزة...

المهم إعادة المارد إلى القمقم...

بكل أسف... يجري كل هذا في ظل خوف الجميع من الإمبريالية الأميركية والغرب...

ألستم من قال إن اسرائيل أوهن من بيت العنكبوت...

لقد ثبت في تاريخ الحروب الشعبية الكبرى أن الإمبريالية نمر من ورق...

لقد أثبتت غزة بالقدرات القليلة التي ملكت أنها جعلت من هذه المدينة، ستالينغراد العرب...

لا تدعو زناة الليل يسرقون دماء أطفال غزة وجثث نسائها وشيوخها...

من اراد النصر... امامه الحرب الشعبية طويلة الأمد...

من يريد النصر عليه فتنمة الصراع وعدم الضياع في زواريب الدوحة...

قد تكون الهدنة أفادت المقاومة حين أظهرت لهذا العالم نبل المقاومة وعظمتها...

لكن الهدنة يجب أن لا تساهم في إضاعة الهدف...

الهدف هو الأسرى ورفع الحصار وتحرير فلسطين، كل فلسطين، من البحر الى النهر...

شاء من شاء، وأبى من أبى حتى لو جاء العدو الأميركي نفسه إلى الساحة...

نحن لسنا أقل من فيتنام...

هل تذكرون هذا الشعار الذي حقق النصر في لبنان...

نحن فعلاً، لسنا أقل من فيتنام...

أثبتنا هذا سنة ٢٠٠٦،

أعدنا الاثبات بزخم لا يقاس في السابع من أكتوبر هذه السنة...

لا تدعوا زناة الليل يسرقون الدم الذي انتصر على السيف...


المصدر: موقع إضاءات الإخباري